بلدنا اليوم
رئيس مجلس الادارة
د/إلهام صلاح
رئيس التحرير
وليد الغمرى

خاص| كيف سترد إسرائيل على طوفان الأقصى؟.. محلل فلسطيني يجيب

المحلل السياسي الفلسطيني
المحلل السياسي الفلسطيني الدكتور رائد نجم
كتب : أحمد عبد الرحمن

قال الدكتور رائد نجم المحلل السياسي الفلسطيني، إن المواجهة بين قوات الاحتلال والمقاومة جاءت نتيجة طبيعية لعنجهية الحكومة الإسرائيلية وجرائمها ضد أبناء شعبنا ورفضها تغليب العقل والدخول في الحل السياسي رغم المطالبات العربية والدولية لتنفيذ حل الدولتين، ولكن الاحتلال اختار الاستمرار في حصار قطاع غزة.

وأضاف المحلل السياسي الفلسطيني في تصريحات خاصة لـ«بلدنا اليوم» أن استمرار الاحتلال الإسرائيلي في خطة الحسم في الضفة الغربية والاستيلاء على الأراضي والضم الزاحف للأراضي الفلسطينية والسيطرة على الموارد وممارسة التطهير العرقي والتهجير القسري ضد السكان والعدوان اليومي والاغتيالات الميدانية والاجتياحات اليومية وهدم المنازل وحرق الممتلكات وذلك لشطب أي إمكانية لإقامة دولة فلسطينية.

وتابع: وفي القدس أيضًا استمر في تهجير الفلسطينيين من بيوتهم ومحاولة تغيير الطابع التاريخي والقانوني لمدينة القدس ومحاولة تقسيم الاقصى زمانياً ومكانياً، وتشكيل مافيات لقتل الفلسطينيين في الداخل من أجل التخلص من الوجود الفلسطيني في الداخل المحتل عام 1948 .

وأشار الدكتور رائد أن اختار نتنياهو إدارة الظهر لأي حل سياسي إرضاءًا للأحزاب المتطرفة في ائتلافه مقابل موافقة هذا الائتلاف على تعديلات قضائية تضمن عدم تقديمه للمحاكمة على قضايا الفساد التي ارتكبها، فكانت الغطرسة والعدوان والحصار والتدنيس المتكرر للأقصى والذي قاد كله إلى انفجار الأوضاع.

وقدم الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، توجيهات للحكومة الفلسطينية والجهات ذات الاختصاص للعمل الفوري على تقديم المساعدات والإغاثة لسكان قطاع غزة.

وأعرب الرئيس عباس عن قلقه إزاء الهجمات والعدوان الإسرائيلي على سكان غزة، مشددًا على ضرورة توفير كل الإمكانيات الممكنة للتخفيف من معاناتهم.

كما حمل الرئيس عباس حكومة الاحتلال الإسرائيلي مسؤولية قطع الإمدادات الأساسية عن سكان غزة من مياه وكهرباء ومواد غذائية. ودعا المجتمع الدولي إلى التدخل الفوري والضغط على إسرائيل للالتزام بمسؤولياتها القانونية تجاه الشعب الفلسطيني وتوفير الحماية الدولية له.

فيما تقدمت فلسطين بطلب لعقد اجتماع طارئ لمجلس الجامعة العربية لبحث "العدوان الإسرائيلي" على قطاع غزة، بهدف التحرك السياسي لوقف العدوان ومساءلة المسؤولين عنه وتقديم الدعم الدولي للفلسطينيين.

يُذكر أن سكان قطاع غزة يعيشون ظروفًا صعبة بسبب الحصار الإسرائيلي المفروض عليهم منذ عام 2006، وهم محاصرون ويعانون من نقص في المياه والكهرباء والمواد الغذائية.

كيف سترد اسرائيل؟

أعلن رئيس وزراء الاحتلال الحرب ووقع قراراً صادراً عن الحكومة الامنية بشن حرب واسعة ضد قطاع غزة تبدأ اولا بتطهير المستوطنات التي سيطر عليها المقاتلون في غلاف غزة كخطوة أولى قبل شن عدوان واسع على غزة الهدف المعلن منه هو تدمير قدرات حماس والجهاد العسكرية.

ومع ذلك بدأ الاحتلال منذ الأمس عمليات قصف واسعة لأهداف مدنية في قطاع غزة شملت ابراجا سكنية وقصف بنايات سكنية فوق رؤوس ساكنيها بالإضافة إلى بعض المباني الحكومية والبنوك في إطار ما يعرف باستراتيجية الضاحية التي تستهدف البنية التحتية المدنية للضغط على الحاضنة الشعبية للمقاومة وخلخلة الجبهة الداخلية.

وتوعد الاحتلال بغزو بري للقطاع وإذا تم ذلك ستكون له نتائج كارثية من حيث أعداد الضحايا نظراً للكثافة السكانية العالية في قطاع غزة، علاوة على أنه سيتسبب بكوارث إنسانية نتيجة إنقطاع الكهرباء والمياه والإمدادات والطاقة.

و دخول غزة لن يكون نزهة للاحتلال نظرًا للبنية التحتية العسكرية التي سيضطر الاحتلال للقتال من بيت إلى بيت من أجل تحقيق أهدافه العسكرية وهذا سيطيل أمد المعركة التي ستؤثر نتائجها والصور الصادرة عن المعارك إلى تحريك الإقليم وربما المشهد الدولي.

السيناريوهات المستقبلية

وأشار الدكتور رائد نجم أن السيناريو الأول أن يقبل الاحتلال التفاوض وفق العرض المصري مع ترتيبات وضمانات دولية ولكن يعطل هذا المسار الأذلال الذي لحق بالاحتلال ورغبته في تقديم صورة نصر للداخل الإسرائيلي بعد كسر هيبته وفشله الاستخباري والدفاعي، كما يصطدم بمطالب المقاومة السياسية التي تضع شرط الانسحاب من الضفة من أجل وقف المعركة الحالية.

استمرار الاشتباكات بوتيرتها الحالية مع إمكانية إعادة قوات الاحتلال السيطرة على المستوطنات وعدم الدخول البري إلى قطاع غزة مع استمرار الحصار والقصف وتحسين شروط التفاوض ليفرض الاحتلال شروطه وهذا يعتمد على صمود الجبهة الداخلية في غزة والتدخل الدولي وقدرة المقاومة على امتصاص الضربات والعودة من جديد على غرار الجولات السابقة بحيث تنتهي المواجهة بتفاهمات جديدة ذات سقف مرتفع.

والسيناريو الثاني استمرار المعارك وتوسع الهجوم على غزة مع هجوم بري وكثافة نيرانية مع بقاء أوراق قوة لدى المقاومة تتمثل باستمرار السيطرة على المستوطنات والإمساك بورقة الأسرى الذين تتزايد أعدادهم في كل ساعة وهذا سيجعل المعركة تحتكم لقدرة الاطراف على الصمود أمام الضغط العسكري والخسائر وأمام قدرة الجبهة الداخلية لدى الطرفين والضغط الخارجي إقليميا كان أو دولياٍ.

يمكن أن تتوسع المعركة لتشمل ساحات جديدة وتنضم لها أطراف جديدة بحيث تتحول إلى نوع من الحرب الإقليمية المحدودة القابلة للتوسع، ويمكن أن تمتد المواجهة إلى حين قبول مجلس الأمن فرض وقف النار على الأطراف. 

تم نسخ الرابط