بلدنا اليوم
رئيس مجلس الادارة
د/إلهام صلاح
رئيس التحرير
وليد الغمرى

خبير سياسي لـ«بلدنا اليوم»: قضية الوحدة العربية خيالية منذ البداية

د. عمار علي حسن
د. عمار علي حسن

أظهرت القمة العربية الـ 34 في بغداد أن الموقف العربي لا يتمتع بالحد الأدنى من التوافق اللازم لمواجهة التحديات الغير مسبوقة التي تشهدها المنطقة؛ وخاصة المخططات الصهيونية تجاه فلسطين، ويرى الدكتور عمّار علي حسن، الخبير في علم الاجتماع السياسي، أن تطبيق فكرة "الوحدة العربية"، يصطدم بالعديد من المعوقات، بالرغْم من أنه يوجد قدر كبير من الأمور المشتركة بين الدول العربية.

ويشرح قائلًا: للأسف جامعة الدول العربية التي قامت سنة 1945، نجدها بعد 80 سنة لم تفلح في تحويل هذا تصور "الوحدة العربية" إلى واقع في حياة العرب المعاصرين، بل أن الأمور تسير بشكل سريع إلى فشل هذا التنظيم الإقليمي وإلى عودة الدول إلى دول قطرية تنتصر لمصالحها الخاصة.

الصراع العربي-العربي

ويقول الدكتور عمار علي حسن في تصريحات خاصة لجريدة «بلدنا اليوم»: طوال هذا التاريخ نشأت أشكال من الصراع العربي-العربي، وفي حقيقة الأمر نحن نتحدث عن ما يسمى بحرب عربية باردة في الخمسينات والستينات بين السعودية ومصر، نتحدث أيضًا عن خلاف بين دول المغرب العربي لا سيما بين المغرب والجزائر، نتحدث عن مشكلات بين اليمن وإيران، وبالتالي الكويت والعراق، وعن الخلافات السورية-اللبنانية التي ظلت زمنًا طويلة، وهكذا الصراعات العربية-العربية لا يمكن أن نقلل منها حتى في ظل ما كانت الجامعة تتمتع بتمسك نسبي، ومع ذلك لم يخلو أي عقد من الزمن منذ إنشاء جامعة الدولة العربية، حتى الآن من قيام صراعات عربية-عربية.

وقضية الوحدة العربية منذ البداية كانت قضية افتراضية أو خيالية أو قائمة على طموح شديد، وفي الحقيقة العالم العربي ليس وحدة واحدة، فمن الصعب أن توحد بينه نتيجة عوامل عدّة جدا بعضها متعلقة بالسياسة، حيث إن هناك دول ذات نُظم حكم معينة لا تقبل تغييرها وهناك نخب تحكم في بعض الدول لا يمكن لها أن تتنازل عن هذا الحكم لحساب إمبراطورية صغيرة أو واحدة جامعة.

ويقول  الخبير في علم الاجتماع السياسي: كما هناك أسباب اقتصادية خاصة بعض ظهور النفط، إذ أصبحت دول الخليج حريصة على بقائها منفردة ووحدات مستقلة بل داخل مجلس التعاون نفسه هناك تباين بين دُولِه، وهناك أيضًا أقليات داخل العالم العربي مثل الأكراد والأمازيغ، وكلاهما ينظر بعين الريبة إلى فكرة الوحدة العربية، وهناك أسباب أخرى تتعلق بعدم تمكين الشعوب من القرار.

ويرى الدكتور عمار علي حسن، أن: الشعوب العربية ربما بينها قدر كبير جدًا من الانسجام في الدين وفي الثقافة وفي اللغة وفي بعض التاريخ المشترك، لكن قطعًا هناك أيضًا ثقافات فرعية موجودة تختلف من مصر إلى الشام إلى جزيرة العرب إلى المغرب، وهكذا إلى العمق الأفريقي متمثلًا في السودان والصومال وجزر القمر، كان الأفضل الحديث عن تنسيق وحدة أشبه بالاتحاد الأوروبي، أي بينها مصالح اقتصادية تنسق في السياسات وهكذا. 

خبير دولي لـ«بلدنا اليوم»: إذا أكلت فلسطين ستأكل الدول الأخرى

تم نسخ الرابط