خاص| دبلوماسيون: مناقشة مخاطر اجتياح رفح وزيادة المساعدات أبرز أهداف زيارة الوفد الأمريكي لمصر

الاربعاء 03 ابريل 2024 | 08:07 مساءً
كتب : أحمد عبد الرحمن

بحث الرئيس عبد الفتاح السيسي ووفد من الكونغرس الأمريكي برئاسة النائب الجمهوري أوجست فلوجر رئيس اللجنة الفرعية لمكافحة الإرهاب، وعضوية عدد من نواب الكونجرس بالحزبين الجمهوري والديمقراطي في القاهرة، عددا من القضايا الإقليمية والعلاقات المصرية الأمريكية.

وأكد دبلوماسيون خبراء، أن ملف زيادة إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة، ومخاطر ورفض مصر لاجتياح إسرائيل لمدينة رفح الفلسطينية التي استقبلت أكثر من مليون ونصف نازح منذ بدء العدوان الإسرائيلي على القطاع، وضرورة التوصل لهدنة إنسانية، وتبادل الأسرى بين الطرفين، كانا على رأس الملفات التي تم مناقشتها بين الرئيس عبد الفتاح السيسي والوفد الأمريكي.

السفير رخا أحمد: الزيارة تهدف لإظهار حركة احتواء أمريكية لحرب غزة

وقال السفير رخا أحمد حسن، مساعد وزير الخارجية الأسبق، وعضو المجلس المصري للشئون الخارجية، إن زيارة وفد الكونجرس الأمريكي لمصر تهدف إلى تغطية جميع آراء الوسطاء الرئيسيين كالقاهرة والدوحة في حرب غزة، وإظهار أن هناك حركة لاحتواء الموقف بتحركات مختلفة.

وأضاف رخا في تصريحات خاصة لجريدة «بلدنا اليوم» أن الوفد الكونجرس الأمريكي ناقش مع الرئيس عبد الفتاح السيسي مخاطر اجتياح القوات الإسرائيلية لمدينة رفح الفلسطينية، بجانب زيادة دخول المساعدات إلى قطاع غزة، وضرورة التوصل لهدنة إنسانية يعقبها وقف تام لإطلاق النار، وتبادل الأسرى بين الطرفين.

منوه السفير رحا أحمد إلى أن الوفد الأمريكي سيقدم تقريرًا مفصلًا للجنة تقصي الحقائق بالكونجرس، نظرًا لرفض بعض الأعضاء تأييد واشنطن الأعمى لتل أبيب.

وأشار مساعد وزير الخارجية الأسبق إلى أن تصريح الولايات المتحدة بأن قرار مجلس الأمن الدولي الأخير الذي ينص على وقف إطلاق النار في غزة غير ملزم، ما أجهض القرار وجعله غير قائم.

وطالب السفير رخا أحمد الدول العربية بفرض عقوبات على إسرائيل لوقف عمليات الإبادة الجماعية، وإدخال المساعدات إلى الشعب الفلسطيني، وتنفيذ القرارات الأممية، والاعتراف بدولة إسرائيل ذات السيادة.

وأوضح عضو المجلس المصري للشئون الخارجية، أن السلطات الأمريكية متفقة مع إسرائيل على اجتياح رفح، لافتَا أن الخلاف بينهما يتضمن نقطتي الأولى توقيت التحرك العسكري في رفح والثانية عدم توسيع دائرة الصراع في الشرق الأوسط.

أستاذ علوم سياسية: الجانب العسكري بين أمريكا ومصر حجر الأساس في العلاقات

ومن جانبه، قال محمود علوش، أستاذ العلوم السياسية، إن الجانب العسكري بين الولايات المتحدة ومصر يمثل حجر الزاوية في تشكيل العلاقات الثنائية بينهما.

وأضاف علوش في تصريحات خاصة لجريدة «بلدنا اليوم» أن زيارة وفد الكونغرس تعكس اهتمام واشنطن بتعزيز الروابط العسكرية مع القاهرة، مؤكدًا أن مصر شريك استراتيجي للولايات المتحدة في المنطقة.

وأرجع أسباب الزيارة إلى إظهار الولايات المتحدة الاهتمام بالحفاظ على الشراكة العسكرية والاستراتيجية مع مصر، في ظل حالة عدم اليقين بشأن مستقبل الانخراط الأمريكي في الشرق الأوسط.

وأشار أستاذ العلوم السياسية إلى أن قرار مجلس الأمن يعكس العزلة المتزايدة لإسرائيل على الساحة الدولية، مؤكدًا أن الولايات المتحدة لم تعد قادرة على مواصلة تغطية الحرب الإسرائيلية في مجلس الأمن كما لم تعد قادرة على مواصلة تحمل التكلفة السياسية الباهظة لموقفها من الحرب على صعيد دورها ومصالحها في الشرق الأوسط.

وأكد سعى واشنطن من خلال تمرير قرار مجلس الأمن إلى ممارسة مزيد من الضغط على إسرائيل لتغيير مسار الحرب بشكل ينسجم مع نظرة الولايات المتحدة إلى الصراع وتصوراتها لليوم التالي لغزة والصراع الفلسطيني الإسرائيلي بعد نهاية الحرب.

ونوه علوش إلى أن هناك توترات متزايدة بين واشنطن وتل أبيب، مضيفًا:" أن هذه الاضطرابات كانت قائمة حتى قبل الحرب بسبب الخلافات بين إدارة بايدن ونتنياهو، لكن هذه التوترات لا يجب أن تخدعنا، تبقى الولايات المتحدة شريكا لإسرائيل في هذه الحرب وليست مجرد حليف لها. ولا تزال تواصل تزويدها بالأسلحة رغم الانتقادات السياسية لها".

وتابع:" أن الأمريكيين يضغطون على نتنياهو من أجل تجنب هجوم شامل على رفح لا يراعي ظروف المدنيين، ولا يمانعون حملة على رفح لكنهم يريدون تشكيلها بشكل لا يزيد من الضغط الدولي على الولايات المتحدة".

باحث: توقعات باجتياح رفح بعد شهر رمضان المبارك

وبدوره، قال يسري عبيد، الباحث في العلاقات الدولية، إن زيارة وفد الكونجرس الأمريكي لمصر تأتي للتوصل لحل يضمن إتمام المفاوضات وتبادل الأسرى بين حماس وتل أبيب، خاصة بعد مشاركة الوفد الإسرائيلي في المباحثات.

وأضاف عبيد في تصريحات خاصة لجريدة «بلدنا اليوم» أن أمريكا تقدر أهمية الرؤية المصرية في إنهاء حرب غزة، نظرًا لدور القاهرة المحوري في قضايا الشرق، وكما أنها وسيط أساسي بين المقاومة الفلسطينية وتل أبيب، مؤكدًا أنها مفتاح الحل في القطاع.

وأشار الباحث في العلاقات الدولية إلى أن المشرعين الأمريكيين جزء من سياسة واشطن واتخاذ القرار، لذلك يقومون كل فترة باستكشاف موقف القاهرة من الحرب في غزة، وكيفية التوصل لإنهاء الصراع.

ورجح يسرى عبيد اجتياح إسرائيل رفح الفلسطينية بعد شهر رمضان، مشيرًا إلى أن الخارجية الأمريكية قالت إن قرار مجلس الأمن بوقف إطلاق النار في غزة غير ملزم، لأنه لم يكن تحت بند الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة. 

اقرأ أيضا