خاص| خبراء: تداعيات خطيرة لاجتياح غزة بريًا.. وورقة الأسرى تضمن تبييض سجون الاحتلال من الفلسطينيين

تشهد الأوضاع في غزة تحولات كبيرة بعد إعلان سلطات الاحتلال الإسرائيلي عن عملية عسكرية برية لاجتياح قطاع غزة ردًا على طوفان الأقصى التي شنتها المقاومة الفلسطينية بسبب عمليات القتل اليومي الممنهج التي تنفذها قوات الاحتلال ضد أبناء الشعب الفلسطيني، بجانب تهويد مقدساته، والتوسع في بناء المستوطنات.
واتفق عدد من القيادات السياسية الفلسطينية على هامش حديثهم مع جريدة «بلدنا اليوم» أن ما يجري في قطاع غزة سيغير النظرة الإسرائيلية إلى الشرق الأوسط ويبعدها عن حلم التطبيع، مشيرين إلى أن المقاومة لديها ورقة الأسرى الرابحة والتي تضمن تبيض سجون الاحتلال من المعتقلين الفلسطينيين.
وأكدوا أن الاجتياح البري الإسرائيلي للقطاع سيؤدي إلى تصعيد الموقف بجانب انضمام حزب الله اللبناني وسوريا للمقاومة، موضحين أن حماس ستلجأ إلى حرب الشوارع والأنفاق حال الهجوم البري.
رئيس المركز القومي لعلماء فلسطين: العدوان الهمجي الذي شنه العدو الإسرائيلي يكتب بداية النهاية للاحتلال
وقال الدكتور جمال أبو نحل، رئيس المركز القومي لعلماء فلسطين، إن العدوان الهمجي الذي شنه العدو الإسرائيلي على قطاع غزة يكتب بداية النهاية له بسبب انتقامه من المدانين العزل في جرائم ضد الإنسانية.
وأضاف رئيس المركز القومي لعلماء فلسطين في تصريحات خاصة لجريدة «بلدنا اليوم» أن قوات الاحتلال ألقت عددًا كبيرًا من القنابل على قطاع غزة خلال الفترة الماضية ما تسبب في استشهاد العديد من المدنيين والأطفال الذين لايزالون تحت الأنقاض.
وأكد الدكتور جمال أن عملية طوفان الأقصى ستغير من سياسات تعامل الاحتلال مع الشرق الأوسط، مشيرًا أن المقاومة تمكنت من أسر أكثر من 200 جنديًا إسرائيليًا منهم جنرال برتبة لواء ثم نمرود، مؤكدًا أن هذا كافي لتبييض السجون الإسرائيلية من الفلسطينيين وخروج ما يقرب من 7 آلاف معتقلًا فلسطينيًا منهم من قضى في سجون الاحتلال أكثر من 40 عامًا.
وأشار إلى أن مصر سيكون لها دور كبير في تبادل الأسرى واستجابة قوات الاحتلال لمطالب المقاومة والتي منها تبييض السجون من الأسرى الفلسطينيين وبناء مطار غزة الدولي مرة أخرى، وإعادة بناء ميناء غزة.
وأكد أبو نحل أن قوة المقاومة ليست نابعة من دعم روسي أو صيني فكل أبناء الشعب الفلسطيني يقاوم، فالقضية الفلسطينية ليست لفصيل معين بل هي قضية الشعب الفلسطيني بأكمله.
وأشار إلى أن قوة المقاومة نابعة من مساندة الشعب الفلسطيني لها والإعداد الجيد لأبناء المقاومة في فترة الهدنة، مؤكدًا أن هناك أطراف داعمة للمقاومة الفلسطينية.
ولفت أن البيان الختامي لجامعة الدول العربية خذل الشعب الفلسطيني، لا يثمن ولا يغني من جوع، مشيرًا أن الشعب الفلسطيني كان ينتظر موقف أكثر قوة وصرامة في ظل مئات الشهداء من أبناء الشعب الفلسطيني تحت الأنقاض وتهديد الاحتلال بإبادة غزة عن بكرة أبيها.
وجاء في البيان الختامي لجامعة الدول العربية: "تؤكد الجامعة العربية على الدعم وثبات الفلسطينيين على أرضهم، كما تحذر من أي محاولات لتهجيرهم خارج أرضهم ومفاقمة قضية اللاجئين الذين يجب تلبية حقهم في العودة والتعويض".
