باحث سياسي: ترامب يخشى فقدان شعبيته إذا دخل حربًا مع إيران
أكدت الباحث السياسي هديل عويس، أن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب يدرك تمامًا أن أي خطوة عسكرية مباشرة ضد إيران قد تؤدي إلى خسارة جزء كبير من شعبيته، لا سيما في ظل وجود قاعدة جماهيرية واسعة من الجمهوريين والديمقراطيين التقدميين الرافضين للتورط في حروب خارجية.
وخلال مداخلة هاتفية لها على قناة "القاهرة الإخبارية"، أوضحت عويس أن هناك ترددًا واضحًا في قرار ترامب بشأن الانخراط المباشر في الجبهة الإيرانية، خاصة مع دخول عوامل عديدة ومعقدة على خط القرار السياسي والعسكري الأمريكي.
وأشارت الباحثة إلى أن صعود ترامب السياسي اعتمد منذ البداية على شعار "أمريكا أولًا"، وهو ما جعله يجذب شريحة واسعة من الناخبين الأمريكيين الرافضين للتدخلات العسكرية الخارجية.
وأضافت أن هذا التوجه رسخ قاعدة انتخابية قوية له داخل الحزب الجمهوري، ما يعني أن أي انحراف عن هذا المسار قد يكلفه الكثير على المستوى الشعبي.
وقالت عويس إن ترامب يعلم أن الدخول في مواجهة مباشرة مع إيران سيضعه في تناقض مباشر مع وعوده السابقة التي أكد فيها مرارًا أنه سيبتعد عن سياسات الحروب الطويلة، التي وصفها بأنها استنزاف لثروات أمريكا وأرواح جنودها.
ومن جانب آخر، لفتت الباحثة إلى أن إسرائيل تمكنت مؤخرًا من تحقيق مكاسب استراتيجية ضد إيران دون تدخل أمريكي مباشر، وهو ما يجعل ترامب مترددًا في إعطاء إسرائيل كامل الفضل في أي تطورات مستقبلية، مثل إسقاط النظام الإيراني أو إنهاء البرنامج النووي لطهران.
وفي هذا السياق، قالت عويس: "رغم تهديدات إيران بأن الليلة الماضية ستكون قاسية على إسرائيل، إلا أن عدد الصواريخ التي تم إطلاقها كان محدودًا، وهو ما يعد مؤشرًا على ضعف الرد الإيراني".
وتابعت: "هذا المشهد قد يدفع ترامب إلى التفكير في التدخل بهدف تحقيق مكاسب سياسية، بحيث يظهر أن واشنطن ساهمت بدور فعّال وليس فقط حكومة نتنياهو".
وخلصت إلى أن ترامب يريد أن يسجل لنفسه دورًا فاعلًا في أي تسوية أو تطور قادم، لكنه في ذات الوقت يعلم أن أي قرار بالدخول في حرب سيضعه في مواجهة مباشرة مع قاعدته الشعبية، ما قد يؤثر على طموحاته الانتخابية في المرحلة المقبلة.