بلدنا اليوم
رئيس مجلس الادارة
د/إلهام صلاح
رئيس التحرير
وليد الغمرى

بعد مقتل مسؤول أردني.. غضب عارم وتوعد رسمي للخارجين عن القانون

غضب عارم وتوعد رسمي
غضب عارم وتوعد رسمي للخارجين عن القانون
كتب : إسراء عماد

أصدرت الحكومة الأردنية، مساء أمس الجمعة، عدة رسائل تحذيرية للتصدي لما قالت إنه أعمال عنف محتملة في مناطق المملكة، على خلفية تطورات الاحتجاجات في مدينة معان الجنوبية، أول أمس الخميس، مؤكدة سعيها المتواصل للقبض على قاتل عبد الرزاق الدلابيح، نائب مدير شرطة معان، الذي اُغتيلَ فجرا برصاص حي، وأعلنت عشيرة الضحية منح الحكومة مهلة مدتها 3 أيام ونصف اليوم، للكشف عن هوية القاتل.

نرشح لك: رئيس جامعة قناة السويس يعلن انطلاق مبادرة الشباب من إجل التنمية بالإسماعيلية

وقام العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، بيت عزاء الدلابيح، بعد تشييعه عقب صلاة الجمعة، بمشاركة الآلاف، موضحا أنه لن يهدأ له بال حتى ينال المجرم عقابه، مشددا على أن كل من يرفع سلاحه بوجه الدولة، سيتم التعامل معه بحزم"، فيما كانت عشيرة الضحية قد رفضت أيضا استقبال أي مسؤول حكومي أو أي عضو في مجلسي الأعيان والنواب.

مؤتمر صحفي للحكومة الأردنية

وفي مؤتمر صحفي عقده وزيرا الداخلية والاتصال الحكومي بمشاركة مدير الأمن العام قبل زيارة الملك بوقت قصير، صدرت تأكيدات رسمية على التعامل بالقوة المناسبة مع أي أعمال عنف قادمة، فضلا عن تعزيز تواجد القوات الأمنية في أي بقعة، مع تحذير المواطنين من الخلط بين المطالب السلمية، وأعمال العنف.

إضرابات واحتجاجات متقطعة

ومن ناحية أخرى، ومنذ الرابع من ديسمبر الجارِ، بدأت قطاعات عمالية متفرقة إضرابات متقطعة شملت ميناء العقبة، احتجاجا على رفع أسعار المحروقات، خاصةً مادة الديزل (السولار)، وارتفاع كلف الشحن نتيجة لذلك.

وقال مازن الفراية، وزير الداخلية الأردني: «اليوم ليس كالبارحة»، مشددا على أنه لن يسمح باستغلال الاحتجاجات السلمية لأخذ الدولة باتجاه العنف، والإضرار بأمنها نحو مآلات صعبة، إذا حدثت سيكون النهوض منها صعبا، على حد تعبيره، فيما أشار إلى أن خسائر الإضراب "كبيرة ولم يتم حصرها".

وأكد الوزير أن تخفيض أسعار المحروقات ليس ممكنا، وأن الحكومة بالرغم من ذلك لن تتوانى عن اتخاذ أي إجراءات للتخفيف عن الشرائح المتضررة، قائلا: «أن الأمن العام تعامل مع الوقفات الاحتجاجية "بانضباطية»، ولم يتم التعرض لها بسوء، وإن الأيام الماضية شهدت تطورا كبيرا في أعمال العنف، انتهت بمقتل الدلابيح، وإصابة عدد من رجال الأمن.

رد حكومي على مهلة قبيلة بني حسن

وقال الوزير في رده على سؤال لموقع CNN بالعربية، حول كيفية تعامل الحكومة مع مهلة عشيرة الضحية: «أجهزة الأمن العام تسعى لضبط القاتل اليوم قبل يوم غد، وإن كل الأجهزة الأمنية التي تقع تحت قدرة الأمن العام ستستخدم في هذا الواجب»، موضحا أن قبيلة بني حسن لها كل الحق في أن تطلب معرفة قاتل ابنها، وأن الأجهزة استجابت منذ اللحظة الأولى لذلك، والتحقيقات جارية، وأنه سيتم إطلاع الجميع على نتائجها.

