ريادة الإسماعيلية في زراعة «التوت الأرضي» بمواصفات تصديرية.. تفاصيل

الفراولة أو ما يطلق عليها بـ"التوت الأرضي" هو نبات عشبي معمر، يعيش لعدة سنوات إذا ترك في الأرض، الساق فيه قصيرة جداً وسميكة، وترتفع على سطح التربة لأكثر من 40 سم، وهو يتبع العائلة الوردية التي تحتوي على 115 جنساً، وحوالي 2200 نوع، ويمكن القول بأنه من المحاصيل ذات العائد الكبير، ويمكن تصدير ثماره مجمدة أو مصنعة أو طازجة، وتعد محافظة الإسماعيلية ولسنوات عديدة، لها الريادة في زراعة محصول الفراولة من النوع "الفريش"، والذي يتم تصديره للخارج فهو عالي الجودة ومطابقا للمواصفات والشروط اللازمة للتصدير، وتبلع مساحة زراعات الفراولة في محافظة الإسماعيلية ٩٦٤٦ فدان.

في البداية يقول الحاج حسين ابو سعادة، من أكبر مزارعي محصول الفراولة، أن 500% من الأراضي الزراعية بقرية أم عزام التابعة لمدينة القصاصين بمحافظة الإسماعيلية، تزرع بالفراولة بداية من وضع الشتلات في منتصف سبتمبر وبداية أكتوبر في صفوف متوازية بمسافة تتراوح من 20 وحتى 30 سم بين الشتلة والأخرى حتى يتوافر لها المساحة الكافية للنمو والتمدد ويتم ريها وتغذيتها بالسماد اللازم حتى موعد حصادها، كما أن محصول الفراولة لا يُسقى إلا بماء النيل فقط، وأي مياه أخرى لا تصلح له.

وأشار المهندس محمد مجدي "مهندس زراعي"، أن محصول الفراولة يعد من المحاصيل الهامة لمصر والتي تشتهر بها محافظة الإسماعيلية، حيث تشغل المساحة المنزرعة من هذا المحصول ما يقرب من 4769 فدانا لمحصول الفريش بمتوسط لإنتاج الفدان 23 طن، بينما إجمالي مساحة الاراضي المبردة 4794 طن بإجمالي 18 طن، وتبدأ زراعة هذا المحصول منذ أغسطس، ثم يعقب ذلك عملية الحصاد والتي تبدأ من شهر مارس وحتى 30 من يونيو، مشيراً إلى أن فدان الفراولة يحتاج إلى أكثر من 70 ألف جنيه تكلفة إجمالية للزراعة، فيما يحقق الفدان ما يقرب من 20% ربحا زيادة عن قيمة التكلفة، بالإضافة إلى أن محصول الفراولة يجب أن يكون خاليا من المبيدات وذلك لصلاحيته للتصدير، ولتحقيق أهم الضوابط التصديرية.

وقال الحاج عربي مجاهد نقيب الفلاحين، أن محافظة الإسماعيلية تمتاز بالتربة الرملية التي يحتاجها محصول الفراولة وهناك أكثر من 600 نوع للفراولة فهناك الأنواع المخصصة للتصدير مثل "الفريش" تتميز بالحجم الكبير واللون الأحمر القاتم والسكر المعتدل ويعد هذا النوع الأكثر إقبالا عليه في الأسواق المحلية والعالمية ويتناسب مع التبريد والتخزين وهناك نوع الشليدر متوسط الحجم ويتميز بلونه القانى، وارتفاع نسبة السكر ونوع آخر يسمى "المنتخب" صغير الحجم ومعتدل في نسبة السكر ونوع "الكارموزا" عالي السكر وتتشكل الثمرة في شكل دائري ونوع "الكستفان" يتأخر حصاده إلى أبريل ويميل لونه إلى الأحمر الفاتح وحجم الثمرة الكبير ويقبل على شرائه أصحاب المصانع والمعلبات وفى داخل قرية 7 آبار الشرقية.