أستاذ علوم سياسية: الاحتلال رفض تبادل الأسرى المدنيين مع المقاومة
وبدوره قال الدكتور أيمن الرقب، القيادي بحركة فتح، وأستاذ العلوم السياسية، إن السيناريوهات المتوقعة للأحداث في غزة خلال الفترة المقبلة، تتلخص في دخول قوات الاحتلال لقطاع غزة في عملية عسكرية برية ما يؤدي إلى اشتباكات كبيرة جدًا.
وأضاف القيادي بحركة فتح في تصريحات خاصة لجريدة «بلدنا اليوم» أنه من المحتمل أن يكون هناك هجمات من الأراضي اللبنانية والسورية أو تصعيد كبير في الضفة الغربية، مستبعدًا إنهاء القضية الفلسطينية بسبب الهجوم البري، مشيرًا أنه يفتح صراعًا جديدًا يؤكد على ضرورة خروج الاحتلال من الأراضي الفلسطينية.
وحول الأسرى الإسرائيليين، أكد القيادي بحركة فتح، أن المقاومة لديها أكثر من 120 أسيرًا، مشيرًا إلى أن الاحتلال رفض تسليم نساء وأطفال فلسطينيين مقابل نساء وأطفال إسرائيليين من الذين سقطوا في الأسر لدى المقاومة.
وأكد أستاذ العلوم السياسية، أن الاحتلال لا يهتم بمن سقط في الأسر، ولكن يريد الآن وبشدة استعادة هيبة دولة الاحتلال التي كسرت، لافتًا أنه في حال التفاوض على الأسرى سيتم إخلاء سجون الاحتلال من جميع الفلسطينيين.
وأشار الرقب إلى أن الأسلحة التي استخدمتها المقاومة في عملية طوفان الأقصى صناعة فلسطينية، مشيرًا أن تدريب وتسليح المقاومة كان في فترة من الفترات في إيران، أما الآن فتدريب المقاومة يتم تحت الأرض نظرًا لصعوبة الخروج من قطاع غزة، مستبعدًا أن يكون لروسيا دورًا في هذه العملية.
ولفت الدكتور أيمن الرقب، أن غزة ليست بعيدة عن الصراع الدولي وما حدث له انعكاسات على الأزمة الأوكرانية، مشيرًا إلى أن غزة منطقة صغيرة مكتظة بالسكان ما يشير أن الصراع سيكون قصير زمنين ولاسيما أن المقاومة لا تمتلك سلاحًا جويًا.
قيادي سابق بوزارة الدفاع الأمريكي: مساعدات أمريكية تقدر بـ 500 مليون دولار للصواريخ الإسرائيلية
وقال ديفيد دي روش، القيادي السابق بوزارة الدفاع الأمريكي، إن إسرائيل أكبر متلق تراكمي للمساعدات الخارجية الأمريكية منذ الحرب العالمية الثانية.
وأضاف القيادي السابق بوزارة الدفاع الأمريكي في تصريحات خاصة لجريدة «بلدنا اليوم»، أن الولايات المتحدة الأمريكية قدمت لإسرائيل دعمًا بقيمة 158 مليار دولار في شكل مساعدات ثنائية وتمويل للدفاع الصاروخي.
وأشار ديفيد دي روش أن إسرائيل تلقت أيضًا مساعدات اقتصادية كبيرة من عام 1971 إلى عام 2007، مضيفًا أن الحكومتين الأمريكية والإسرائيلية وقعتا في 2016 مذكرة التفاهم الثالثة مدتها 10 سنوات بشأن المساعدات العسكرية.
وتابع: أنه بموجب شروط مذكرة التفاهم، تعهدت الولايات المتحدة بتقديم الدعم رهناً بموافقة الكونجرس، مشيرًا أن قيمة الدعم سنويًا 38 مليار دولار من المساعدات العسكرية تشمل 33 مليار دولار من منح التمويل العسكري الأجنبي، بالإضافة إلى 5 مليارات دولار من الصواريخ.
وحول برامج التمويل الأمريكية لإسرائيل خلال عام 2023، قال إن الكونجرس الأمريكي وافق على 520 مليون دولار لبرامج الدفاع الأمريكية الإسرائيلية المشتركة بما في ذلك 500 مليون دولار للصواريخ.
اقرأ أيضًا| خاص| مندوب فلسطين بمجلس حقوق الإنسان: الاحتلال يستطيع فقط قتل الأطفال وليس الإرادة الفلسطينية