«صاحب أهل الكهف».. «الحكيم» جعلته العزلة أديبًا وعاش بين الحيوانات عاشقًا

الخميس 26 يوليو 2018 | 11:34 صباحاً
كتب : سارة أبو شادي

كيف أرجع إلى ما كنت قبلاً ؟ نعم عشت من غير حب وعشت سعيداً ولكنها سعادة الأعمى الذي لم ير الجمال ولكنك فتحت عين الأعمى وجعلته يبصر وينبهر ..فهل تحسبه إذا أرجعته إلى ظلامه الأول مستطيعاً أن يجد سعادته الأولى؟، كلمات رددّها لسان حكيم فكان إسمًا على مسمى، رحل منذ 3 عقود لكنّه ما زال يتواجد بيننا بكلماته التي تنبعث منها الروح، عاش أديبّا حكيمًا ورحل لتُخلد ذكراه في الأذهان، في مثل هذا اليوم السادس والعشرين من يوليو عام 1987، رحل عن عالمنا الأديب والروائي توفيق الحكيم.

نبذة عن حياته

ولد توفيق الحكيم في التاسع من أكتوبر ١٨٩٨، في محافطة الإسكندرية، كان والده من أصل ريفي، بينما والدته تركية أرستقراطية، عمل والده في سلك القضاء وكان يعد من أثرياء الفلاحين وأم التركية كان  متفاخرة بأصولها، فدائمًا ماكانت تقيم الحواجز بينه وبين أهله من الفلاحين وتعزله عن أصدقائه من الأطفال، الأمر الذي جعله ينشأ وحيدًا منعزلًا مع نفسه مهتما بالقراءة فقط ويعتبر الكتاب صديقه الوحيد.

 

سافر الحكيم مع أعمامه إلى القاهرة لاستكمال دراسته، ومع بداية ثورة 1919 شارك في المظاهرات وقبض عليه واعتقل بسجن القلعة إلا أن تدخل والده وتم الافراج عنه وعاد إلى استكمال دراسته وحصل على شهادة الباكالوريا عام 1921، أرسله والده إلى فرنسا لدراسة القانون ولكنه قضى فترة إقامته في باريس 3 سنوات يطلع فيها على فنون المسرح.

 

درس توفيق الحكيم " الحقوق" بناءً على رغبة أبيه ولكنه لم يستمر بها طويلًا فتركها وقرر دراسة الأدب لعشقه الشديد للقراءة والمسرح منذ صغره وذلك عند ذهابه إلى باريس لاستكمال دراسة القانون في البعثة التي سعى ابيه لحصوله عليها، فحدث بينهما مشادات وعاد الى مصر بقرار من والده، إلا انه لم يخضع لابيه ثانية واستمر في الأدب وبدأ بتأليف بعض الروايات والكتب.

 

كان الحكيم عاشقًا للحيوانات والطيور ومغرمًا بهم، فعادة ماكان يقوم بالتصوير معهم ويعطي الصور لأصدقائه ليرونها وتوصيل لهم رسالة بأن الطائر يكاد أن يكون أوفى من البشر، كما كان يكره تعدد الأصناف  في الطعام اعتقادًا منه أنّها تشتت الانتباه، كما ذكر في اعترافاته، والغريب في الأمر أنه كان يسير ذات مرة في شوارع باريس ووجد مطعم يسمى "طبق الضفادع"، وعلى الفور جلس لتناول تلك الاكلة دون تردد أو خوف.

 

أبرز أعماله

كتب وألّفَ توفيق الحكيم العديد من المُؤلّفات الأدبيّة في مجال الرّوايات، والقصص القصيرة، والمسرحيّات، وغيرها، وتجاوز عدد مُؤلّفات توفيق الحكيم أكثر من 60 مؤلَّف، كما تُرجمتْ العديد من مؤلّفاته إلى لُغاتٍ عالميّةٍ ومن أهم أعماله:

 

في المسرح أهل الكهف، الأيدي الناعمة، الخروج من الجنة، السلطان الجائر، الطعام لكل فم، العش الهادئ، الصفقة، الورطة، الملك والأديب‘وغيرها الكثير.

في القصة والرواية عودة الروح وتعد من أهم أعماله، حمار الحكيم، يوميات نائب في الأرياف، عصفور من الشرق وغيرها الكثير.

كما أسس ما يعرف بالمسرح الذهني وهو غير قابل للتمثيل على خشبة المسرح، وتعد مسرحية "أهل الكهف" أحد أبرز أعماله، إلى جانب رواية "عودة الروح".

 

وفاته

توفي توفيق الحكيم في يوم 26 يوليو من عام 1987م في مدينة القاهرة، وكان عمره 88عامًا.

اقرأ أيضا