دبلوماسيون: مفاوضات القاهرة الفرصة الأخيرة أمام نتنياهو لمنع الانزلاق لحرب إقليمية

تباينت آراء دبلوماسيون وخبراء بشأن نجاح المفاوضات التي تجري حاليًا بين المقاومة الفلسطينية وإسرائيل برعاية مصرية قطرية أمريكية للتوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار في غزة.
وأشاروا إلى أن الولايات المتحدة والمؤسسة الأمنية الإسرائيلية يمارسان ضغطًا على نتنياهو للقبول بإنهاء العدوان على القطاع وعقد صفقة لتبادل الأسرى، مؤكدًا أن المنطقة تقف على أعتاب حرب إقليمية والمفاوضات تمثل الفرصة الأخيرة لعدم اندلاعها في ظل زيادة التهديد والترقب بين طهران وتل أبيب.
قال السفير رخا أحمد، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن الأجواء الإيجابية تسيطر على المفاوضات بين المقاومة الفلسطينية وإسرائيل برعاية مصرية قطرية أمريكية لتوصل لوقف إطلاق النار بغزة.
مساعد وزير الخارجية: أمريكا تمارس ضغطًا على نتنياهو لوقف إطلاق النار
وأضاف رخا في تصريحات خاصة لجريدة «بلدنا اليوم» أنه لأول مرة منذ العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة يصدر بيان ثلاثي لتوضيح سير المفاوضات وتحذر من ضياع الوقت وشدد على ضرورة وقف إطلاق النار.
وأشار مساعد وزير الخارجية الأسبق، إلى أن الولايات المتحدة الأمريكي تضغط حاليًا على إسرائيل للموافقة على وقف إطلاق النار لعدة أسباب أبرزها عدم انزلاق المنطقة في حرب إقليمية شاملة نتيجة اشتراط حزب الله وجماعة الحوثي إنهاء العدوان الإسرائيلي لوقف التصعيد ضد تل أبيب وعدم استهداف السفن الإسرائيلية في البحر الأحمر.
وتابع السفير رخا أحمد: والسبب الثاني يتمثل في الانتخابات الأمريكي ومطالبة شباب الجامعات الأمريكية بعدم التصويت لمرشحة الحزب الديمقراطي كامالا هاريس إلا بعد نجاح جو بايدن في وقف العدوان الإسرائيلي على غزة.
وأشار إلى أن دعوى دولة جنوب إفريفيا أمام محكمة العدل الدولية بشأن ارتكاب إسرائيل جرائم إبادة جماعية ضد الشعب الفلسطيني، مضيفًا أن هذه الدعوى تضر بسمعة ليس فقط تل أبيب وأنما جميع الدول التي تساندها لذلك غالبية البلاد تسعى للتوصل لوقف إطلاق النار.
وأكد أن هناك أجواء إيجابية التي تسيطر على المفاوضات بدرجات أعلى من المرات السابقة مع استكمالها يوم الخميس القادم بحضور وزير الخارجية الأمريكية أنتوني بلينكن، متوقعًا التوصل لوقف إطلاق النار بنهاية هذه الجولة.
وحول موقف بنيامين نتنياهو رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي من وقف إطلاق النار بغزة، قال إنه في هذه الحالة يصبح مجبر على إتمام الاتفاق، مضيفًا أنه حدثت صفقة مقايضة بين تل أبيب وواشنطن فالأخيرة تمنح إسرائيل صفقة أسلحة بقيمة 20 مليار دولار مقابل التوقيع على وقف إطلاق النار، موضحًا أن هذه الصفقة تبعث رسالة طمأنة لدولة الاحتلال أن الإدارة الأمريكية لا تنوي التخلي عنها.
ونوه مساعد وزير الخارجية، إلى أن الرد الإيراني قادم سواء توصل الوسطاء لوقف إطلاق النار في غزة أو لم يتوصلوا، موضحًا أن وقف العدوان الإسرائيلي سيحجم من رد فعل طهران على اغتيال إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس داخل أراضيها ولكن لا يمنعه.
