مستوحى من أفلام الرعب.. طفل ينهي حياة زميله ويقطعه إلى أشلاء بالإسماعيلية

في حي هادئ من أحياء الإسماعيلية، حيث يلعب الأطفال في الشوارع ويتوجهون إلى مدارسهم كل صباح، تحول منزل متواضع إلى مسرح لكابوس لم يتخيله أحد.
كانت الشمس تغرب يوم الأحد 12 أكتوبر 2025، عندما خرج التلميذ "محمد أ. م"، البالغ 12 عامًا، من مدرسته الإعدادية دون أن يعود إلى المنزل أبدًا.
بدأ كيوم عادي وانتهى بجريمة هزت أركان المجتمع، حيث أقدم زميله “يوسف أ”، البالغ 13 عامًا، على قتله بطريقة بشعة، مستوحى من مشاهد عنف في ألعاب الفيديو وأفلام أجنبية، قبل أن يقطع جثته بمنشار كهربائي ويخفي أشلاءها في أكياس سوداء متناثرة في أرجاء المدينة.
بداية الظلام
غياب يتحول إلى كابوس أسري في منزل أسرة محمد بحي الشيخ زايد، كانت الأم تنتظر ابنها كالمعتاد، تحمل له وجبة العشاء المفضلة لديه، لكن الساعات مرت دون أثر، فتحول القلق إلى هلع.
"خرج من المدرسة ولم يعد، اعتقدنا أنه يلعب مع أصدقائه كعادته"، روت والدته في تصريح مؤثر للصحفيين أمام منزلها، وعيناها مليئتان بالدموع.
وسرعان ما توجه والده أحمد محمد مصطفى إلى قسم شرطة الإسماعيلية، حيث حرر محضرًا بتغيب الطفل في الساعات الأولى من مساء ذلك اليوم، كانت البداية تبدو كقضية فقدان عادية، لكن الليالي اللاحقة كشفت عن حقيقة أكثر رعبًا.
في اليوم التالي، 13 أكتوبر، بدأت أجهزة الأمن في الإسماعيلية حملة بحث مكثفة، تشمل تفقد الشوارع والأحياء المجاورة، كان يوسف، زميل محمد في الصف نفسه، يحضر إلى المدرسة كالمعتاد، يبتسم ويلعب مع أصدقائه، دون أن يثير الشكوك.
لم يكن أحد يعلم أن الجريمة وقعت بالفعل في شقة والده النجار، حيث غاب الأب عن المنزل معظم اليوم كعادته في عمله.
الاستدراج والضربة القاضية
لحظات الخيانة وفقًا لاعترافات يوسف أمام النيابة العامة، كانت الجريمة ناتجة عن مشاجرة بسيطة بين الطفلين في المدرسة، تحولت إلى غضب مكبوت.
"استدرجته إلى منزلي بعد الدرس، قلت له إن لدي لعبة جديدة"، اعترف الطفل بهدوء مخيف، وفقًا لمصادر التحقيق.
في غرفة الشقة الخالية، انفجر الغضب استخدم يوسف "شاكوشًا" – مطرقة ثقيلة كان يستخدمها والده في عمله – ليضرب زميله على الرأس مرات عديدة، حتى سقط محمد أرضًا فاقد الوعي وفارق الحياة.
ويقول الخبير النفسي عبد العظيم الخضراوي، إن اللحظة الحاسمة كانت تأثير الإعلام العنيف، كان المتهم يشاهد مسلسلات وألعاب فيديو عنيفة، ويتخيل نفسه بطل فيلم 'ديكستر'، حيث يقطع الجثث لإخفائها".
وأكد الدكتور استشاري الطب النفسي أن الطفل، الذي يعيش مع أبيه فقط في ظروف أسرية غير مستقرة، فقد الاحتواء العاطفي، مما دفع عقل الطفل إلى تقليد ما رآه على الشاشة دون إدراك لعواقبه.
التقطيع والتخلص
منشار يحول الطفولة إلى رعب، مع تأكد يوسف من موت صديقه، لم يتوقف الأمر عند القتل، مستغلًا غياب والده، أحضر المنشار الكهربائي من أدوات العمل، وشرع في عملية تقطيع الجثة إلى ستة أجزاء رئيسية.
كان يفكر في كيفية إخفاء الجثة، فوضع الأشلاء في أكياس سوداء ونقلهم على مراحل في حقيبته المدرسية.
ألقى أربعة أجزاء قرب بحيرة مول كارفور الشهير، واثنين آخرين داخل مبنى مهجور مجاور، محاولًا محو آثار الجريمة كما في الأفلام، استغرق الأمر ساعات، وفي كل مرة كان يعود إلى المنزل ليكمل المهمة، دون أن يلاحظ أحد.
لكن القدر كشف السر، في 16 أكتوبر، عثر عمال النظافة على حقيبة مدرسية مشبوهة خلف المول، مليئة بأشلاء طفل، مما أثار حالة من الذعر العام.
الكشف والاعتراف
مطاردة الشبح اندلعت حملة بحث أمنية واسعة، شملت تفتيش المنازل والمدارس، وسرعان ما وقعت الشبهات على يوسف، الذي كان يتصرف بغرابة في المدرسة، وبعد استجوابه، انهار واعترف بكل التفاصيل أمام والده الذي انهار بدوره باكيًا.
وأكد تقرير الطب الشرعي أن الوفاة ناتجة عن صدمات الرأس، وأُذن بدفن الجثة بعد التشريح، حيث أقيمت جنازة محمد بحضور مئات المعزين في دار الشيخ زايد، وسط هتافات "ناري مش هتبرّد" من والدته الثكلى، التي طالبت بـ"إعدام كل من شارك في هذه الجريمة الشنعاء".