خاص| غزة في كارثة إنسانية غير مسبوقة: دمار ومجاعة وأمراض بانتظار إعادة الإعمار

تعاني غزة من وضع إنساني كارثي وغير مسبوق جرّاء الصراع المستمر، وتواجه دمارًا كبيرًا في بنيتها التحتية في ظل هذا الوضع المتفاقم، كما تشهد انتشارًا للأمراض وتفشيًا للمجاعة بسبب نقص الغذاء والمياه النظيفة والدواء، نتيجة تعثّر وصول المساعدات الإنسانية وعدم كفايتها، وباتت الأمراض تنتشر بين مختلف فئات الشعب الفلسطيني وتُصيب الجميع دون استثناء.
فغزة اليوم بحاجة إلى وقفة حقيقية للبدء في إعادة إعمارها، وعودة النازحين إلى أماكنهم، للحد من المعاناة المستمرة حتى هذه اللحظة.

خطة إعادة إعمار قطاع غزة.. في مهب الريح

وأكد السفير حسين هريدي مساعد وزير خارجية الأسبق، على أنه من السابق لأوانه أن يتم الحديث عن أي خطة لـ إعادة إعمار في قطاع غزة إلا بعد أن يتم رؤية إلى أي مدى سوف تذهب العملية العسكرية الإسرائيلية الموسعة في القطاع، التي بدأت بالفعل في غزة منذ يومين، وذلك بتوجية نيران الإحتلال على مناطق متفرقة في القطاع بشكل كثيف، بالإضافة إلى بعض الأطراف في خان يونس.

وأشار السفير حسين هريدي في تصريح خاص لـ "بلدنا اليوم" إلى أن المرحلة القادمة في قطاع غزة سوف تكون صعبة جدا، موضحا أن إسرائيل سوف تحقق على أرض الواقع سيطرة أمنية كاملة لها على القطاع، وستعمل على نزع سلاح حركة المقاومة الفلسطينية حماس بالكامل، مؤكدا على أن إسرائيل سوف تقوم بوضع إدارة مدنية فلسطينية  لتدير القطاع ليس لها علاقة بحماس أو بالسلطة الفلسطينية، لافتا إلى أن كل تلك الأهداف أو الشروط من الصعب أن تقبل بها الفصائل الفلسطينية أو السلطة الفلسطينية.

إسرائيل تجعل القطاع بالكامل أرض غير آمنة للفلسطينيين

وأضاف السفير حسين هريدي أن كل النتائج أو التوقعات لن تفيد، وتتوقف على ما ستنتهي به العملية العسكرية، مشيرا إلى أن هدف من أهداف إسرائيل من العملية العسكرية الموسعة في قطاع غزة، هو دفع أعداد كبيرة من المواطنين الفلسطينيين إلى ترك قطاع غزة من خلال جعل القطاع بالكامل غير آمن ولا يوجد مكان للنازحين أن يعيشوا فيه.

وأكد السفير على أن هناك اتصالات يتم إجراءها من الجهات المعنية في إسرائيل مع خمس دول لإستيعاب أكبر عدد من الاهالي المهجرين من قطاع غزة، مشيرا في النهاية إلى أن أي كلام الآن عن إعادة الإعمار لن يكون له محل من العراب لافتا إلى أنه لا يجوز لأي طرف من الأطراف حتى مصر أن تتكلم عن خطة إعادة إعمار في غزة في وسط الاوضاع الحالية والمستقبل الغامض لقرارات إسرائيل التي توضح أنها لن توقف العملية العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة.