الاهتمام بالأنشطة يعمل على تأهيل الطلاب إلى سوق العمل و 30% من الوظائف الموجودة ستختفى

الجمعة 26 أكتوبر 2018 | 11:48 مساءً
كتب : حوار: مصطفى محمود/ وائل أنور

الدكتور عبدالوهاب عزت رئيس جامعة عين شمس:

غيرنا المناهج وأدخلنا بعض التغييرات والبرامج الجديدة والمهارات اللغوية لنواكب سوق العمل

لا نحصل على إجازة إطلاقا.. ونعمل على مدار 12 شهرا فى السنة

مستشفياتنا ساهمت فى خفض قوائم الانتظار على مستوى لجمهورية بنسبة 35%

المدرسون الأجانب قادمون بمنح من بلادهم.. وأحيانا يحصلون على بعض المكافآت البسيطة هنا

قانون التجارب السريرية يجب أن يتم إخراجه بطريقة تخدم البحث العلمى

30% من الوظائف الموجودة ستختفى خلال 10 إلى 15 سنة من الآن.. ويجب تغيير طريقة تفكيرنا4 قياسات تساهم فى تقييم المنظومة التعليمية الجديدة

اتجهنا فى البحث العلمى إلى مرحلة الأبحاث التطبيقية لمواجهة الواقع

وزير التربية والتعليم اتخذ خطوات جدية بالمنظومة الجديدة.. ولم نعد نحلم بهذا التغير

 

قال الدكتور عبدالوهاب عزت رئيس جامعة عين شمس، إن التعليم مسألة ديناميكية وليست استاتيكية، لافتا إلى أن الناس فى الماضى منذ نحو 200 عام كانوا يتعلمون فى الكتاتيب من خلال ألواح الإردواز والطباشير، ثم تطورت تلك المرحلة وأصبحت هناك مدارس نمطية وتخصصية، وتطور لوح الإردواز إلى كتاب، وتبع ذلك ظهور الإنترنت، ما يشير إلى أن كل المعلومات أصبحت تتضاعف بصورة كبيرة.

وأشار عزت إلى أن الجامعة انتقلت فى البحث العلمى إلى مرحلة الأبحاث التطبيقية، بحيث ترصد الأبحاث المشكلات الواقعية، وتحاول إيجاد حلول لها.

بداية.. كيف ترى منظومة التعليم الجديدة فى مصر؟

أود أن أوضح للناس، أن التعليم مسألة ديناميكية، وليست استاتيكية، تتغير بتغير الزمان والناس والمعطيات التى من حولنا ونستعين بها فى حياتنا، فإذا عدنا بالزمن إلى ما قبل 200 عام، كان الناس يتعلمون فى كتاتيب على لوح إردواز وطباشير، إلا أن الأمور تطورت وإزدادت العلوم والمعارف، والوسائل التى نستقى منها المعلومات إزدادت أيضا، فبدأت الكتاتيب تتغير إلى مدارس نمطية وتخصصية، وأصبح هناك كتب وأقلام، فوسائل تلقى العلم تطورت.

حتى أننا عندما كنا أطفالا لم يكن هناك تلفاز من الأصل، بل كان هناك راديو، ثم بعدها جاء التلفاز الأبيض والأسود، ثم بعد ذلك ظهر التلفاز الملون وريموت الكنترول، وبدلا عن المروحة أصبح هناك تكييف، وبديلا عن الكتب تطورنا إلى الإنترنت، فالكم المعرفى فى العالم اختلف، ويتم حسابه بالمضاعفة، ففى الماضى المضاعفة 200 عام، ثم 18 شهرا، واليوم 12 شهرا، ما يعنى أن كم المعلومات تتضاعف كل عام، فلو لم نواكب وظللنا بروح "الإردواز" الخاص بالمائتى عام الماضية، أو السى دى الخاص بالعشر سنوات الماضية، أو الإنترنت الخاص بالخمس سنوات الماضية، ولم نواكب ما يحدث فى نمط تلقى العلم؛ سنعود للخلف.

ونتفق أن العملية التعليمية ديناميكية، وأننا يجب أن نواكب هذه الديناميكية حتى نحافظ على مستوانا العلمى، فإدخال أنماط تعليمية وأساليب جديدة فى التعليم والبحث العلمى، ليس بالحاجة الغريبة، بل هى حاجة مفيدة ومطلوبة جدا، ونحكم عليها بعد استخدامها، فأنا كجراح لا يمكن أن أحكم على هذه العملية إلا بعد تجربتها وأرى نتائجها على المريض، فإدخال أى نمط جديد فى الحياة هو خاضع للتقييم بعد فترة.