وأكد أن جيش الاحتلال الإسرائيلي دائمًا في حالة تأهب قصوى استعدادًا للرد الإيراني ما يكبد تل أبيب خسائر يومية على مستوى الحياة المدنية والاقتصاد الكلي أو من الناحية العسكرية.
القيادي فتحاوي: لا جديد ستقدمه المفاوضات بسبب تعنت نتنياهو
ومن جانبه، يرى أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية والقيادي بحركة فتح إن أن جولة المفاوضات الجديدة التي ترعاها مصر وقطر وأمريكا لوقف إطلاق النار بغزة وعقد صفقة لتبادل الأسرى لن تؤدي إلى جديد يذكر بسبب إصرار نتنياهو على استمرار القتال لحين تحقيق أهداف العملية العسكرية.
وأضاف الرقب في تصريحات خاصة لجريدة «بلدنا اليوم» أن الولايات المتحدة الأمريكية والمؤسسة الأمنية الإسرائيلية يمارسان ضغوطًا على نتنياهو للقبول بوقف إطلاق النار، مضيفًا أن رئيس حكومة الاحتلال ينفرد بشكل كامل بقرار إنهاء العدوان على غزة.
وأشار أستاذ العلوم السياسية إلى أن نتنياهو يريد استمرار الحرب لحين عقد الانتخابات الأمريكية وفوز دونالد ترامب مرشح الحزب الجمهوري بالحكم لتوسيع رقعة الحرب إلى لبنان ضمان بقائه في السلطة.
وأكد أن رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي لم يحقق حتى الآن أي نجاح يذكر في حرب غزة ما يجعل قرار وقف العدوان فشل كبير لنتنياهو وتدمير لمستقبله السياسي.
وأشار القيادي بحركة فتح إلى أن نتنياهو يضع شروط جديدة على طاولة المفاوضات من أجل توقف المفاوضات وعرقلة وقف إطلاق النار بغزة، موضحًا أن أحد شروطه يتمثل في استئناف إسرائيل للحرب في أي وقت تريده.
وأوضح أن وقف إطلاق النار بغزة وعقد صفقة لتبادل المحتجزين لدى حماس في القطاع يعني إحالة نتنياهو إلى المحكمة بتهمة الفساد والفشل الاستخباراتي في السابع من أكتوبر.
ونوه إلى أن الوسطاء في المفاوضات لا يملكون أي وسائل ضغط على نتنياهو للقبول بوقف إطلاق النار، مشيرًا إلى أن الهدف الأمريكي من هذه المفاوضات هو ضياع الفرصة على إيران للرد على إسرائيل.
وأضاف أن رد طهران لا يزال في طور التهديدات الكلامية والحرب النفسية والإعلامية ولم يرتقي حتى الآن إلى رد فعل حقيقي على أرض الواقع، مشيرًا إلى أن إيران تخشى الدخول في مواجهة مباشر مع الولايات المتحدة ما يهدد بقاء النظام الإيراني وبرنامجها النووي.
لواء أركان: الانتخابات الأمريكية تجبر واشنطن على وقف العدوان على غزة
وبدوره، رجح اللواء أركان حرب محمد الشهاوي، رئيس أركان الحرب الكيميائية الأسبق، والمستشار بالأكاديمية العسكرية للدراسات العليا والاستراتيجية، نجاح المفاوضات في التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار بضغط من الولايات المتحدة الأمريكية.
وأضاف الشهاوي في تصريحات خاصة لجريدة «بلدنا اليوم» أن أمريكا تريد إنهاء الحرب في غزة قبل بداية المارثون الانتخابي وزيادة فرص الحزب الديمقراطي للفوز بحكم أمريكا.
وأشار المستشار بالأكاديمية العسكرية للدراسات العليا والاستراتيجية إلى أن وقف إطلاق النار يحمي المنطقة من حرب مرتقبة في ظل الترقب وزيادة حدة التهديد المتبادل بين إيران وإسرائيل بعد اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية.
اقرأ أيضًا| خاص.. نائب رئيس برلمان الأورومتوسطي: نتنياهو يعتزم تبادل الأسرى دون وقف لإطلاق النار