الالتهاب السحائي يعود للواجهة.. ما حقيقته وكيف نحمي أطفالنا منه؟
تداول نشطاء عبر وسائل التواصل الاجتماعي، أنباءً تفيد بوفاة أربعة أطفال في محافظة المنيا نتيجة الإصابة بالتهاب سحائي، مما أثار حالة من القلق بين المواطنين، وهو ما دفع وزارة الصحة إلى إصدار بيان رسمي نفت فيه تلك المزاعم، مؤكدة أن الوضع الوبائي مستقر، ولا توجد أي حالات إصابة أو تفشٍّ للمرض في المنيا أو غيرها من المحافظات.
وأكدت وزارة الصحة أن فرق الترصد بالمحافظة تابعت الشكاوى ميدانيًا ولم ترصد أي حالات مؤكدة، مشيرة إلى أن ما يتم تداوله لا يستند إلى بيانات طبية موثقة، داعية المواطنين إلى عدم الانسياق وراء الشائعات، والاعتماد على المصادر الرسمية في متابعة الأخبار الصحية.
ما هو الالتهاب السحائي؟
الالتهاب السحائي هو التهاب يصيب الأغشية الواقية المحيطة بالمخ والحبل الشوكي، ويحدث نتيجة عدوى بكتيرية أو فيروسية، وفي بعض الحالات النادرة فطرية أو طفيلية. ويُعد الالتهاب السحائي البكتيري الأكثر خطورة، بينما يُعد الفيروسي أكثر شيوعًا وأقل حدة.
الأعراض التي يجب الحذر منها:
تشمل الأعراض المبكرة:
ارتفاع مفاجئ في درجة الحرارة
صداع شديد ومستمر
تيبس الرقبة وصعوبة الحركة
غثيان وقيء
تشوش في الوعي أو فقدان التركيز
حساسية من الضوء
طفح جلدي في بعض الحالات
تشنجات، خاصة في الأطفال
الأطفال الرُضّع قد يظهر عليهم أعراض غير مباشرة مثل البكاء الحاد، ضعف الرضاعة، أو انتفاخ في منطقة اليافوخ (أعلى الرأس).
كيف ينتقل المرض؟
ينتقل الالتهاب السحائي عن طريق الرذاذ التنفسي أثناء السعال أو العطس، أو من خلال مشاركة الأدوات الشخصية كالأكواب وأدوات الطعام. ويزداد خطر الإصابة في الأماكن المزدحمة مثل المدارس والجامعات والمدن السكنية المغلقة.
من الأكثر عرضة للإصابة؟
الأطفال دون سن الخامسة
المراهقون والشباب في التجمعات الدراسية
كبار السن
أصحاب المناعة الضعيفة
المسافرون إلى مناطق تشهد تفشيًا للمرض
هل هناك تطعيم؟ وما دوره؟
نعم، وتؤكد وزارة الصحة أن التطعيم هو خط الدفاع الأول ضد المرض.
تطلق الوزارة حملات تطعيم مدرسية سنوية باستخدام لقاح السحائي الرباعي (MenACWY).
تشمل هذه الحملات الصفوف الأولى في الابتدائي والإعدادي والثانوي.
التطعيم آمن وفعّال ومعتمد من منظمة الصحة العالمية.
هل هو مرض مميت؟
في حالة الإصابة البكتيرية، قد يؤدي المرض إلى مضاعفات خطيرة مثل فقدان السمع أو مشاكل عصبية، وقد تصل الخطورة إلى الوفاة، خاصة في حال التأخر في التشخيص والعلاج. لكن عند اكتشافه مبكرًا، يمكن علاجه بالمضادات الحيوية داخل المستشفى، وتكون نسبة الشفاء مرتفعة.
أما في حال الإصابة الفيروسية، فتكون الأعراض أخف، وغالبًا ما يشفى المريض دون الحاجة إلى تدخل طبي معقد.
نصائح وقائية للمواطنين
التأكد من حصول الأطفال على التطعيمات المقررة.
غسل اليدين بانتظام.
تجنب مشاركة الأدوات الشخصية.
تهوية الفصول والمنازل جيدًا.
التوجه إلى الطبيب فور ظهور الأعراض.
ورغم خطورة الالتهاب السحائي في بعض حالاته، فإن المرض يمكن الوقاية منه من خلال الوعي، والتطعيم، والتدخل الطبي المبكر.
وتبقى مواجهة الشائعات مسؤولية جماعية، تبدأ من البيت والمدرسة، وتمر عبر الإعلام، وتنتهي بدور الدولة في توفير الرعاية والطمأنة.