بلدنا اليوم
رئيس مجلس الادارة
د/إلهام صلاح
رئيس التحرير
وليد الغمرى

مصطفى الشربيني: منتدى الأمم المتحدة للتنمية المستدامة يدق ناقوس الخطر

الدكتور مصطفى الشربيني
الدكتور مصطفى الشربيني

قال الدكتور مصطفى الشربيني، الخبير الدولي في الاستدامة والمناخ، إن افتتاح فعاليات منتدى السياسات رفيع المستوى للتنمية المستدامة لعام 2025 (HLPF)، الذي تنظمه الأمم المتحدة في نيويورك، حمل رسائل قوية بشأن الحاجة الملحة لتسريع تنفيذ أهداف التنمية المستدامة (SDGs)، لاسيما في ظل التحديات العالمية المتراكمة.

وأضاف الشربيني  أن رسالة المنتدى هذا العام واضحة: "لا مزيد من الأعذار لقد قطعنا نصف الطريق، وحان وقت اتخاذ إجراءات ملموسة تُحدث أثرًا حقيقيًا في حياة الناس وتُنقذ الكوكب". مشيرًا إلى أن المنتدى لا يعد مؤتمرًا نظريًا، بل يمثل لحظة عالمية لمحاسبة الحكومات والمؤسسات على وعودها، واختبارًا للإرادة الجماعية، وفرصة حقيقية لبناء اقتصاد إنساني جديد يقوم على الشراكة والمسئولية.

وأشار الشربيني، الذي يشارك بأربع مبادرات مع المجلس الاقتصادي والاجتماعي للأمم المتحدة، إلى أن هذه المبادرات منشورة على الموقع الرسمي للأمم المتحدة، وتعد سابقة تاريخية لعالم مصري وعربي. وقد ساهمت هذه المبادرات في دعم مسار التنمية المستدامة خلال النصف الأول من المدة الزمنية المخصصة لتحقيق أهدافها.

وأوضح أن أبرز هذه المبادرات تشمل مبادرة سفراء المناخ، التي كانت منارة للشباب والمرأة ومبادرة رواد الحياد الكربوني، التي نشرت ثقافة البصمة الكربونية في مصر والوطن العربي ومبادرة مدققي وخبراء الاستدامة والكربون، والتي أسست لأول مرة لمهنة مدقق البصمة الكربونية في المنطقة ومبادرة سفراء المياه، التي تم إطلاقها مع الأمم المتحدة خلال مؤتمر المياه عام 2023.

وأكد الشربيني أن اليوم الأول من المنتدى كان حافلًا بالرؤى والتوجهات التي تعكس القلق الدولي إزاء التراجع في تنفيذ عدد من أهداف التنمية، خصوصًا ما يتعلق بالصحة، والمساواة بين الجنسين، والنمو الاقتصادي، والحياة البحرية، والشراكات العالمية.

وأضاف أن افتتاح المنتدى لم يكن مجرد مراسم بروتوكولية، بل نداءً إنسانيًا عاجلًا، حيث كشف تقرير أهداف التنمية المستدامة لعام 2025، الصادر في الجلسة الافتتاحية، عن فجوة كبيرة بين الالتزامات والنتائج، مسلطًا الضوء على التراجع في بعض الأهداف بسبب الأزمات المتلاحقة، من تغير المناخ إلى النزاعات، ومن الجائحة إلى أزمات الديون.

ولفت إلى أن مشاركة المجتمع المدني كانت بارزة منذ اليوم الأول، مشيدًا بمداخلة مجموعة النساء التي شددت على أن "بدلًا من تسريع التقدم، نشهد تراجعات مقلقة"، مؤكدًا على أهمية الضغط المدني لدفع الدول إلى تبني سياسات أكثر عدالة وإنصافًا.

وتابع الشربيني: "ما لم تُترجم الخطط إلى تمويل حقيقي، وتُبنى على بيانات دقيقة، ويُعطى فيها دور حقيقي للمجتمع المدني، فإننا نعيد إنتاج نفس الوعود، ونفقد البوصلة ونحن في النصف الأخير من الطريق نحو عام 2030".

كما أشار إلى أن منظمة الصحة العالمية أطلقت خلال الجلسة فعالية محورية حول "تسريع التقدم في الهدف الثالث"، خاصة في ظل تنامي التهديدات الصحية بالمناطق الهشة، داعيًا إلى دمج ملف الصحة النفسية ضمن جميع استراتيجيات الدول نظرًا لتأثيره الكبير على الإنتاج والرفاه المجتمعي.

يُذكر أن منتدى السياسات رفيع المستوى للتنمية المستدامة (HLPF) يعد المنبر الرئيسي للأمم المتحدة لتقييم التقدم العالمي في تنفيذ أجندة 2030 وأهداف التنمية المستدامة (SDGs). ويُعقد سنويًا بمقر الأمم المتحدة في نيويورك، تحت مظلة المجلس الاقتصادي والاجتماعي (ECOSOC)، ويجمع قادة الدول، والوزراء، وخبراء التنمية، والمجتمع المدني، والقطاع الخاص، في حوار عالمي يحدد موقع العالم الحالي وأين يتجه.

ويُعد HLPF المنصة الأهم لمراجعة التقدم المحرز في تنفيذ أهداف التنمية المستدامة الـ17، وتحديد مكامن القصور، حيث تقدم الدول مراجعاتها الوطنية الطوعية (VNRs) لتقييم أدائها أمام المجتمع الدولي بشفافية. كما يمثل المنتدى ملتقى للشراكات، ويتيح تبادل الخبرات بين الدول وتعزيز التعاون مع وكالات الأمم المتحدة والجهات المانحة والمجتمع المدني، كما يرصد التفاوتات بين الدول والمناطق، ويسعى لتجسيد شعار "ألا يُترك أحد خلف الركب"، وهو الشعار المركزي لأجندة 2030.

 

تم نسخ الرابط