خاص.. سمير فرج: العلم والتكنولوجيا سيقودان الفكر العسكري خلال الأعوام القادمة
علّق اللواء الدكتور سمير فرج، الخبير الاستراتيجي ومدير الشؤون المعنوية الأسبق للقوات المسلحة، على الهجوم الأوكراني على روسيا الذي حدث خلال الأيام القليلة الماضية.
وقال سمير فرج في تصريح خاص لـ"بلدنا اليوم" إن عملية الهجوم الأوكراني على روسيا باستخدام الطائرات المُسيّرة لم تكن متوقعة وخرجت عن السيطرة، لافتًا إلى أن العملية استخباراتية بحتة، واستهدفت 5 قواعد جوية في عمق الأراضي الروسية حتى مسافة 4000 كم.
وأضاف سمير فرج، أن العملية استهدفت أكثر من 40 طائرة تم تدميرها بدقة عالية، حيث تم إدخال المُسيّرات في صورة معونات ومساعدات إلى أهل غزة، ثم تم إطلاقها من داخل الشاحنات، موضحًا أن هذه العملية تُعد الأكبر في تاريخ الحرب الروسية الأوكرانية، حيث شاركت فيها 117 طائرة مُسيّرة، وأن هذه العملية استغرقت عامًا ونصف وفقًا للمصادر الأوكرانية.
وأوضح اللواء سمير فرج، مدير الشؤون المعنوية الأسبق، أنه تم الاعتماد على الذكاء الاصطناعي لتعرّف المُسيّرات على أهدافها، حيث إن الفكرة قامت على نقل كبائن خشبية تشبه المنازل الروسية، وتم تجميعها سرًا في مستودعات في منطقة بمقاطعة شيلينا بنك، ثم مع ساعة الصفر قام الأوكرانيون بتجهيز الكبائن ووضع الطائرات المُسيّرة بداخلها، ثم انطلقت الشاحنات إلى مناطق الإطلاق، قرب القواعد الجوية الروسية، مما يبرر عدم اكتشافها بالرادارات أو التعامل معها بوسائل الدفاع الجوي.
وأشار مدير الشؤون المعنوية الأسبق، إلى أنه تم إطلاق آلاف المُسيّرات من خلف أنظمة الدفاع الجوي الروسي، حيث إنه لم يتم استخدام الـGPS في تحديد المواقع، ولكنه اعتمد على الذكاء الاصطناعي، وتم التعرف على الأهداف من خلال الصور المخزنة بداخل الطائرات، مما جعلها تُصيب أهدافها بدقة عالية، منوهًا إلى أن المُسيّرات سيكون لها دور رئيسي في المستقبل، حيث إن هذه الطائرات التي لا تتعدى تكلفتها بضعة آلاف من الدولارات، تؤدي نفس المهام التي تقوم بها طائرات الشبح، والتي تتكلف ملايين الدولارات.
مستقبل الحروب
وتابع اللواء سمير فرج أن العالم سيشهد في الفترة القادمة تطورًا كبيرًا في أسلوب استخدام المُسيّرات، وأساليب التصدي لها من قِبل الدفاعات الجوية، واكتشافها والتعامل معها، معقبًا: العلم والتكنولوجيا هما من سيقود الفكر العسكري في الأعوام القادمة.
