في يوم مولده الشريف.. هذا ما فعله الرسول صلى الله عليه وسلم

الخميس 29 أكتوبر 2020 | 10:40 صباحاً
كتب : علي عرفات

يهل علينا اليوم وعلى أمتنا العربية والإسلامية ذكرى المولد النبوي الشريف، ويحتفل المسلمون فيها بطرق ووسائل مختلفة، فمنهم من قد يشترى الحلوى له ولمن يحب، ومنهم من يرى أن الإكثار من سننه (صلى الله عليه وسلم) فى ذكرى المولد النبوي هو السبيل الأمثل فى الاحتفال بذكرى مولده (صلى الله عليه وسلم)، ومنهم من يحب أن يقتدى به فى جميع سننه.

وهنالك الكثير من يريد معرفة ما كان يفعله النبي (صلى الله عليه وسلم) فى يوم مولده، لتكون إحدى سبل الاحتفال به وإحياء سننه (عليه الصلاة والسلام) فى ذكرى مولده العطرة.

المولد النبوي الشريف - قضاء يوم مولده

- الاستيقاظ من النوم: كان (صلّى الله عليه وسلّم) يستيقظ من النوم قبل الفجر، فيبدأ يومه بالسواك، ثمّ يقول: "الحمد للهِ الذي أحيانا بعد ما أماتنا وإليه النشور"، ثمّ يقرأ الآيات العشر الأخيرة من سورة آل عمران، وينظر إلى السماء، ثمّ يغسل يده ثلاث مرّات، ويستنشق ثلاث مرّات.

- صلاة القيام: كان (صلى الله عليه وسلم) يوقظ أهله للصلاة، ويبدأ رسول الله الصلاة بركعتين خفيفتين، ثمّ يصلّي أحد عشر ركعة يُطيل فيها الركوع، والسجود، ويسلّم بين كلّ ركعتين، كما قال رسول الله: "صلاةُ اللَّيلِ مثنى مثنى، والوترُ رَكعةٌ قبلَ الصُّبح"، وذلك ما بين صلاة العشاء والفجر، وغالبًا ما كان يقوم في الثلث الأخير من الليل، ويقول: "سبحان الملك القدوس"، ثلاث مرّات، ويرفع صوته بالثالثة.

- صلاة الفجر: كان (صلّى الله عليه وسلّم) يردد الأذان مع المؤذن، ثمّ يقول الأذكار بعده، ومن الأذكار قوله: "اللهمَّ ربَّ هذه الدعوةِ التامةِ، والصلاةِ القائمةِ، آتِ محمدًا الوسيلةَ والفضيلةَ، وابعثْه مقامًا محمودًا الذي وعدته"، فمن قال هذا الذكر بعد الأذان حلّت له شفاعة الرسول (صلّى الله عليه وسلّم) يوم القيامة، ويدعو من خير الدنيا والآخرة، ثمّ يصلّي ركعتين قبل الفريضة.

ومن الجدير بالذكر أنّه كان يؤديهما في السفر والحضر، حيث قال عنهما: "ركعتَا الفجرِ خيرٌ من الدُّنيا وما فيها"، ثمّ يُبكّر بالخروج إلى المسجد، ويمشي بسكينةٍ ووقارٍ، حتى إذا دخل المسجد وقف في الصف الأوّل، واتخذ سترة، ثمّ صلّى تحية المسجد، ويسنّ التسوّك قبل الصلاة، ثمّ يقوم للصلاة فيرفع يديه حذو منكبيه، ويكبّر تكبيرة الإحرام، فيصلّي بالناس الفجر ركعتين، ويسلّم ثمّ يقول مجموعة من الأذكار، ويبقى جالسًا في المسجد إلى طلوع الشمس، كما أخبر الصحابي جابر بن سمرة عندما سُئل: هل كنت تجالس الرسول - صلّى الله عليه وسلّم-، فقال: "كان لا يقومُ من مصلَّاهُ الذي يصلّي فيهِ الصبحَ أو الغداةَ حتى تطلعَ الشمسُ، فإذا طلعتِ الشمسُ قام، وكانوا يتحدّثون، فيأخذون في أمرِ الجاهليةِ، فيضحكون ويتبسمُ"، ثمّ يقول أذكار الصباح وينطلق.

