ذكرى ميلاد سميرة خلوصي
ذكرى ميلاد سميرة خلوصي.. نجمة “الوردة البيضاء” التي اختارت الانسحاب في صمت

في مثل هذا اليوم 4 يوليو من كل عام، تعود ذاكرة السينما المصرية إلى واحدة من الوجوه النسائية الرقيقة التي تألقت في بدايات الفن السابع، لكنها اختارت الانسحاب مبكرا بعد أن سطرت اسمها في سجل الكلاسيكيات، إنها الفنانة سميرة خلوصي، التي ولدت في مثل هذا اليوم، وتركت بصمة قصيرة لكنها لامعة في مشوارها الفني، أبرزها بطولتها أمام موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب في فيلم “الوردة البيضاء”.
اكتشاف مبكر وبطولة أمام عبد الوهاب
كانت البداية مبكرة وواعدة حين اكتشفها المخرج الكبير محمد كريم، أحد رواد السينما في مصر، ورشحها مباشرة لبطولة أمام محمد عبد الوهاب في ثاني أفلامه السينمائية “الوردة البيضاء”، الذي عرض عام 1932، الفيلم ضم كوكبة من نجوم الزمن الجميل، من بينهم زكي رستم، سليمان نجيب، ودولت أبيض، وحقق نجاحا مدويا داخل وخارج مصر، حيث وصل صداه إلى فرنسا، وتصدرت إحدى المجلات الفرنسية غلافها بصورة مأخوذة من مشاهد الفيلم.
وظهر اسم سميرة خلوصي على أفيش الفيلم جنبا إلى جنب مع موسيقار الأجيال، وهو أمر نادر لفنانة في بداياتها، ما يعكس الثقة الكبيرة التي وضعها فيها المخرج محمد كريم، والموهبة التي ظهرت بها على الشاشة.
5محطات فقط.. ثم الغياب
ورغم النجاح الكبير الذي حققته في “الوردة البيضاء”، لم تستمر سميرة خلوصي طويلا في مشوارها الفني، واقتصر رصيدها السينمائي على خمسة أفلام فقط، من بينها: عنتر أفندي، نداء القلب، الجيل الجديد، وآخرها فيلم عودة القافلة، الذي شاركت فيه إلى جانب نجوم كبار مثل حسين رياض، محمود المليجي، مختار عثمان، حسن فايق، وحسين صدقي.
وبعد عرض هذا الفيلم، اتخذت سميرة قرارا مفاجئا باعتزال الفن نهائيا، وابتعدت عن الأضواء والشهرة لتتفرغ لحياتها الشخصية، دون أي ظهور إعلامي يذكر.
رغم أن مشوار سميرة خلوصي في السينما لم يتجاوز خمسة أفلام، إلا أن حضورها في فيلم مثل “الوردة البيضاء” جعلها جزءا لا ينسى من تاريخ السينما المصرية، اختارت الصمت والابتعاد، لكنها بقيت في ذاكرة عشاق الزمن الجميل كوجه بريء ونقي، سطع سريعا وانطفا بهدوء، وفي ذكرى ميلادها، يستحق اسمها أن يعاد للواجهة، كواحدة من الأسماء التي لمعت واختارت أن تترك الفن في أوج تألقها.