وقال المهندس اسماعيل غنيم مدير عام الشئون الزراعية، إنه مع دخول الطقس البارد أو شديد البرودة يبدأ النقص في إمدادات عنصري الكالسيوم والبورون للنبات ويتسبب في تلف محصول الفراولة واحتراق حواف الأوراق وتشوهها ويمتد للثما، موضحاً أن السبب يتمثل في الحرارة المنخفضة لمدة طويلة خاصة خلال التلقيح ونمو الثمار، وحدوث الصقيع، والإفراط في السماد النتروجيني (الأزوتي)، كذلك الأمطار أو الندى الغزير الذي يؤدي إلى تخفيف سوائل «ميسم الزهرة»، وبالتالي تؤثر سلباً في ضعف التلقيح فتتشوه ثمار الفراولة لاحقا، كذلك تزيد الأعراض مع عدم انتظام درجات الحرارة والإضاءة أثناء نضج ثمار الفراولة، وجفاف التربة، وزيادة استخدامات منظمات النمو.

قال المهندس نبيل مليكة مدير إدارة البساتين بمديرية الزراعة بالإسماعيلية، أن الفراولة عبارة عن جزئيين مختلفين تماماً أحدهما الفراولة الفريش "الطازجة" وهي يتم زراعتها من المشتل للأرض في شهر سبتمبر، وهي أيضاً الفراولة المبكرة قبيل برودة الجو والهدف منها زراعة مساحات منها لتصديرها وتوفير عملة صعبة للدولة، ولها تكاليف خاصة وهي أغلي في السعر ويتم توفير رشاشات لريها عن طريق التنقيط او الري بالغمر، أما بخصوص الفراولة الفريجو، "المبردة" تدخل الثلاجات تتجمد لمدة 6 أشهر حتي زراعتها في شهر نوفمبر، ويتم زراعتها علي خطوط ويتم ريها عن طريق التنقيط ويتم طرحها من شهر فبراير الي مايو وتكلفتها أقل، وتعد مصر ثالث المحافظات تصديراً للفراولة المجمدة، وتعتبر محافظة الاسماعيلية واحدة من اكبر المحافظات تصديرا لجميع دول العالم في محصول الفراولة.

وأستكمل أن قرية الروضة في القنطرة غرب أكبر القري إنتجاً لمحصول الفراولة، مشيراً إلى أنه يتم عمل ندوات توعوية للمزارعين، وذلك لتزويدهم بالثقافة عن كيفية زراعة وري ورش محصول الفراولة، كونه نبات حساس لأن معظمها عبارة عن مياه، مؤكداً أن الاسماعيلية توفر لأغلب المحافظات مبيد المفترس "الاقاروصي" الذي يستطيع أكل العناكب التي تتطفل علي الفراولة والتي تقوم بمص العصارة الغذائية لها، ويتم الحد من الرش بالأسمدة ولا يتم الرش الحشري.

وأضاف المهندس إسماعيل العطار وكيل وزارة الزراعة بالإسماعيلية، ان محافظة الاسماعيلية أصبحت أحد أكثر المحافظات زراعة للفراولة التي متمثلة في منطقتي المحسمة وأم عزام، وقرية الروضة بالقنطرة غرب، أحد أكبر المناطق في الاسماعيلية زراعة لهذا المحصول، وقد تم تشكيل عددا من اللجان النوعية لمتابعة زراعات الفراولة المنتشرة بعدد من قرى المحافظة، ولأهمية تكثيف المرور على المحاصيل الزراعية، حيث أن المساحة المنزرعة بمحصول الفراولة بمحافظة الاسماعيلية تقدر بحوالي 9590 فدان معظمها زراعات فريش معدة للتصدير والتي يساهم في تزايد دور مصر في السوق الدولية، موضحا أن استمرار نمو هذا القطاع يمكنه تعويض العملات الاجنبية سواء في تصدير شتلات او الثمار سواء طازجة أو مجمدة، كذلك معرفة المشاكل التي تواجه الإنتاج والعمل على حلها وتوصيل التوصيات الزراعية للفراولة بكافة سبل الدعم الإعلامي.