بلدنا اليوم
رئيس مجلس الادارة
د/إلهام صلاح
رئيس التحرير
وليد الغمرى

مجازر الفاشر.. دماء الأبرياء تفضح فظائع ميليشيا الدعم السريع في دارفور

بلدنا اليوم

تتوالى يومًا بعد يوم الأدلة المروعة على الفظائع التي ارتكبتها ولا تزال ترتكبها ميليشيا الدعم السريع في مدينة الفاشر، عاصمة شمال دارفور غربي السودان. وتشير تقارير دولية إلى تنفيذ عمليات إعدام جماعي بحق مئات المدنيين، بينما كشفت صور الأقمار الصناعية عن وجود عشرات الجثث والمركبات المحترقة في أنحاء المدينة.

 

حصار خانق وسقوط استراتيجي

 

طيلة ثمانية عشر شهرًا، فرضت ميليشيا الدعم السريع حصارًا مشددًا على الفاشر، وأقامت ساترًا ترابيًا حولها لمنع دخول الإمدادات أو خروج السكان. 

 

وتُعد المدينة آخر معاقل الجيش السوداني في إقليم دارفور، ما جعل سقوطها المحتمل بمثابة إحكام السيطرة الكاملة على ولايات الإقليم الخمس.

 

جرائم بدوافع عرقية

 

وبحسب صحيفة ذا غارديان البريطانية، نفذت الميليشيات إعدامات جماعية لأكثر من ألفي مدني سوداني بدوافع عرقية، في مشاهد وثقتها مقاطع فيديو نشرها المقاتلون أنفسهم، تُظهر جثثًا ملقاة إلى جوار سيارات محترقة.

 

وفي هذا السياق، دعت الأمم المتحدة إلى السماح لما يقدر بـ 250 ألف مدني محاصرين داخل المدينة بمغادرتها فورًا، ووقف إطلاق النار، محذرة من تصعيد خطير في الصراع. 

 

وقال الأمين العام أنطونيو غوتيريش إن ما يحدث في الفاشر يمثل «تصعيدًا مروعًا» وإن مستوى المعاناة الإنسانية في السودان «بلغ حدًّا لا يُطاق».

 

تطهير عرقي ممنهج

 

من جانبه، كشف مختبر الأبحاث الإنسانية بجامعة ييل، الذي يتابع الحرب عبر صور الأقمار الصناعية ومصادر مفتوحة، عن أدلة متطابقة مع عمليات قتل جماعي وتهجير قسري.

 

 وأكد أن المدينة تشهد تطهيرًا عرقيًا منظمًا يستهدف مجتمعات الفور والزغاوة والبرتي، عبر القتل المباشر والاقتحامات من منزل إلى آخر.

 

الأقمار الصناعية توثق الكارثة

 

وأظهرت صور الأقمار الصناعية جثثًا متناثرة في مناطق مختلفة، وتغيرًا واضحًا في لون التربة إلى الأحمر نتيجة الدماء، في مشهد قال الخبراء إنه يذكّر بالساعات الأولى من الإبادة الجماعية في رواندا. 

 

أكدت التقارير أن الفاشر لا تزال في بداية موجة جديدة من العنف الدموي.

 

نزوح واسع ومعاناة إنسانية

 

ووفق تقديرات الأمم المتحدة، فرّ أكثر من مليون شخص من المدينة منذ اندلاع القتال، بينما لا يزال نحو 260 ألف مدني، نصفهم من الأطفال، عالقين داخلها دون غذاء أو دواء. وأفاد شهود بأن بعض السكان اضطروا إلى أكل علف الماشية للبقاء على قيد الحياة.

 

شهادات الناجين

 

وفي تصريحات لـ بي بي سي، قالت جاكلين ويلما بارليفليت، رئيسة مكتب المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في السودان، إن مدينة الطويلة القريبة من الفاشر استقبلت نحو 26 ألف نازح خلال أسبوع واحد، ووصفت شهاداتهم بأنها «مروّعة».


وأكد الفارّون من المدينة أن الميليشيات تنفذ عمليات قتل عشوائية واعتقالات وتصفيات على أساس عرقي وسياسي، وأن كثيرين ممن حاولوا الهرب قُتلوا بدم بارد في الطريق.

 

 

الفاشر.. قلب دارفور ومعبر المساعدات

 

 

تقع الفاشر على بعد 800 كيلومتر غرب الخرطوم وقرابة 195 كيلومترًا من نيالا، وتعد مركزًا تجاريًا محوريًا في دارفور، كما تشكّل بوابة رئيسية لقوافل المساعدات الإنسانية القادمة من بورتسودان. 

 

 

وتضم المدينة نسيجًا متنوعًا من المكونات القبلية، أبرزها الزغاوة والفور والمساليت، بينما تتركز القبائل ذات الأصول العربية في جنوب دارفور.

تم نسخ الرابط