- وقت الضحى: كان (صلى الله عليه وسلم) يصلّي وقت الضحى ركعتين، أو أربع، أو أكثر في بعض الأحيان، كما أخبرت عائشة -رضي الله عنها- عندما سُئلت عن صلاة الرّسول -صلّى الله عليه وسلّم- لصلاة الضحى، حيث قالت: "أربعَ ركعاتٍ، ويزيدُ ما شاء"، ومن الجدير بالذكر أن رسول الله وصّى بصلاة الضحى وبيّن وقتها، ووصفها بصلاة الأوابين، حيث قال: "صلِّ صلاةَ الصُّبحِ، ثُمَّ أقْصِرْ عنِ الصلاةِ حتى تَطلُعَ الشمسُ حتى تَرتَفِعَ، فإنَّها تَطلُعُ بين قَرْنَي شَيطانٍ، وحِينَئِذٍ يَسجُدُ لها الكُفَّارُ، ثُمَّ صلِّ فإنَّ الصلاةَ مَشهودَةٌ مَحضُورةٌ حتى يُستقْبَلَ الظِّلُّ بِالرُّمْحِ، ثُمَّ أقْصِرْ عنِ الصلاةِ فإنَّ حِينَئِذٍ تُسَجَّرُ جَهنَّمُ".

- وقت الظهيرة: كان (صلى الله عليه وسلم) يتوجّه إلى المسجد فور سماع صوت بلال بن رباح -رضي الله عنه- وهو يؤذن للظهر، فيدخل المسجد ثمّ يصلّي أربع ركعات قبل الصلاة المفروضة، ثمّ يصلّي بالناس صلاة الظهر، ويطيل في الركعة الأولى، وكان غالبًا ما ينام في وقت الظهيرة، وكانت تسمى بالقيلولة، حيث قال رسول الله: "قِيلُوا، فإنَّ الشياطينَ لا تَقِيلُ".

- وقت العصر: لم يرد عن الرسول (صلى الله عليه وسلم) أن من السنة صلاة أربع ركعات قبل فرض العصر، إلّا أن ذلك من التطوّع لمن أراد دون تقييد.

-وقت المغرب: كان (صلّى الله عليه وسلّم) يمشي إلى المسجد، ويصلّي ركعتان قبل الفرض، وكان يأمر بعدم خروج الأطفال من البيت بعد الغروب؛ لأنّ الشياطين تنتشر عند ذلك الوقت.

- وقت العشاء: كان (صلّى الله عليه وسلّم) يكره السهر بعد العشاء؛ مخافة أن تفوته صلاة الصبح، ولكن لا يُكره السهر بعد العشاء في الحالات التي يطلب فيها المسلم العلم، أو يُتمّ عمله، أو يشتغل في شؤون المسلمين.

المولد النبوى الشريف

سيدنا محمد رسول الله (صلى الله عليه وسلم) هو: محمد بن عبد الله بن عبد المطلب الهاشميّ القرشيّ، أجداده من أشراف العرب، وأمّه آمنة بنت وهب.

- من أسمائه: أحمد، والعاقب، والماحي، والحاشر، ونبي الرحمة، ونبي التوبة.

