إيران والحرب ثلاثية الأبعاد.. اللواء رأفت الشرقاوي يوجه رسالة هامة

الثلاثاء 16 ابريل 2024 | 08:39 صباحاً
اللواء رأفت الشرقاوي مساعد وزير الداخلية
اللواء رأفت الشرقاوي مساعد وزير الداخلية
كتب : بلدنا اليوم

وجه اللواء رأفت الشرقاوي مساعد وزير الداخلية الأسبق رسالة هامة للعالم قائلا: السيد الرئيس عبدالفتاح السيسى سبق أن حذر المجتمع الدولى والعالمى من خطورة تصعيد الحرب الاسرائيلية على قطاع غزة والمستمرة للشهر السابع على التوالى وأن أثرها قد يمتد لمنطقة الشرق الأوسط والعالم بالكامل ولن يسلم منها آحد ، وها هى المقولة تتحقق ويمتد الصراع الإسرائيلى ليطول العالم ويتأثر العالم بتلك الحرب الظالمة التى يشاهدها العالم يوميآ على شاشات التلفزيون دون أن يتدخل آحد لإنقاذ الشعب الفلسطينى الاعزل ، رغم جرائم الحرب التى يرتكبها جنود بنى صهيون من الإبادة الجماعية والتهجير القسرى والتطهير العرقى بإستخدام أسلحة محرمة دوليآ ضد شعب لا يملك حتى العصى ليدفع بها الخطر عن نفسه .

وها هو الصراع يمتد ويتسع ليشمل نطاق أكبر بهجوم موسع تشنه السلطات الإيرانية لأول مرة على سلطات الاحتلال الاسرائيلى بعدد ١٨٥ طائرة مسيرة وعدد ٣٦ صاروخ كروز وعدد ١١٠ صاروخ أرض أرض ، ردآ على قيام السلطات الإسرائيلية بقصف القنصلية الإيرانية بسوريا ومقتل بعض الشخصيات الإيرانية بلغوا ستة عشر ومن بينها سبعة شخصيات عسكرية للتتعقد الأمور وتتشابك وتصبح أكثر تعقيدآ وتتدخل دول آخرى فى هذا الصراع اما مع الجانب الإيرانى او مع جانب بنى صهيون ، والله وحده الذى يعلم نهاية هذا الصراع .

 العملية العسكرية الإيرانية ضد الكيان الصهيونى والتى تتم لأول مرة ، ما جدوها ، وهل حققت أهدافها للجانب الإيرانى ، وهل استفادت منها دول آخرى بخلاف إيران ، أم انها عملية إستراتيجية وليست عملية عسكرية .

العملية العسكرية الإيرانية أن جاز أن نطلق عليها عملية عسكرية ، فهى عملية ثلاثية الأبعاد ، أستفادت ثلاثة دول منها إيران لتثبت تواجدها على الساحة العالمية ، وأستفادت منها إسرائيل لتخفيف الضغط والمظاهرات على رئيس وزراء إسرائيل/ بنيامين نتنياهو بسبب الفشل الذى تم فى التصدى لمقاتلى حماس فى عملية طوفان الأقصى التى وقعت يوم ٧ أكتوبر ٢٠٢٣ ومستمرة للشهر السابع ، وبالرغم من ذلك لم تتمكن سلطات بنى صهيون فى القضاء على عناصر حركة حماس ، أو التهجير القسرى للفلسطنيين أو أطلاق سراح الأسرى والمحتجزين ، وكذلك وهذا الأهم وهو التعتيم على قضايا الفساد المتهم فيها رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتانياهو ، وأستفادت منها أمريكا لتبرير تحيزها الفج لسلطات بنى صهيون ومساعدتها عسكريآ وماديآ بالرغم من اطلاقها تصريحات يومية برفضها سياسة إسرائيل فى أقتحام رفح الفلسطينية للقضاء على المعاقل الأخيرة لحركة حماس بقطاع غزة والتستر على جرائم الحرب والإبادة الجماعية والتهجير القسرى والتطهير العرقى للشعب الفلسطينى ، وعدم الزامها لسلطات بنى صهيون بدخول المساعدات الإنسانية والغذائية لقطاع غزة ، واستخدام حق الفيتو أربعة مرات بمجلس الأمن الدولى لعدم إصدار قرار ضد إسرائيل ، والدعم المطلق للكيان الصهيونى واعتباره جزء لا يتجزأ من سياستها الواضحة على مر السنين والعصور .

العالم كله الآن يدرك أن الحروب الآن هى حروب إستراتيجية ولأبد أن يكون ورائها مصالح تتحقق للأطراف المتنازعة أو سياسات معينة ترغب فى فرضها ، أو لجر الساحة الإقليمية أو الدولية لمسار آخر للاقدام على تنفيذ مخططات آخرى تعد هدفها الأساسى ولكنها ترغب فى رفع الحرج واللوم وعدم هز المكانة الدولية والعالمية ، فالسياسات والاستراتجيات تسير على مبادئ المصالح ، وليس على مبادئ الحب والبغض المتعارفة لدى البشر أو بالمقومات المتعارف عليها لدى أطروحات الإعلام أو مواقع التواصل الإجتماعي التى لا توافر لديها الأسباب الخفية لتسير الأمور بالدول ، فكم من دولة كانت من أشد الاعداء وأصبحت الآن بسياسات مختلفة وكنها لم تختلف يوم أو تتقاتل أو تتنازع .

