نقاد لـ"بلدنا اليوم": سخرية الجمهور من "ولد الغلابة" لـ"ولد الحرام" واقعية

الثلاثاء 28 مايو 2019 | 12:58 صباحاً
كتب : أحمد عفيفي

جدل شديد حققه مسلسل ولد الغلابة الذي يقدم بطولته الفنان أحمد السقا، ويعرض بشكل يومي عبر شاشة قناة MBC مصر الفضائية، خلال شهر رمضان الكريم، في تمام الساعة الثامنة مساءً، وكان ذلك الجدل قد أثارة رواد مواقع التواصل الإجتماعي بسبب قصة المسلسل، ولما تحتوية من أحداث قتل وعنف وسرقة ومخدرات على يد عيسى الغانم، الشهير بـ"ولد الغلابة" كما يطلق على المسلسل، فكان تساؤل رواد مواقع التواصل قائلين "أمال لو أبن حرام كان عمل أية؟".

وتواصلت جريدة "بلدنا اليوم" مع الناقد الفني طارق الشناوي، لتوضيح مفهوم أسم المسلسل للجمهور.

وأكد طارق في تصريح خاص لـ"بلدنا اليوم" أن المسلسل يرصد قصة شاب يدعى عيسى الغانم، وهو من أسرة فقيرة للغاية، وبسبب تحملة المسؤلية تجاه أهلة، تحول لمجرم بسبب الشر الذي كان يحيط به من ضاحي الكيال، ولكن طبيعة عيسى هي عدم القتل، ولكن قصة المسلسل حولتة إلى بطل تراجيدي، يعني أنه أنسان نبيل ولكنة يقع في مشاكل كبيرة بسبب نبلة الشديد، وتؤدي تلك المشاكل في النهاية إلى تحطيمة.

ومن جانب أخر أكد الناقد محمود عبد الشكور في تعليقة على ذلك الجدل عبر صفحتة الشخصية على موقع التواصل الإجتماعي الشهير "فيسبوك" بما قالة الناقد الفني طارق الشناوي أيضاً قائلاً: "طيب تعالوا نترجم مشكلة مسلسل "ولد الغلابة"، والتى جعلت المشاهدين يطلقون الدعابات على بطله، بعد أن كانوا يتعاطفون معه، الى عبارات نقدية مضبوطة، شئ أقرب الى سوء تقدير شخص تحت ضغط الظروف، أى أن الخطأ يكون بسبب قسوة الأقدار بالدرجة الأولى، مأزق حاد لايمكن الخروج منه، ونتيجة نبل الشخصية بالأساس".

وأضاف عبد الشكور قائلاً: "وبسبب إحساسنا أننا يمكن أن نتعرض لما يتعرض له، فإن ما يشعر به المشاهد تجاه البطل التراجيدى هو مزيج بين الشفقة والخوف، رغم أنه يخطىء، ورغم انه ينهزم عند مواجهة الواقع، ورغم الخطأ أيضا، تظل الشخصية التراجيدية مؤرقة بنبلها ومثاليتها، ويظل الصراع قويا فى داخلها حتى النهاية، بل إنها تعاقب نفسها أحيانا بمنتهى القسوة، ونماذج هذه الشخصيات كثيرة جدا بالذات فى المسرح الإغريقى أوديب مثلا".

وتابع عبد الشكور حديثة قائلاً: "تغاضى الجمهور فى الحلقات الأولى عن خطأ عيسى العجيب، لم يكن خطأ فى الواقع، كان كارثة، لأن تجارة المخدرات لإجراء عملية إنقاذا للأم، أمر لا يصدق، بسبب استقامة الشخصية، وصورتها كمدرس، بل وبسبب استقامة الأم، والتى لا يمكن أن تقبل انحراف ابنها المدرس، لإنقاذ حياتها، بل إن موتها الحقيقى أن تعرف أن ابنها صار تاجرا للمخدرات، ابتلع المشاهدون كل ذلك، وتفاعلوا مع مأزق عيسى، وكان من أسباب التعاطف أيضا أن حالة الأسرة متواضعة، كما أن أشرار المسلسل كانوا مكروهين بما فيه الكفاية".

وواصل عبد الشكور حديثة قائلاً: "لكن بطلنا التراجيدى الإفتراضى سرعان ما تحول الى تاجر مخدرات محترف، والى قاتل عنيف، سقطت فكرة القدر والظروف تماما، فأصبحنا أمام شخصية هزلية، تندهش فعلا أنه كان مدرسا وتربويا، بل ومدرس تاريخ أيضا، بينما تؤكد مواهبه أنه أخطأ الطريق من الأساس، وأنه كان يجب أن يكون مكان ضاحى وعزت، ضاع أهم ما يميز علاقتنا بالشخصية التراجيدية، وهو شعورنا بالشفقة عليها، والخوف من مصيرها، أصبحنا أمام لعبة عصابات ومخدرات، بل بدت صفية، شقيقة عيسى، أقرب الى الشخصية التراجيدية. هنا خلل فادح فى بناء الشخصية، لم يعد الأمر سقوطا بسبب سوء اختيار، ولكنه تحول الى اختيار كامل، ومباراة احترافية لا منطق لها، إلا اكتشاف عيسى لقدرات إجرامية حقيقية، كانت مختبئة وراء حصص التاريخ، وحنان الابن تجاه أمه المريضة، ومسؤولية الأخ عن أسرته".

وأ،هى عبد الشكور حديثة قائلاً: "الجمهور على حق فى السخرية من تصرفات عيسى، أولاد الغلابة يثيرون التعاطف، أما أولاد الحرام، فلهم حكم آخر، كل ما نعبر عنه فى مقالاتنا النقدية من مصطلحات، يشعر به المتفرج تماما، الفارق الوحيد فى استخدام المصطلح للتعبير عن المعنى فحسب".