- كنيته أبو القاسم، وُلد في مكّة المكرّمة، وبالتحديد في شِعب بني هاشم، وكان ذلك يوم الاثنين الثاني عشر من عام الفيل، وعاش طفولته في كنف أمّه وجدّه؛ لأنّه وُلد يتيم الأب، أرضعته حليمة السعدية، ولمّا بلغ الرابعة من عمره أرسل الله -تعالى- ملائكةً فشقّوا صدره، وغسلوا قلبه، واستخرجوا حظّ الشيطان منه، ليكون مُستعدًّا لتلقّي الوحي، وتبليغه للبشرية جمعاء، ثمّ في مرحلة الشباب كان الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- مثالًا يُقتدى به في الصدق، والأمانة، وعلوّ الهمّة، حتى إنّ قومه كانوا ينادونه بالصادق الأمين، وعمل في رعي الأغنام والتجارة، ومن صفاته الجسدية أنّه كان مضيء الوجه، وسيم الملامح، متوسط الطول؛ ليس بالطويل ولا بالقصير، أسود العينين، وطويل شقّهما، وفي رقبته طول، كثيف اللحية، وكان في صوته حدّة وصلابة، وكان شعره يبلغ شحمة أذنه، مربوع، عريض المنكبين، إذا تبسّم كان وجهه كأنّه قطعة القمر، وكانت رائحته أجمل من رائحة المسك والعطور.

إقرأ أيضًا.. بدعة أم مستحب؟.. حكم الاحتفال وشراء الحلوى بالمولد النبوي الشريف

وفي السياق، تحتفل الأمة الإسلامية غدًا بالمولد النبوي الشريف، والذي يوافق 12 من شهر ربيع الأول وفق التاريخ الهجرى، و يوم 29 من شهر أكتوبر وفقا للتاريخ الميلادي، ولهذا بدأت عدد من المحلات بطرح الحلوى والاستعداد المبكر لمظاهر الاحتفال بحلوى المولد بمختلف أشكالها الرائعة.

واعتاد المصريون فى أنحاء المحروسة شراء حلوي المولد فى كل عام احتفالا بمولد خير الأنام، لذلك يحرص المواطنين على ترقب الأسعار في هذا الموسم في ظل الظروف الاقتصادية الراهنة التي أثرت عليها جائحة كورونا على المستوى العالمي، ومن ناحية أخرى يتسائل المواطنون عن حكم الاحتفال بالمولد النبوي الشريف والطريقة المثلي، وهذا ما نرصده خلال السطور القادمة.

دكتور فقه مقارن: اشتروا "حلاوة المولد".. واحتفلوا بالطريقة غير المحرمة والمخلة

قال الدكتور سيد خريشي، أستاذ الفقه المقارن، إنه لمن السماحة الدينية إظهار مدى قيمة الشعائر الدينية عند المسلمين من خلال الاحتفال بالمناسبات والأعياد الدينية، ومنها المولد النبوي الشريف، الذي يفصلنا عنه أيام قليلة، وكيف لا نحتفل بمن قال عنه "القرآن الكريم" بأنه رحمة للعالمين.

وأضاف الدكتور سيد خريشي، أن الاحتفال بالمولد النبوي الشريف، يعد من أفضل الأعمال التي تظهر مقدار محبة رسول الله صلى الله عليه وسلم، والتي تعد أصل من أصول الإيمان، مشيرًا إلى أن النبي قال: "لا يؤمِن أَحدكم حتى أَكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين"، لافتًا، محبة النبي صلى الله عليه وسلم، وهي مقارِنة لمحبة الله عز وجل.

وأوضح "خريشي"، أن الاحتفال بالمولد النبوي الشريف، أمر مقطوع بمشروعيته، ولكن بالطريقة الصحيحة غير المخلة، ودرج سلفُنا الصالح على الاحتفال بمولد الرسول الأعظم، بالإضافة إلى إحياء ليلة المولد بشتى أنواع القربات من إطعام الطعام وتلاوة القرآن والأذكار وإنشاد الأشعار والمدائح في رسول الله صلى الله عليه وسلم.

إقرأ أيضًا.. ما هي المخاطر الصحية لحلوى المولد؟.. طبيب يجيب

وأكد دكتور الفقه المقارن، أن الاحتفال بمولد النبي صلى الله عليه وسلم، ليس بدعة كما يقول البعض، مشيرًا إلى "حلوى المولد" حلال ويجوز للرجل ولمن يرغب فيها أن يشتريها لأهل بيته أو ابنته المتزوجة أو شقيقته أو والدته وما إلى ذلك، فقد كان صلى الله عليه وسلم يحب الحلوى، ولا يوجد أي بدعة في ذلك وهو المتعارف عليه.

