"العمارة من أجل رفاهية الفرد".. شعار اليوم العالمي للهندسة المعمارية

يأتي علينا اليوم ذكرى اليوم العالمي للهندسة المعمارية، وتأسس اليوم العالمي للهندسة المعمارية، بعد مؤتمر دولي للمهندسين المعماريين والذي أقيم في العاصمة البريطانية لندن في العام 1946، وبعد هذا المؤتمر تأسس الاتحاد الدولي للمهندسين المعماريين بمدينة لوزان السويسرية، وفي أحد مؤتمرات الاتحاد عام 1985.
تم تأسيس الاتحاد الدولي للمهندسين المعماريين لإبراز دور مهندسي المعمار وتشجعيهم ورعايتهم، وتوعية المجتمع بأهمية الدور الذي يقومون به، وهو اتحاد يضم على نطاق واسع المنظمات المهنية والمهندسين المعماريين الرئيسيين في 115 دولة ومنطقة حول العالم.
في ضوء ذلك، يستعرض موقع "بلدنا اليوم" اثنين من أبرز معماري الوطن العربي، هما المهندس المصري حسن فتحي، والمهندسة العراقية زها حديد.
ولد المهندس حسن فتحي في مدينة الإسكندرية عام 1900، ولم تلتفت أنظاره نحو الريف إلا بعد سن الـ27 عامًا، إلا أن الريف يعتبر المحرك الرئيسي في أعمال حسن فتحي المعمارية؛ حيث اعتمد على "الطين" في صنعها، وكان يتبنى فكرة الاعتماد على عناصر البيئة في فن العمارة.
وقام الدكتور عبدالباقي إبراهيم برصد في كتابه "المعماريون العرب حسن فتحي"، شخصية المعماري الراحل في محاولة لرسم صورة عن فكره ووجهات نظره، قائلًا: "كان لشخصية حسن فتحي الأثر الكبير في انتشار فكره وفلسفته من خلال أعماله على هذا المدى الواسع في العالم، وتظهر هذه الشخصية في تكوينه العلمي والثقافي وفي بنائه الإنساني والفني، فهو يتميز بلباقة الكلمة، وسعة الاطلاع وحماسة التعبير وقوة الإقناع".
واضاف الدكتور عبدالباقي إبراهيم أن اهتمام فتحي بالريف جاء عن طريق والدته التي عشقت الريف، وتمنت أن تعيش فيه طوال عمرها كما رسمت له صورة رومانسية رسخت في وجدانه، فبدأ يفكر شيئًا فشيئًا في استمداد ما يريده من الريف المصري.
وكانت أول تجربة للمهندس حسن فتحي مع الإسكان الريفي عام 1940، وذلك عندما كلفته الجمعية الزراعية الملكية بتصميم بعض المساكن للفلاحين في بهتيم شمالي محافظة القاهرة، مستخدمًا الطوب اللبن؛ بسبب عدم توافر مواد أخرى، وتعد "القباب" أحد رموز فن العمارة عند حسن فتحي، والتي استمدها من العمارة النوبية.
انبهر حسن فتحي في أول زيارة له لمدينة أسوان، حيث قام بالدمج بين الفن النوبي وفن العمارة الإسلامية وذلك من خلال المشربيات والفتحات والعناصر الخشبية في أبنيته، فجاءت أشكال الأبنية التي تركها كصيغة معاصرة للعمارة الإسلامية.