خاص
خبير سياسي: الحرب مع إيران الأخطر على إسرائيل وستغيّر شكل المنطقة بالكامل
قال الدكتور مختار غباشي، الخبير السياسي، إن الحرب بين إيران وإسرائيل تُعد الأخطر على الكيان الإسرائيلي، حيث فتحت إسرائيل على نفسها بابًا لن تستطيع إغلاقه، وقد بدأت هذه الحرب بكلمة النهاية، وهي إيران.
وأوضح "غباشي" في تصريح خاص لـ "بلدنا اليوم" أن إسرائيل تعتقد أن اغتيالها لبعض العلماء والقيادات العسكرية الإيرانية، بالإضافة إلى ضربها لبعض المفاعلات النووية، سيقضي على إيران، مؤكدًا أن هذا الاعتقاد غير صحيح. ولأول مرة منذ عام 1948 وحتى الآن، تجد إسرائيل نفسها في حرب أو صراع تُشن على أرضها، ويشهد الوضع نزوحًا من داخل مدنها، حيث يعيش أكثر من مليوني شخص في الأنفاق.
وأشار إلى أن الحرب طالت معهد وايزمان للعلوم في مدينة رحوفوت جنوب تل أبيب، وهو أحد أبرز المراكز البحثية والعلمية في إسرائيل، كما تم تعطيل ميناء حيفا وضرب المدينة ذاتها، وهي تُعد الرئة الاقتصادية للكيان الإسرائيلي. كذلك ضُربت مدينة “بات يام”، وانهار فيها 61 مبنى، تسعة منها تساوت بالأرض، ويوجد إسرائيليون تحت الأنقاض، في مشهد جديد كليًا على إسرائيل، لم تواجه مثله في كل حروبها مع العالم العربي إلا في هذه الحالة.
وأضاف غباشي أن الدول العربية وسط هذه الحرب تبدو تائهة ومفتقدة لهويتها، وتنتظر مصيرها، وهي تُعد أكبر الخاسرين إذا ما تطور الصراع بين الدولتين.
وبيّن غباشي أن الولايات المتحدة الأمريكية لن تتدخل بشكل مباشر في هذه الحرب، رغم دورها الكبير فيما تفعله إسرائيل، لأن أي تدخل مباشر سيعرّض القواعد العسكرية الأمريكية المنتشرة في المنطقة لضربات مباشرة، وهذه القواعد إذا ضُربت، ستؤثر بشدة على الدول التي تحتضنها، ومعظم هذه القواعد – بنسبة 99% – تقع في بلاد عربية، مما يجعل العالم العربي في موقف المترقب، وهو الأضعف والأكثر هشاشة.
وأشار إلى أن الموقف الرسمي للدول العربية يأتي أقل بكثير من المواقف الشعبية، فالشعوب العربية تتابع هذا الصراع عن كثب، وتُبدي تعاطفًا واضحًا مع إيران، إذ لأول مرة يُضرب الكيان الذي يمارس الإجرام، ويشن حرب إبادة، ويمنع الغذاء والدواء عن الشعب الفلسطيني، بصواريخ تستهدف سكانه في أهم مدنه، وتُقهر حياته، وسط عجز عربي وإسلامي ودولي. ولذلك، هناك مراقبة حثيثة وتعاطف شعبي كبير مع إيران، التي كسبت تعاطفًا إسلاميًا واسعًا.
ولفت إلى أن دولة إسلامية سنية مثل باكستان أعلنت دعمها ووقوفها بجانب إيران، وأرسلت رسالة واضحة لإسرائيل مفادها أنه إذا استخدمت السلاح النووي ضد إيران، فستستخدمه هي ضد إسرائيل، على الرغم من أن باكستان دولة سنية وإيران شيعية.
واختتم الدكتور مختار غباشي حديثه بالتأكيد على أن الولايات المتحدة الأمريكية هي الجهة الوحيدة التي تملك “الكلمة السحرية” تجاه إسرائيل، ويستحيل أن تكون إسرائيل قد بدأت هذه الحرب من دون رضا أمريكي، وموافقة أمريكية، ومساعدة لوجستية أمريكية.