وعن كيفية الاحتفال بالمولد النبوي الشريف، قال الدكتور سيد خريشي، تجمع الناس على الذكر، سواء كان ذلك في المنازل أو المساجد، والإنشاد في مدحه والثناء عليه صلى الله عليه وآله وسلم، وإطعام الطعام صدقة لله، إعلانًا لمحبة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ويدخل في ذلك شراء الحلوى والتهادي بها، فإن التهادي طيب ومرغوب فيه، كما لا يوجد أي دليل على المنع منه أو إباحته في وقت دون وقت.

وسن النبي صلى الله عليه وسلم بنفسه الشريفة جنس الشكر لله تعالى على ميلاده الشريف، فقد صح أنه كان يصوم يوم الاثنين ويقول: "ذلك يوم ولدت فيه"، رواه مسلم من حديث أبي قتادة رضي الله عنه، فهو شكر منه عليه الصلاة والسلام على مِنَّة الله تعالى عليه وعلى الأمة بذاته الشريفة، فالأَولى بالأُمَّة أن تتأسى به صلى الله عليه وسلم بشكر الله تعالى على منته ومنحته المصطفوية بكل أنواع الشكر.

الداعية إلهام شاهين: الاحتفال قائم على ذكر غزاوات الرسول وذكر أخلاقياته

ومن جانبه، قالت الدكتورة إلهام شاهين، أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر الشريف، لابد أن يكون الاحتفال قائم على ذكر غزاوات الرسول وذكر أخلاقيات الرسول وتعاملاته الحسنة والطيبة بين الناس، وأن يكون هو المنهج الأساسي في الاحتفال بالمولد النبوي للرسول صلى الله عليه وسلم وما أتى به من مكارم الأخلاق للعالم كله، وتعليمه للشباب وتعليم السرة النبوية ومعرفة أسباب الصلاة على الرسول وثوابها وما تؤدي إليه كثرة الصلاة على النبي، وبهذا يتغير طريقة الاحتفال بالمولد النبوي الشريف، وقد أخبر النبى صلى الله عليه وسلم أن من مقاصد بعثته اتمام محاسن الأخلاق فقد قال عليه الصلاة والسلام "إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق"، كما أن الشرائع السابقة التي شرعها الله للعباد كلها تحث على الأخلاق الفاضلة، وأن الشريعة الكاملة جاء النبى عليه الصلاة والسلام فيها بتمام مكارم الأخلاق ومحاسن الخصال.

وقد نشأ الحبيب صلى الله عيليه وسلم، من أول أمره إلى آخرلحظة من لحظات حياته متحليًا بكل خلق كريم، مبتعدًا عن كل وصف ذميم، فهو أعلم الناس وأفصحهم لسانًا، يضرب به المثل في الأمانة والصدق، لقد أدبه الله فأحسن تأديبه وأوفرهم حلمًا، وأصدقهم حديثًا، وأكثرهم حياء، وأوسعهم رحمة وشفقة، وأكرمهم نفساً، وأعلاهم منزلة .. وبالجملة فكل خلق محمود يليق بالإنسان فله - صلى الله عليه وسلم - منه القسط الأكبر، والحظ الأوفر، وكل وصف مذموم فهو أسلم الناس منه، وأبعدهم عنه، شهد له بذلك القاصي والداني، والعدو والصديق، وقد قال ـ صلى الله عليه وسلم( إن مثلي ومثل الأنبياء من قبلي كمثل رجل بنى بيتًا فأحسنه وأجمله، إلا موضع لبنة من زاوية، فجعل الناس يطوفون ويعجبون له ويقولون: هلاَّ وُضِعت هذه اللبنة؟، قال: فأنا اللبنة وأنا خاتم النبيين).

إقرأ أيضًا.. كيف تختار حلاوة المولد؟.. وخبير تغذية: ابتعدوا عن العروسة والحصان