بلدنا اليوم
رئيس مجلس الادارة
د/إلهام صلاح
رئيس التحرير
وليد الغمرى

هل تعرف.. «البسوس»؟ امرأة أشعلت الحرب 40 عاما واختفت

بلدنا اليوم
كتب : شيماء شناوي

وقعت في الزمن البعيد، حرب أستمر رحاها حوالي 40 عامًا، عرفت بأسم حرب البسوس، بين قبيلتين عربيتين، وهم بالأصل أبناء عم بحكم النسب، وهما قبيلة تغلُب، وقبيلة بِكر، وهي الحرب الطاحنة التي بدأت بمقتل كليب، وأنتهت بمقتل قاتله جساس، ولكن ما بين البداية والنهاية، كانت صحراء الجزيرة العربية قد ارتوت بدماء الآلآلف من خيرة فرسانها. والبسوس هي سعاد بنت منقذ التميمية، شاعرة جاهلية، سار يضرب بها المثل في الشؤم، فيقال أشئم من الباسوس، حيث كانت السبب في نشوب حرب طاحنة استمرت 40 عامًا، بين قبلتين بكر وتغلب، كانت بداية قصتها عندما تزوج كليب بن ربيعة من جليلة بنت مرة، وأصبح هو سيد قومه، فأصابه على إثر ذلك الغرور، وكان لزوجته جليلة أخ، يسمى جساس بن مرة، فدخل الزوج على زوجته يسألها هل تعلمين من على الأرض، أمنع مني ذمة، فقالت له نعم أخي جساس، فأغتاظ بسبب ذلك القول وأضمر الشر لـجساس في نفسه، وبعد مدة جاءت البسوس خالة جليلة وجساس، ونزلت ضيفة، ومعها ناقة لها أسمها سراب، وعندما كانت الناقة ترعى إنطلقت إلى بئر قبيلة تغلب لتشرب الماء من هناك، فغضب كليب عندما رأى ناقه من قبيلة بكر ترعى وتشرب دون إذنه، فسأل جساس لمن الناقه، فأجابه بأنها لخالته البسوس، وبأنها تخل ضيفه عنده، فقال مليب لا تعودن هذه الناقه لترعى في حمانا بعد اليوم، وإلا فأنني سوف أقتلها، وفي اليوم الثاني عاد جساس بنوقه ومعهم ناقة خالته البسوس، فغضب كليب وقتل الناقة بسهم فماتت، ولما رأت البسوس ناقتها مقتولة، صرخت، فطلب منها الجساس أن تصمت وأنه سوف يعوضها عنها بناقة أعظم منها، فغضبت البسوس ورفضت تعويضها بناقة، ولما جاء الليل أخذت تنشد أبيات من الشعر مخاطبة سعد أخٓ جساس، وترفع من صوتها ليسمع جساس أيضًا، وسمي بعد ذلك هذا الشعر بأبيات الفناء، لأنها كانت الشرارة التي اشعلت حرب البسوس، ولما سمع أبياتها جساس، قال أسكتي ياخالة ولا تراعي، فأني سأقتل جملًا أعظم من هذه الناقة، وكان يقصد «كليب»، فترصد جساس بكُليب وقتله برمح، وعاد إلى بيته، ولما علم والده قال: «والله لقد طعنت طعنة ستشعل الحرب دهرا»، وتحققت نبؤه والده فأشتعلت الحرب لمقتل كليب، وقامت قبيلة تغلب بمقاتلة قبيلة بكر لتثأر لمقتل ملكها كليب بن ربيعة، فقاد الحرب الزير سالم المهلهل، واستمر القتال فيما بينهم اربعون عام بين قاتل هنا ومقتولًا هناك، وحسمت المعرمة لصالح قبيلة تغلب، عندما قتل المهلهل الجساس بن مرة، الذي قتل أخاه، وعند مقتله رجعت كرامة تغلب، بعد أن كانت حجم الخسائر البشرية أصبحت كبيرة جدًا بين القبيلتين.

تم نسخ الرابط