بلدنا اليوم
رئيس مجلس الادارة
د/إلهام صلاح
رئيس التحرير
وليد الغمرى

سر الأذانين في صلاة الفجر.. بين سنة النبي واجتهاد المصريين

بلدنا اليوم

يتساءل كثيرون عن السبب وراء وجود أذانين لصلاة الفجر ولماذا تختلف هذه الصلاة عن غيرها من الصلوات اليومية في هذا الجانب، ورغم أن البعض يظن أن الأذان الأول أمر محدث فإن الحقيقة تؤكد أنه سنة نبوية قديمة جاءت لحكمة دقيقة تهدف إلى تنبيه المسلمين واقترابهم من وقت العبادة.

قال الدكتور مجدي عاشور، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية إن الأذان الأول لصلاة الفجر مستحب وليس إلزاميًا، والغرض منه إيقاظ الناس من نومهم وتنبيههم لوقت السحور أو قيام الليل، أما الأذان الثاني فهو العلامة الحقيقية على دخول وقت الصلاة.

واستشهد بحديث النبي «إن بلالًا ينادي بليل، فكلوا واشربوا حتى يُنادي ابن أم مكتوم»،
مبينًا أن بلالًا رضي الله عنه كان يؤذن قبل الفجر، بينما كان ابن أم مكتوم يؤذن بعد طلوعه، إعلانًا لبداية وقت الصلاة.

اجتهاد المصريين في التثويب

أوضح عاشور أن المصريين أبدعوا في تطبيق هذه السُّنّة حين استبدلوا الأذان الأول بما عرف بالتثويب، وهي عبارة الصلاة خير من النوم التي تقال قبل الفجر، مؤكدًا أنها ليست بدعة، بل جاءت تعبيرًا عن فهمهم لمقصد الأذان الأول في تنبيه الناس قبل دخول الوقت.

تفسير دار الإفتاء للأذانين

أكدت دار الإفتاء المصرية أن الأذان شرع في الأصل للإعلام بدخول الوقت، إلا أن صلاة الفجر استثنيت لجواز الأذان لها قبل دخول الوقت، لخصوصيتها بين الصلوات، واستشهدت الدار بالأحاديث الصحيحة التي وردت في الصحيحين عن النبي ومؤذنيه بلال وابن أم مكتوم.

وذكرت أن الفقهاء من المذاهب الأربعة أجمعوا على مشروعية الأذان الأول للفجر، موضحة أن الحنفية أجازوه قبل الوقت بشرط أن يُعاد بعده في وقته، والمالكية استحبوه في آخر الليل، بسدس الليل الأخير، والشافعية عدّوه سُنّة، وأنه إن لم يوجد سوى مؤذن واحد فليؤذن مرتين، والحنابلة أجازوا الأذان بعد منتصف الليل، لتأهب النائمين وتهيئتهم للصلاة.

تم نسخ الرابط