ومن جانبه، كشف اللواء عبيدالله المعايطة، مدير الأمن العام عن وقوع 49 إصابة بين رجال الأمن العام، والاعتداء على نحو 70 آلية عسكرية، وعلى أكثر من 90 آلية لمواطنين، وأنه تم إطلاق العيارات النارية على رجال الشرطة من "المخربين"، وكان موجها بشكل مباشر، وأن سياسة التدرّج في الإجراءات هي المعتمدة للتعامل مع أحداث الشغب.

ومع تأكيد اللواء المعايطة، على حق التعبير السلمي، أوضح أن الإضراب والمطالبات المتعلقة بأسعار المشتقات النفطية، قد انحرفت في يومها الثالث عن مسارها، وأخذت أشكالا مغايرة، مثل قطع الطرق وإلحاق الأضرار بالممتلكات العامة، وكذلط تعطيل مناحي الحياة خاصةً في المناطق الجنوبية من البلاد، حتى وصل الحد إلى استخدام إطلاق النار وإغلاق الطرق".

وربط المعايطة، بين أعمال الشغب وتعطيلها لما قال إنه، واجبات مكافحة الجريمة وخاصةً مكافحة المخدرّات، حيث تشن أجهزة الأمن العام حملات منظمّة ضد تجار المخدرات في كل أنحاء المملكةقائلا: «واجب مكافحة الجريمة أصبح إلى حد ما معطلا لجزء من كوادرنا، وأن تنصرف عن واجبها في مكافحة المخدّرات»، معلنا أن الأجهزة الأمنية ستعمل على تمشيط كل منطقة أصبحت تشكل حياة مقلقة لأبنائها أو تعطل حياة المواطنين.

بيان وزير الاتصالات الأردني

أما فيصل الشبول، وزير الاتصال الحكومي، فتحدث عن مبررات الوقف المؤقت لعمل تطبيق "تيك توك"، مرجعا ذلك إلى الترويج لدعوات التحريض على القتل والعنف وإن وحدة الجرائم الالكترونية في الأمن العام، رصدت كما كبيرا من الفيديوهات المزورة، والمحرضّة على العنف.

وأكد الشبول، أن الحكومة تراقب دعوات التحريض الميدانية على العنف أو عبر وسائل التواصل الاجتماعي، مشيرا إلى أن تلك الدعوات ستواجه بالقانون.

بيان مديرية الأمن العام

وأصدرت مديرية الأمن العام، بيان، أوضضحت فيه أن هناك انتشار أمني كثيف في محافظات المملكة، لضمان إنفاذ سيادة القانون، والحفاظ على أمن المواطنين، قائلة: «تعاملنا مع أحداث شغب في عدد من المناطق، وألقينا القبض على 44 شخصا شاركوا بتلك الأعمال في مختلف المناطق، وستتم إحالتهم للجهات المختصة إضافةً إلى مَن أُلقي القبض عليهم في الأيام السابقة".

وأكد البيان على وجود تراجع ملحوظ في أعداد وحدة أعمال الشغب عن الأيام الماضية، لا سيما في محافظات الجنوب، وكذلك أوضح أن التحقيقات في حادثة استشهاد العقيد الدلابيح، مستمرة، ولن تتوقف حتى القبض على الفاعل، وتسليمه ليد العدالة، لينال عقابه الرادع.

واختتم البيان قائلا: "لن نتوانى عن حماية الأرواح والأعراض والممتلكات، وندعو الجميع للالتزام والابتعاد عن مواقع الشغب، وعدم الاشتراك بها". 

تم نسخ الرابط