«المصري لحماية الحق في الدواء» يكشف كيفية ريادة مصر مستقبلا بمجال اللقاحات (خاص)

احتكار سوق اللقاحات.. تتجه مصر بخطى واضحة نحو توطين صناعة اللقاحات كجزء من استراتيجيتها لتعزيز الأمن الصحي والاكتفاء الذاتي، خاصة في ظل احتياجها إلى نحو 70 مليون جرعة لقاح سنويًا، حيث وقّعت الدولة 21 اتفاقية تعاون مع 10 شركات عالمية متخصصة في مجال إنتاج اللقاحات الحيوية، في محاولة لبناء قاعدة صناعية محلية قادرة على التصنيع والنقل والتوزيع.

وتسعى الدولة من خلال هذه الاتفاقيات إلى إنشاء منظومة إنتاج محلية قادرة على تلبية احتياجات السوق من اللقاحات بشكل منتظم، بدلاً من الاعتماد الكامل على الاستيراد، وتلك الخطوة تهدف إلى تقليل تكاليف الشراء، وضمان توافر الجرعات في الأوقات الحرجة، خاصة مع تزايد الطلب السنوي.

وفي هذا السياق أكد محمود فؤاد، المدير التنفيذي للمركز المصري لحماية الحق في الدواء، أن توطين صناعة اللقاحات يعد مهما جدًا، مشيرًا إلى أن سوق اللقاحات العالمي تهيمن عليه أوروبا والولايات المتحدة، نتيجة ما وصفه بـ"الصراعات التنافسية" التي تشمل الأبعاد التجارية والعسكرية، والتي تلعب دورًا في التحكم في إنتاج وتوزيع اللقاحات.

وأضاف في تصريحات خاصة لـ"بلدنا اليوم": "بعد جائحة كوفيد-19، بدأت الدول تراجع حساباتها وتفكر في توطين صناعة اللقاحات بدلاً من استيرادها بتكلفة مرتفعة، رغم أن تصنيعها المحلي يمكن أن يكون أقل تكلفة على المدى البعيد".

وأوضح فؤاد، أن مصر تمتلك بنية تحتية صناعية قوية في مجال الدواء، لافتًا إلى أنها "أقدم دولة في الشرق الأوسط دخلت مجال صناعة الأدوية، مشيرًا إلى أن الإمكانات الإنشائية والعلمية موجودة، ومصر تتفوق على كثير من الدول في امتلاكها لكوادر علمية مدرّبة ومؤهلة للعمل في هذا المجال.

وأشار إلى أن العائق الأساسي أمام توطين صناعة اللقاحات في مصر هو ضعف التمويل، مضيفًا: "الدولة بدأت مؤخرًا تدرك أهمية هذا الملف وبدأت بالفعل في اتخاذ خطوات نحو التوطين، على أمل أن نتمكن بحلول عام 2030 من إنتاج 50% على الأقل من احتياجاتنا من اللقاحات، سواء كانت مضادة للبكتيريا أو الفيروسات."

وحذر المدير التنفيذي للمركز المصري لحماية الحق في الدواء، من أن ترك ملف اللقاحات في يد الشركات التجارية التي تسعى فقط وراء الربح من خلال تصنيع الأدوية الأعلى ربحية، مشددًا على أن الدولة يجب أن تكون الطرف الرئيسي في هذا القطاع الحيوي، وأن توفر احتياطيًا استراتيجيًا من اللقاحات، مع تنويع الأنواع المنتجة لمواجهة أي أزمة صحية مستقبلية.

وأشار أن العالم قد يواجه أوبئة جديدة في أي وقت، ولذلك يجب أن نكون مستعدين من الآن، وأن نؤمن قدرة ذاتية على التصدي لأي طارئ صحي.