لكن كل ما نخشاه أن تكون هذة العملية أيا كان وصفها أو لقابها مدعاة لإلهاء العالم عن القضية الفلسطينية حتى يحلو الجو لسلطات بنى صهيون فى القضاء على ما تبقى من الشعب الفلسطينى وتهجيره القسرى وتطهيرة العرقى ومحو القضية الفلسطينية من الوجود ، فها نحن فى الشهر السابع منذ بداية عملية طوفان الأقصى التى بلغ شهدائها ٣٤ الف شهيد معظمهم من الأطفال والنساء والشيوخ ويستشهد يوميآ ٤٠٠ طفل فلسطينى وتبتر أطراف عشرة أطفال والمصابين عدد ٧٦ الف مصاب بخلاف ثمانية آلاف من المفقودين مازالوا تحت الركام لم يتم انتشال جثثهم التى أصبحت وجبات دثمة لنهشها بمعرفة الكلاب الضالة والمفترسة .

أمريكا يا من أدعيت بأنك حاملة لواء الحرية والمدافعة عن السلام العالمى وحقوق الإنسان ، وتباريتى للعديد من القضايا وفشلتى فشل ذريع وخلفتى من وراء ذلك دمار واهوال على الدول وشعوبها لم يستطيع العالم تجاوزها الى الآن ، أين دولة العراق الآن بعدما ادعيت عليها بأنها تملك اسلحة نووية - أمريكا خربت العراق ودمرتها واصبحت أشلاء وذمر متفرقة ، أين ليبيا ، أين السودان ، أين سوريا ، أين غزة ، بل أين العالم من هذا الفشل الذريع الذى تسببت فيه أمريكا وتتسبب فيه الآن وستتسب فيه لاحقا طالما مازالت تنتهج نفس الاسلوب الفاشل فى معالجة القضايا العالمية وتعتبر نفسها القطب الآوحد على هذا الكوكب وان منطق القوة هو المعول الاساسى لقيادة العالم وفرض سيطرتها وسيايتها الفاشلة على الدول والشعوب .

لم يعد أمامنا سوى الله هو المغيث وهو الجبار وهو العزيز الحكيم الرحمن الرحيم يعلم خائنة الأعين وما تخفى الصدور ، فقد ضاقت الدنيا بما رحبت ولم يعد هناك ملجأ من الله الا اليه .

  نداء الى كل دول العالم والمجتمع الدولى وكل الدول المحبة للسلام والحق والانسانية بأن يتحمل مسئوليته فى وضع حد الى هذة الاعتداءات التى تتم على الشعب الفلسطينى وتجنيب المنطقة المزيد من التوتر وعدم الاستقرار ... وقبل هذا وضع حل للقضية الفلسطينية ووضع حل جذرى تنفيذى لحدود الدولة الفلسطينية والاسرائيلية طبقا للاتفاقيات الدولية التى تمت بين الطرفين برعاية الدول المحبة للسلام .

بسم الله الرحمن الرحيم " ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار " صدق الله العظيم سورة إبراهيم اية ٤٢ " لعن الذين كفروا من بنى إسرائيل على لسان داود وعيسى ابن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون " سورة المائدة " . " ولو يرى الذين ظلموا إذ يرون العذاب أن القوة لله جميعا وان الله شديد العذاب " .

بنى صهيون تجبروا ونسوا أن القوة لله جميعا ، فباتوا يقومون بأى شئ يمكن لهم فى الأرض يكاد يصل بهم الى المطاف ان يتألهوا على الله وحتى كأنهم جعلوا العباد عبادآ لهم من دون الله حتى يضمنوا بقاء سلطتهم وسطوتهم ، ومن سنن الله فى عباده سوق الظالمين إلى مهالكهم بما كسبت أيديهم .

 بنى صهيون لقد نسيتم أن الأمر كله لله ، ومهما كانت قوتكم الزائفة فسيكون لها ساعة وتمحى من الأرض لانها بنيت على الظلم والعنصرية والاضطهاد ، انكم تعيدوا الى الاذهان ما فعله هتلر باليهود وتكرروا الانتهاكات مع الشعب الفلسطينى الاعزل تحت مسمى الهولوكست الجديد ، ونسيتم التاريخ وغرتكم الأمانى ، ولم تدركوا ان لكل ظالم نهاية مهما طالت ، لعنة الله عليكم اينما كنتم .

 حفظ الله مصر وشعبها وقائدها وجيشها ورجال امنها وكافة المخلصين من ابناء هذا الوطن وجنبها شر الفتن والاحقاد والشائعات والضغائن والحروب ، اللهم إنى استودعك مصر وأهلها أمنها وأمانها ، ليلها ونهارها ، أرضهاوسمائها ، فاحفظها ربى يا من لا تضيع عنده الودائع .