وما هى آلية التقييم المناسبة التى تعطى مؤشرات بنجاح تلك المنظومة الجديدة؟

هناك عدد من القياسات التى يتم الاعتماد عليها فى التقييم، فلأجل تطبيق هذا النظام التعليمى يتم قياس الكم المعرفى الذى حصل عليه الطالب، ودرجات هذا الطالب فى الامتحان، وسلوك الطالب وتعديله، والانتظام بالحضور فى المدرسة، فطالما أن هذه القياسات تسير فى حدود المعقول أو تتحسن؛ فنحن نسير فى الاتجاه الصحيح.

 

هل ترى بالفعل أن وزير التربية والتعليم اتخذ خطوات جدية فى تلك المنظومة؟ وما رأيك فى المشككين بنجاحها؟

بالفعل، اتخذ خطوات جدية وأصبح موجودا على أرض الواقع، ولم نعد نحلم بهذا التغير كما كنا نحلم به فى السابق.

وبخصوص التشكيكات فإدخال أى نظام جديد على أى شىء فى الحياة، أول حاجة تتم مقابلته بالمقاومة والرفض، لأن الناس تعودت على نظم تعليمية وحياتية سابقة، وعلى نمط معين لمدة 30 أو 40 سنة، وتؤدى إلى نتائج جيدة أو مرضية، فيأتى أحد تلامذتى يتعلم شيئا جديداً وأنا لا أعرفه؟، فسيحاول إدخال هذا الشىء الجديد، فيتم مقابلته بأمرين، إما أناس متفتحى الذهن يثنون عليه، أو فى  الغالب الأعم سيتم مقابلته بالمقاومة والرفض، وفى هذه الحالة سيتم إحباطه ونظل كما نحن، أو تكون حافزاً أكبر لمحاولة تطبيقه؛ حتى يثبت أن هذا الأمر جديا، وأنا أعتقد أن معظم علمائنا يتجهون للمنحى الآخر، وهو محاولة إثبات أن هناك جدية فيما يتم إدخاله من حالة جديدة على تلك المرحلة.

بالنسبة لمرحلة التعليم الجامعى.. ما مدى جاهزيتها لاستقبال طلاب النظام الجديد؟

نحن سبقنا تلك المنظومة، ففى مرحلة التعليم الجامعى غيرنا العديد من الأمور بناءً على دراسات، فنحن بمثابة المصنع الذى ينتج المنتج وهو الخريج، حتى ينطلق لسوق العمل، وجئنا فى فترة من الفترات وجدنا أن سوق العمل لا يتقبل المنتج الخاص بنا، ولا يراه منتجاً جيداً، فبدأنا نفطن إلى أننا يجب أن ندرس سوق العمل، ونرى ما يحتاجه من الخريج الجامعى، والمعارف التى يحتاج إلى تزويده بها، فبدأنا بتغيير المناهج التعليمية، وإدخال بعض التغييرات والبرامج الجديدة، وبعض المهارات اللغوية، حتى نواكب سوق العمل، فمن يتم استقباله من التعليم ما قبل الجامعى، لن يجد أى مشكلة إطلاقا فى مواكبة مرحلة التعليم الجامعى.

ما هو نمط العمل داخل الجامعة على مدار العام الدراسى؟

الجامعة على عكس ما يظن البعض أنها تحصل على إجازة نصف العام أو الـ3 أشهر فى نهايته، فالجامعة لا تحصل على إجازة إطلاقا، فنحن نعمل على مدار 12 شهرا فى السنة، لأنها أشياء تتصل ببعضها، فلو بدأناها مع نهاية آخر يوم فى الامتحانات، فلا يتم الحصول على إجازة.

ولكن هناك كنترولات مفتوحة، وأساتذة يجرون عمليات التصحيح، وغيرهم يرصدون الدرجات، وآخرين يراجعونها؛ لإظهار النتيجة وإعداد الطلاب للانتقال من عام لآخر، فمبجرد الانتهاء من هذا، تبدأ مكاتب التنسيق السرية فى العمل من مرحلة أولى وثانية وثالثة، حتى نبدأ فى استقبال الطلاب، وننظم لهم حفلات استقبال، وتعريفهم بالكليات وتشعيبهم داخلها، وفى فترة الـ3 أشهر فى الصيف تعمل الكنترولات حيث يجرى استقبال الطلاب الجدد، ونعيد تأهيل الأماكن للتدريس التى استهلكت على مدار الـ9 أشهر الماضية.

ما عدد الكليات داخل الجامعة.. وأبرز الأنشطة التى تقدمها للطلاب؟

هناك 16 كلية و3 معاهد عليا.. أما عن الأنشطة التى يتم تقديمها للطلاب؛ ركزنا عليها فى آخر فترة، لأننا رأينا أن الجامعة ليست مكانا لتلقى العلم فقط، فتلقى المعلومة أصبح بسهولة مما كان، فالآن يتم تلقى المعلومة بالضغط على زر من أى مكان فى العالم.

