بلدنا اليوم
رئيس مجلس الادارة
د/إلهام صلاح
رئيس التحرير
وليد الغمرى

خاص|«ندا» الأسلحة تطيل زمن الحرب ولن تحقق انتصارًا للغرب

الدكتور نور ندا
الدكتور نور ندا
كتب : هبه حرب

تستمر الأزمة الروسية الأوكرانية فى السيطرة على المشهد العالمى، وذلك بالرغم من مرور ما يقرب من عام على انطلاقها.

ومنذ اللحظات الأولى للحرب، دخل الغرب بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية على الخط بدعم غير محدود لأوكرانيا، من أجل التصدى لروسيا.

وقد كان آخر تطور فى هذا الدعم، هو إعلان الغرب تعهده بتقديم دبابات متطورة إلى كييف، حيث ذكرت الولايات المتحدة أنها ستقدم 31 دبابة، كما وافقت ألمانيا على إرسال 14 دبابة، بجانب تعهد بريطانيا بإرسال 14 دبابة.

إلا أن الرئيس الروسى فلاديمير بوتين رد على هذا الأمر، معتبراً أن ذلك تهديدا من الغرب لبلاده، مؤكداً أن الرد سيكون قاسيا، وهذا من خلال قوله " لدينا إمكانيات الرد عليهم، لن يقتصر على الأمر على الأسلحة المدرعة"، كما ذكر أيضا "نحن لا نرسل دباباتنا إلى حدودهم، لكن لدينا ما نرد به عليهم"، وشدد بوتين خلال تصريحاته، على تحذيره للغرب من الانجرار إلى حرب مع روسيا.

إمدادات الغرب لأوكرانيا

ومن جانبه، فقد أكد الدكتور نور ندا المتخصص فى الشأن الروسى خلال تصريحات خاصة لـ بلدنا اليوم، أن إمداد الغرب خصوصاً ألمانيا وأمريكا بنوع متطور من الدبابات لكييف، بالطبع سيكون لها أثر فى العلمية العسكرية الروسية فى أوكرانيا، مشيراً إلى أن هذا الأمر سيشكل نقلة نوعية، لكن لن يحقق انتصارا لأوكرانيا.

كما أوضح ندا أن هذا الأمر يعد تدخلا مباشرا من الولايات المتحدة الأمريكية والناتو بالحرب، وهو ما يمثل تحولا نوعيا فى سير المعارك.

لكنه لفت إلى تأخر وصول هذه الأسلحة إلى النظام الأوكرانى، مؤكداً أنها لن تصل إلى أوكرانيا قبل عدة أشهر.

كما أشار إلى أن هذا الأمر يفسر التقدم السريع للقوات الروسية على محور زاباروجيا ودونيتسك، وذلك من أجل قطع الطريق على أوكرانيا فى القيام بالهجوم على شبه جزيرة القرم، متطرقاً أيضا للإشارة إلى نجاح مجموعة فاجنر فى إحكام السيطرة على باخموت.

الاستعداد لمعركة الدبابات

وخلال تصريحاته أيضا تناول الدكتور نور ندا المتخصص فى الشأن الروسى، تولى رئيس أركان الجيش الروسى الجنرال فاليرى غيراسيموف قيادة العملية العسكرية الروسية فى أوكرانيا شخصياً، هو الأمر الذى وصفه الرئيس فلاديمير بوتين بالمهم، حيث أن الجنرال الجديد ملقب بـ رجل الدبابات، مؤكداً أن هذا التطور يعنى استعداد الجانب الروسى لهذا النوع من المعارك.

وهو ما فسره الدكتور نور ندا، أن الرئيس الروسى قرر تغيير خطة العملية العسكرية الروسية، بعد قرار الغرب إمداد الغرب لأوكرانيا بالدبابات.

هذا وقد رأى ندا أن هناك مواجهة شاملة خلال الفترة المقبلة، إلا أنه أكد استعداد الجانب الروسى لهذه المواجهة بكامل قوتهم.

