”الرشوة الكبرى”.. الوفد يبيع الكراسي بالملايين..” الدفع أو الفصل”

الخميس 22 نوفمبر 2018 | 04:07 مساءً
كتب : سارة محمود

قاعة مغلقة أشخاص بدا عليهم الهيبة والوقار، كان الحديث طبيعيّا وفي لحظة بعينها بدأت الأصوات تحتد حتى وصلت إلى الصراخ، ارتفاع أصوات وتراشق اتهامات، الوضع غير مفهوم، لا يعلم أحد ما يدور بالداخل، وجوه ظهر عليها الغضب تهديدات لم يفهم معناها سوى الحضور، فتحت أبواب الغرفة وخرج بعض الجالسين يهرولون وكأنّ هناك من يلحق بهم، بعد رحيلهم عاد الهدوء من جديد ولم يعد بالصورة سوي شخص واحد فقط بداخل الغرفة.

 

صراعات وانقسامات تبادل وتراشق اتهامات بين القادة، الهدف الأسمى أصبح هنا التنافس على الكرسي،"الوفد" المكان العريق، بيت الأم جامع الشعب على كلمة نضال واحدة، لم يعد مكانّا للنضال بل بات مقرّا للأزمات التي بدأت منذ عدة سنوات ولم تنتهي حتى هذه اللحظة، أمس، تحدّثنا عن أزمة كانت بمثابة العار على بيت الأمة، بسبب تفاخره بمراقبة الكيان الصهيوني له لتنفيذ خبرته، اليوم، كانت الضربة القاضية لقادة البيت وهو اتهام قائده بطلب رشوة للتسهيل بنجاح عدد من الأعضاء بانتخابات الهيئة العليا.

 

ابتزاز ورشوة

"الوفد بقى بيمشي بالرشاوى" جملة لم تعهدها آذاننا من قبل، ولو عهدناها فلم يكن ليصدقها أحد، كيف يمكن لحزب وطني ناضل كثيرا من أجل الحقوق أن يسير أعماله بالرشوة، لكنّ الحقيقة الصادمة أنّ كل الاتهامات التي ضربت الوفد خلال الأيام الماضية بخصوص الرشاوى كانت صحيحة.

 

ياسر قورة وفؤاد بدراوي ومحمد الحسيني، أسماء ترددّت كثيرّا خلال الساعات القليلة الماضية، تلك الأسماء التي لها باع طويل في خدمة الوفد وبداخل جدرانه، ومن المفترض أيضّا أنّها تستعد لاحتلال مناصب جديدة بالهيئة العليا في الكيان، لكن تبدّلت الأحوال وجاءت الرياح بما لاتشتهي السفن، فبعض من هؤلاء وضعهم رئيس الحزب بهاء أبو شقة في كفة وأموالهم في أخرى، عملية ابتزاز واضحة تعرّض لها كبار الحزب للمساومة على بقائهم.

 

البداية كانت مع المهندس ياسر قورة، أحد أعضاء الحزب والذين تمّ فصلهم أمس، بدعوى تهديدهم لمسيرة الحزب ومحاولتهم إيقاف الكيان، على الرغم من أنّ "قورة" كان له رأي آخر، فكشف حقيقة الفصل وعملية الابتزاز التي تعرّض لها من قبل "أبو شقة" لمساعدته في نيل كرسي الهيئة، فذكر قائلّا " أنّه فى إحدي الجلسات السرية والتي لم يحضرها سوى اثنين فقط، طلب "أبو شقة" مني بالتبرع بمليون جنيه مقابل حصولي على مقعد الهيئة العليا للحزب، وشيك آخر بمبلغ 3 ملايين جنية لانضمامي إلي المكتب التنفيذي".

 

ولم يتوقف الابتزاز عند هذا الحد، بل طلب "أبو شقة" أيضًا من "محمد الحسيني" بحجز إحدى الفنادق الكبرى لانتخابات الهيئة العليا من أموال الوفديين وبدون أن يعلم أحد، حتى لا تثار المشاكل في ظل الأزمة المالية التي يتعرّض لها الحزب.

 

”أبو شقة”:الدفع أو الفصل

الغريب في الأمر أنّ الاتهام الموجه لقائد كالمستشار بهاء أبو شقة ليس بهين على حد، فاتهامه بالابتزاز كونه أحد القادة الكبار في مصر أمر عظيم، لكنّ ردّه على تلك الأخبار كانت بمثابة صدمة على الجميع، فقررّ فصل الأسماء نفسها التي قامت باتهامه ليلة أمس من البيت، واتهمهم هو الآخر كونهم خائنين يُحاولون إسقاط مسيرة الحزب، ليخرج الأعضاء المفصولين برسالة تظلم ، قائلين" إن سبب تجميد عضويتهم وانفصالهم من الحزب بسبب رفضهم لعرض "أبو شقة".

 

مخاوف "أبو شقة"

جميع الأحداث التي تمّ ذكرها في هذا التقرير، كان مبررها الوحيد لدى رئيس حزب الوفد أنّه يحاول إنقاذ المركب من الغرق، خاصة بعد أن أعلن سابقًا بإنه تسلم الرئاسة وخزانة الحزب بها 600 ألف جنيه، ورصيد حسابات الجريدة صفر، لتصل الديون إلى 48 مليون جنيه.

 

لكنّ هناك تساؤل بادر في أذهان الكثيرين بعد رؤيتهم لتلك المشاهد المثارة على الساحة، كيف تباع وتشتري المقاعد القيادية للأحزاب السياسية؟، عهدنا قديمّا أنّ من يحصل على تلك المناصب  يتم بناءً على الخبرات والكفاءات فقط وليس النفوذ المالية، لكن الوفد كسر تلك القواعد.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

اقرأ أيضا