ولكن الجامعة هى مكان لبناء الشخصية، فنحن كما قلنا فى السابق نحن مصنع يخرج منتجا، فهذا المنتج يجب أن يكون جيدا وينافس فى سوق العمل، ولن يستطيع أن ينافس فى سوق العمل، إذا كان مسلحا بالعلم فقط، فأنا لا أهتم فى أن يكون الطبيب ذى كفاءة طبية فقط، بل يجب أن تكون لديه مهارات التواصل مع الناس، وذو صحة جيدة، ويمارس الرياضة، وأن تكون لديه ثقافة موسوعية حتى يستطيع التعامل مع البشر.

فنحن نسعى فى الجامعة لأن يمارس الطلاب أنشطة كثيرة سواء عن طريق الاتحادات الطلابية أو عن طريق الأسر الطلابية، أو قطاع خدمة المجتمع، وأساليبه الثقافية وندواته وقوافله، بأن يمارس الطالب الرياضة والثقافة والأدب، ويزور معارض فنية، ويشترك فى الجوالة ويخرج إلى رحلات، فنحن نريد أن نملأ رأسه بعلم وثقافة وفن وأدب ورياضة.

وهل ترى أن هناك تجاوبا من الطلاب فى الأنشطة التى تقدمها الجامعة؟

دائما ما يتم القول إن الطلاب هم الذين يعزفون عن هذه الأنشطة، وفى الحقيقة أنا لا أرى هذا على الإطلاق، بل نحن لم نكن لنصل إلى الطلاب أو لم نستطع أن نسوق لهم هذه الأفكار، فعندما تم تسويق هذه الأفكار وأفهمناهم أهمية ممارسة الرياضة، وأن أنظم للطالب معرض كتاب يحصل من خلاله على الكتب مجانا، أو مخفضة حتى تزيد ثقافته، أو أن يشاهد لوحات فنية.. فعندما استطعنا الوصول إلى الطلاب بهذا؛ وجدنا تجاوبا منهم.

هل هناك أقسام جديدة افتتحتها الجامعة؟

افتتحنا قسم اللغة البرتغالية فى كلية الآلسن، وبرنامج النانو تكنولوجى فى كلية العلوم، وبرنامج السايبر سيكيورتى فى كلية الحاسبات.

ما حقيقة أن الأستاذ الجامعى الأجنبى يحصل على راتب أفضل من المصرى؟

معظم الأساتذة القادمين من الخارج لأجل التدريس، قادمون بمنح من بلادهم، فأستاذ اللغة اليابانية على سبيل المثال قادم بمنحة من بلاده، لأنه بمثابة تسويق للدولة واللغة، وفى بعض الأحيان يحصل من الجامعات المصرية على بعض المكافآت البسيطة.

ما الذى تقدمه جامعة عين شمس للبحث العلمى فى مصر؟

البحث العلمى فى الماضى كان بحثا أكاديميا، بأن تطرأ إحدى الأفكار فى رأس الباحث، ويتم مناقشتها فى رسائل الماجيستير والدكتوراه، وبعد أن يحصل الطالب على الشهادة؛ يضع الرسالة فى "درج المكتب".

أما الآن فنحن اكتشفنا بأنه لا يمكن لهذا الأمر أن يستمر.. فنحن جزء من هذا المجتمع، وهذا المجتمع به العديد من المشاكل فى النواحى الثقافية والفنية والهندسية والطبية، فوظيفتنا كجامعة تأتى بالعمل على رصد هذه المشكلة ومحاولة إيجاد حلول لها بهذا البحث العلمى.

وأهم ما فى البحث العلمى هو التطبيق، فعلى سبيل المثال هناك مشكلة فى الرى، لأن كمية المياه قليلة، فهنا يتم توجيه البحث العلمى للبحث عن طرق للرى بكمية مياه أقل، وإنتاج نبات يحتاج إلى مياه أقل، وهذا ما يسمى بالأبحاث التطبيقية.

 

ما رأيك فى قانون التجارب السريرية؟

هذا القانون، كنت من الذين ناقشوه فى لجنة الصحة بمجلس النواب كأستاذ جامعى، ومعنا الكثير من الأساتذة الجامعيين من مختلف جامعات مصر، وكان لنا بعض النقاط التى نريد توضيحها بشأنه، وأبدينا مثل هذه الملاحظات، وهذا من وظيفتنا بأن نشير إليها، مع أن هذا القانون سيخدم البحث العلمى، لكن يجب أن يتم إخراجه بطريقة تخدم البحث العلمى، فبالطريقة التى سيخرج بها القانون إما أنه سيخدم البحث العلمى، أو سيعيقه.

