خبير علاقات دولية يؤكد أن الضربات المحتملة للمفاعلات الإيرانية تهدف لتعطيل تحويل التقنية إلى سلاح نووي
أستاذ علاقات دولية: واشنطن تستهدف خنق إيران نوويًا.. وليس تدمير منشآتها

قال الدكتور رامي عاشور، أستاذ العلاقات الدولية، إن الهدف الاستراتيجي للولايات المتحدة الأمريكية من ضرب إيران ليس تجريد طهران من التقنية النووية بحد ذاتها، وإنما تعطيل قدرتها على توظيف التكنولوجيا النووية لتحويلها إلى سلاح نووي.
وأضاف عاشور، في مداخلة عبر قناة «إكسترا نيوز»، أن استخدام الأداة الإعلامية من قبل الإيرانيين يأتي لتعويض ما اعتبروه إخفاقًا في الأبعاد السياسية والأمنية، مشيرًا إلى التناقض الواضح بين تصريحات طهران وصمت واشنطن حيال قدرات المفاعلات النووية الإيرانية.
وأكد أن ضرب المفاعلات النووية سيعطل إجراءات الجمهورية الإسلامية في الوصول إلى الوقود والتخصيب اللازمين لصنع قنبلة نووية، مما يخدم الهدف الأميركي المتمثل في منع الانتشار النووي والحدّ من مخاطر سباق التسلح في الشرق الأوسط.
وأشار الخبير إلى أن الرفض المتكرر لفكرة استهداف المفاعلات في بعض العواصم الغربية لا يعكس تراجعًا عن الرؤية الأميركية، بل هو مناخ سياسي إعلامي يحاول تلطيف الخطاب حول الحظر والضغوط على إيران؛ إذ تركز الولايات المتحدة في الوقائع على المعالجة الأمنية والاقتصادية قبل اللجوء إلى الخيار العسكري.
وأضاف عاشور: «النقاش الآن حول مدى استعداد واشنطن لحماية المنشآت النووية التي قد تعتبرها أهدافًا شرعية إذا تجاوزت طهران سقف التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية»، مشددًا على أن القرار الأميركي مرهون بتصاعد وتيرة البرنامج النووي الإيراني ومدى التزام طهران بالتفتيش الدولي.
من جانبه، تتابع الدول الكبرى بقلق تطورات الملف الإيراني، لا سيما مع تصاعد التوترات في الخليج وتنامي النفوذ الإيراني في سورية واليمن.
وتأتي العقوبات الاقتصادية وتجميد الأصول كأدوات ضغط تسبق أي قرار عسكري، وفقًا لتصريحات دبلوماسيين غربيين.
وفي تطور ميداني، أفاد تقرير حديث للوكالة الدولية للطاقة الذرية بارتفاع مستوى التخصيب في منشأة فوردو، مما يعزز مخاوف أن طهران تقترب من مستوى إنتاج مواد انشطارية تُستخدم في الأسلحة.
ويترقب المجتمع الدولي الخطوات القادمة من البرلمان الإيراني قبل إعادة خفض التزامات طهران بالاتفاق النووي.
وفي الختام، يؤكد خبراء أمنيون أن السيناريو العسكري يبقى خيارًا أخيرًا، لكن قدرة الولايات المتحدة على شل التحولات التقنية في إيران عبر استهداف المفاعلات تعكس استراتيجية مزدوجة: ضمان أمن حلفائها الإقليميين وكبح طموحات طهران النووية بأوسع معنى.