بلدنا اليوم
رئيس مجلس الادارة
د/إلهام صلاح
رئيس التحرير
وليد الغمرى

بوتين يضع بايدن في مأزق.. هكذا فشلت سياسة الرئيس الأمريكي تجاه روسيا

بلدنا اليوم
كتب : نورهان عويان

كشفت رحلة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، إلى أوروبا التي قامت بتشتيت الحرب بين الحلفاء، وبعثة رسالة تهديد، وهذه الرسالة غير مكتوبة، إلى الرئيس الروسي، بوتين، ولكنه رجع إلى بلاده مع عدد من الاجابات الوضحة، إن وجدت، حول كيفية انتهاء الغزو الوحشي لأوكرانيا في الواقع.

وقالت بوليتيكو، اختتم بايدن رحلته بإلقاء نظرة عن قرب على ويلات الحرب، وهي محطة في بولندا أعقبت ثلاث قمم دبلوماسية استثنائية كشف فيها الغرب النقاب عن مزيد من العقوبات على روسيا وتعهد بتقديم المزيد من الدعم لمقاتلي المقاومة في أوكرانيا. ولكن مع استمرار القذائف الروسية في قصف المدن الأوكرانية، أفسحت الجبهة الموحدة التي توقعها الرئيس المجال أمام واقع. ولم تتغير أساسيات الحرب. ومن المرجح ألا ينتهي الصراع إلا عندما يقرر بوتين ذلك.

وقالت بوليتيكو إن قدرة بوتين على الصمود، على الأقل في الوقت الحالي، أمام الضغوط الدولية والعقوبات الاقتصادية الشبيهة بالعقوبات المفروضة على بلاده، تركت بايدن وحلفاءه مع نفوذ محدود.

وقد أكد الرئيس مرارا وتكرارا عدم استعداده للمخاطرة بمواجهة مع روسيا من شأنها أن تتصاعد إلى حرب عالمية ثالثة، على الرغم من أنه اختتم أيامه الأربعة في أوروبا بالخطاب الأكثر تحديا وعدوانية من قبل رئيس أمريكي حول روسيا منذ رونالد ريجان في ذروة الحرب الباردة.

كما نقلت عن مصدر أمريكي قوله إن بايدن لن يتمكن من الوفاء بتعهداته بتخليص أوروبا من الغاز الروسي، وأن إرسال الغاز المسال إلى أوروبا كما تعهد الرئيس الأمريكي جو بايدن مسألة صعبة، وأشارت الصحيفة إلى أن المصدر أكد أن على آسيا التخلي عن حجوزات مسبقة للغاز من أجل تلبية طلبات أوروبا.

وقال بايدن وهو يقف أمام قلعة في وارسو، لا تفكر حتى في التحرك على شبر واحد من أراضي الناتو.

ولكن بعد ذلك، تراجعت أيام من الرسائل المصممة بعناية، حيث انحرف بايدن عن النص لإنهاء خطابه بتصعيد غير مخطط له ودراماتيكي للخطاب وقال بايدن، لأجل الله، هذا الرجل لا يمكن أن يبقى في السلطة.

وعلى الرغم من أن الرئيس الأمريكي وصف الزعيم الروسي في الأيام الأخيرة بأنه جزار ومجرم حرب، إلا أن الاحتضان الظاهر لتغيير النظام أذهل مراقبي السياسة الخارجية المخضرمين. وسارع مساعدو البيت الأبيض إلى القول إن بايدن لم يكن يضع سياسة أمريكية جديدة بعد أن أمضى هذا الفريق أسابيع في تجنب مثل هذا الإعلان بعناية.

لكن اللحظة – تلك الكلمات القليلة – قلبت الرحلة رأسا على عقب وهددت بالتراجع عن التوازن الدقيق الذي حاول بايدن تحقيقه لإدانة بوتين دون استفزازه. ويخشى بوتين، وهو ضابط سابق في جهاز الاستخبارات السوفيتية (كي جي بي)، منذ فترة طويلة من أن تحاول الولايات المتحدة الإطاحة به، ويخشى المسؤولون أن يؤدي سماع هذه الكلمات من فم رئيس أمريكي إلى دفعه إلى توسيع الصراع أو الهجوم في محاولة للحفاظ على سلطته.

كان رد الكرملين الأولي فظا كما كان متوقعا، حيث قال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف للصحفيين، هذا ليس لبايدن أن يقرره. رئيس روسيا ينتخب من قبل الروس.

وحتى قبل أن يلقي بايدن هذه التصريحات، بدا أن الحرب على وشك الدخول في مرحلة جديدة مع بدء شهرها الثاني، وهو الشهر الذي بدا فيه من الصعب تخيل نهايته.

وأشار قائد روسي كبير يوم الجمعة إلى أن موسكو تضيق أهدافها، معلنا أن الجيش سيركز على التحرير الكامل لدونباس - المنطقة الجنوبية الشرقية التي تعد موطنا لتمرد انفصالي مدعوم من الكرملين، وأن الهجوم على المدن الأوكرانية الكبرى، بما في ذلك العاصمة كييف، كان مجرد إلهاء لإضعاف قوات المعارضة حتى لا تتمكن بعد الآن من الدفاع عن الأراضي الانفصالية المتنازع عليها.

تم نسخ الرابط