دائما ما يقال إن التعليم فى جامعة عين شمس أصعب من غيرها فما السبب؟

نحن سعداء جداً بتلك المقولة، فأنت على سبيل المثال إذا أردت أن تشترى ساعة، فى الماضى كنا نذهب إلى فتارين العرض، أما الآن فيتم البحث على الإنترنت لرؤية أنواع الساعات الموجودة فى السوق والتقييمات الخاصة بها وأسعارها، وهذه التقييمات تساعد من يبحث من خلال تجارب المستخدمين السابقة على أن يختار شراء السابقة.

والجامعات الآن أصبح لها تصنيف، فجامعة عين شمس كانت فى العام 2015 حاصلة على 3 نجوم، أما فى العام 2018 حصلت على 4 نجوم، وذلك من خلال قياس عدد من الأشياء، أهمها أننا حصلنا على 5 نجوم فى التعليم، والقدرة التنافسية للخريج فى سوق العمل 5 نجوم.

ما هى الاستراتيجية المستقبلية للجامعات والمتفق عليها مع الدكتور خالد عبدالغفار وزير التعليم العالى؟

هناك توجه نحو إدخال أنماط جديدة من التعليم، ودراسة سوق العمل بصورة مكثفة، لأنه فى خلال ما بين 10 إلى 15 سنة من الآن، 30% من الوظائف الموجودة فى الشارع ستختفى، وسيظهر أنماط أخرى من العمل، ما يلزم نغير من طريقة تفكيرنا.

فدائما على سبيل المثال نُخرج من كلية التجارة محاسب، ونحن بالفعل سنحتاج إلى محاسبين، لكننا سنحتاج إلى من يفهم فى الدراسات الإلكترونية، والمخاطر الائتمانية، والتخطيط المالى، والتسويق الإلكترونى، فهناك العديد من الأمور التى يحتاجها خريج كلية التجارة لأن يكون متخصصا فيها.

 

وما هى نسبة إدخال هذه المناهج الجديدة فى الجامعات؟

الكثير منها، فجميع الجامعات بدأت فى إدخال هذه البرامج بالمسميات التى سنحتاجها فى فترة الخمسة عشر عاما القادمة.

ما رأيك فى أن الجامعات الخاصة تستطيع تخريج طلاب مؤهلين لسوق العمل أفضل من الحكومية؟

هذا الأمر غير صحيح على الإطلاق، فنحن على سبيل المثال فى كلية تجارة نعطى 3 شهادات للخريج حتى يكون مؤهلا لسوق العمل، فالطالب الخريج يحصل على بكالوريوس تجارة إنجليزى، وبكالوريوس جامعة كين فى نيويورك، ففى 4 سنوات دراسة يحصل على 2 بكالوريوس، وهذا الأمر تم تطبيقه منذ 3 سنوات.

ما الأمر الذى تحتاجه الجامعة.. ولكن الميزانية لا تكفى؟

دائما وأبدا البحث العلمى والصحة، هما الأهم، وإذا حصلت على مليون سأستهلكه، وأخبرك أننى أريد المزيد، ولو 10 ملايين؛ سأسألك أكثر من ذلك، فالبحث العلمى والخدمات الصحية ليس لهما حدود، والدولة تدعمنا قدر ما تستطيع.

ما مدى الخدمات التى تقدمها مستشفيات جامعة عين شمس؟

نحن لدينا ما يقرب من 4 آلاف سرير علاجى فى 13 مستشفى ومركزا جامعيا، تستقبل 2 مليون إلا ربع مريض سنويا، يتم دخول 220 ألف منهم إلى المستشفيات، ويُجرى لـ160 ألف منهم عمليات وإجراءات تداخلية، و55% من هذه العمليات تصنيفها مهارة فما أكثر.

كما أن جامعة عين شمس ساهمت فى تقليل قوائم الانتظار بنسبة 35% من الحالات التى تمت فى المستشفيات الجامعية عموما، ومنها ما يقرب من 3 آلاف قسطرة قلبية.

 

ما مدى الدعم الذى تتلقاه جامعة عين شمس من الدكتور خالد عبدالغفار؟

الدكتور خالد زميل عزيز، وتعامله مع رؤساء الجامعات المصرية، يشوبه كل التعاون، وهناك العديد من الأفكار والرؤى التى نفكر فيها سويا وسيتم تنفيذها فى الفترة المقبلة.

ما الكلمة التى توجهها لطلاب الجامعة؟

أطالب الطلاب بأن يستغلوا فترة وجودهم فى الجامعة؛ لبناء شخصية سوية وسطية، فلا يأتى لتلقى العلم فقط؛ بل ليمارس الأنشطة الثقافية والرياضية، حتى يكون خريجا مختلفا عما كان عليه قبل الجامعة.

موضوعات متعلقة:

رئيس جامعة عين شمس يفتتح المعرض الخيري لملابس الشتاء

رئيس جامعة عين شمس يفتتح مكتب الطالب بكلية التربية

اقرأ أيضا