مهران: الموساد يدير حملة لتشويه صورة مصر وتحويل الأنظار عن جرائم الاحتلال
أستاذ قانون دولي: التظاهرات ضد مصر منظمة وتخدم أهدافًا استخباراتية إسرائيلية

أكد الدكتور محمد محمود مهران، أستاذ القانون الدولي العام وعضو الجمعيتين الأمريكية والأوروبية للقانون الدولي، أن التظاهرات المنظمة أمام السفارات المصرية ليست ناتجة عن غضب شعبي عفوي، بل جزء من مخطط استخباراتي إسرائيلي مدروس بدقة يهدف إلى تحويل الغضب العربي من جرائم الاحتلال الإسرائيلي إلى الدولة المصرية.
وأوضح مهران، أن إسرائيل تسعى عبر جهاز استخباراتها إلى تشويه صورة مصر الحليف الأقوى لفلسطين، من خلال توجيه الرأي العام العربي والإسلامي للغضب من القاهرة بدلًا من تل أبيب، مستغلين بذلك المعاناة الإنسانية في قطاع غزة لتشويش الوعي العام.
وأشار مهران إلى أن هذه الحملة تأتي ضمن "حرب نفسية" إسرائيلية قديمة تستغل المشاعر القومية والدينية، وتستند إلى ثلاثة محاور رئيسية تتمثل في الإساءة لمصر باعتبارها آخر قوة عربية مؤثرة، وخلق فتنة داخلية تشغل مصر عن دعمها التاريخي للقضية الفلسطينية، وتقديم صورة مغلوطة للمجتمع الدولي بأن الحصار المفروض على غزة مصري وليس إسرائيليًا.
وأوضح الخبير الدولي أن هناك نوعين من المشاركين في هذه التظاهرات: فئة مجندة تتلقى تمويلًا مباشرًا، وأخرى تُعرف بـ"الحمقى المفيدين"، ممن يروجون للرواية الإسرائيلية دون وعي، لافتًا إلى أن كلا الفئتين تنفذان ذات الهدف الذي يخدم مصالح الموساد.
كما حذر مهران من خطورة هذا السيناريو على مستقبل القضية الفلسطينية، مشيرًا إلى أن نجاح إسرائيل في إقناع العالم بأن مصر تحاصر غزة، يمنحها غطاءً قانونيًا ويبعدها عن الاتهامات الدولية بارتكاب جرائم ضد الإنسانية.
وأكد أن هناك غرفة عمليات استخباراتية تدير الحملة بدقة، مستخدمة شعارات موحدة، وتوقيتات متزامنة، وموازنات مالية ضخمة لدعم جيوش إلكترونية تروج للمحتوى التحريضي على منصات التواصل الاجتماعي.
وختم الدكتور مهران تصريحاته بدعوة لليقظة والوعي العربي، مؤكدًا أن مصر تدفع ثمن مواقفها الأخلاقية، بعدما رفضت صفقات التهجير والاستثمارات مقابل التخلي عن دعم فلسطين، وقال: من يريد نصرة فلسطين فليغضب من تل أبيب لا من القاهر.