مشيراً إلى أن الأسلحة الغربية لن تستطيع إحداث الفارق فى الحرب الروسية الأوكرانية، وأن كل ما ستحققه هو إطالة زمن الحرب لفترة من الزمن.

العمليات الانتحارية

كما أكد الدكتور نور ندا، أنه يرى أن التقديرات تشير إلى أن مع التقدم السريع للقوات الروسية فإن الحرب ستنتهى خلال هذا العام.

وقد دلل المتخصص فى الشأن الروسى، على رؤيته لهذا الأمر، بالإشارة إلى الاستعدادات الدفاعية التى اتخذتها السلطات الروسية فى العاصمة موسكو، من خلال نصب أنظمة دفاع على المبانى الحيوية والحكومية بالعاصمة.

وذلك فى إطار التحسب من قبل السلطات الروسية، من أى عمل عسكرى متهور من النظام الأوكرانى، ضمن المعارك النهائية للحرب.

التضحية بـ أوكرانيا

هذا وقد أفاد الدكتور نور ندا خلال تصريحاته، بقوله إنه "يبدو أن هناك اتفاقات تتم خلف الستار للتفاوض بين أمريكا وروسيا"، مؤكداً استعداد الغرب التضحية بـ أوكرانيا.

فيما تطرق ندا خلال تصريحاته إلى المأزق الذى يمر به حلف الناتو، والممثل فى نقص مخزون الأسلحة لدى معظم دول الحلف، وذلك فى الوقت الذى تضخ فيه الصناعة العسكرية الروسية أعدادا كبيرة من الأسلحة المتنوعة، مما يشير إلى أن النفس الروسى طويل.

كما أشار المتخصص فى الشأن الروسى، إلى مخاوف الغرب من سقوط الدبابات الألمانية والأمريكية فى يد الروس، وهو ما يعنى تعرى تكنولوجيا الناتو العسكرية أمام موسكو.

فيما أوضح احتمالية أن يكون قرار الغرب بإمداد أوكرانيا ببعض الأسلحة فى الوقت الراهن، يمكن أن يكون إحدى أوراق الضغط التى يعتمد عليها الغرب لخلق وضع تفاوضى يحافظ على ماء الوجه له مع موسكو.

وخلال تصريحاته أيضا، أوضح الدكتور نور ندا، أنه يرى أن المعركة الكبرى فى الحرب الروسية الأوكرانية، ستكون فى لفيف فى الغرب الأوكرانى بالقرب من الحدود البولندية و ليس كييف ولا أوديسا، مشيراً إلى أن السبب فى ذلك، هو أن لفيف تجمع أكثر متطرفين قوميين أوكرانى يعد انتمائهم إلى ستيبان بانديرا هو الذى كون مجموعات قتالية قاتلة بجانب هتلر فى الحرب العالمية الثانية ضد الجيش السوفيتى فى هذا الوقت، و استمر فى ذلك لمدة عشر سنوات بعد انتهاء الحرب، لذلك فإن هؤلاء بمثابة هدف أمام السلطة الروسية، حيث أنه هم "النازيين الجدد" الذين أكد الرئيس فلاديمير بوتين مراراً وتكراراً أنهم أعداء روسيا.

وأكد المتخصص فى الشأن الروسى، أن هذا الأمر لا يريده الغرب، لأن بذلك المعركة ستصبح على حدود الناتو، فـ بولندا دولة فى حلف شمال الأطلسى.

واختتم الدكتور نور ندا تصريحات، بأن الروس حققوا نصرا كبيرا فى العملية العسكرية، من خلال السيطرة على الأقاليم الأربعة تمتلك ثروات هائلة على المستوى الزراعى والثروات الطبيعية فهو ما يمثل مكاسب تساوى تكليف الحرب، بجانب تأمين الطريق إلى شبه جزيرة القرم وسيطرت على طريق برى لأراضيها فى القرم، وهو الأمر الذى يعد استرجاع موسكو لأراضيها التاريخية.

تم نسخ الرابط