بلدنا اليوم
رئيس مجلس الادارة
د/إلهام صلاح
رئيس التحرير
وليد الغمرى

فتنة المنارة.. معركة ثقافية دينية في العراق بسبب هدم جامع بالبصرة

علم العراق
علم العراق
كتب : محمد عبدالحليم

هُدمت منارة جامع السراجي في محافظة البصرة جنوبي العراق، والتي يعود تاريخ بنائها لما قبل نحو 3 قرون، مما أدى إلى انتشار مقاطع فيديو للحادثة على منصات التواصل الاجتماعي، وأثار غضبًا شديدًا في العراق.

وأصدر وزير الثقافة والسياحة والآثار بيانًا استنكاريًا لهذا الحادث، مؤكدًا حرص الحكومة والشعب العراقي على الحفاظ على التراث الحضاري والتاريخي للعراق، ومنع المساس به.

وأعلن محافظ البصرة أن الحكومة المحلية قامت بعملية الهدم بعد الاتفاق مع مدير الوقف السني، وأنها ستتولى إعادة بناء المنارة وتوسيع الجامع بما يتناسب مع التاريخ العريق للمنطقة.

ومن جانبه، نفى الوقف السني علاقته بعملية الهدم، وأكد أن الإجراءات خضعت للنقاش في مجلس الأوقاف الأعلى، وأنه تم الاتفاق على تقطيع المنارة وتفكيكها ونقلها بطريقة حفظ الآثار وصيانتها، وإعادتها إلى وضعها الطبيعي.

وشدد الوقف على ضرورة احترام الأوقاف والمساجد ومناراتها، خاصة التاريخية والأثرية منها.

وعلى خلفية هذا اللغط، قرر ديوان الوقف السني إعفاء مدير أوقاف المنطقة الجنوبية من منصبه.

وأعلن المتحدث باسم وزارة الثقافة والسياحة والآثار العراقية، أحمد العلياوي، في حوار مع موقع "سكاي نيوز عربية"، عن استيائهم الشديد بسبب خبر هدم منارة السراجي والمسجد المجاور لها.

وأشار العلياوي إلى أنهم قدموا مجموعة من المقترحات، التي تتماشى مع قانون الآثار العراقي، لحماية المنارة التراثية والمحافظة على المباني التاريخية، وذلك من خلال تفكيك المنارة ونقلها إلى باحة المسجد وإعادة تركيبها بطريقة تحافظ على جماليتها وعمرها الذي يصل إلى حوالي 300 عام.

ومع ذلك، فوجئوا بتدمير المنارة والمسجد بإشراف الحكومة المحلية بمحافظة البصرة، وهو الأمر الذي أثار استنكارًا وإدانة واسعة من قبل البرلمان ولجنته الثقافية والمهتمين بالشأن الثقافي والتراثي. وتوجهوا بالمطالبة بمحاسبة المسؤولين عن هذا الفعل المؤسف الذي يمس الهوية التراثية والثقافية للعراق.

يجدر الإشارة إلى أن جامع السراجي من المساجد التاريخية القديمة في العراق، بُني في عام 1727 في قضاء أبي الخصيب بالبصرة، ويشتهر بتصميمه العمراني الأثري وبمنارته التراثية التي تعد معلماً بارزاً في المحافظة، ويمتد المسجد على مساحة 1900 متر مربع وتم ترميمه في ثمانينيات القرن العشرين. 

تم نسخ الرابط