المتحف المصري الكبير يبهر عيون العالم.. بماذا وصفته الصحف الدولية؟
احتفت عدد من وسائل الإعلام العالمية بافتتاح المتحف المصري الكبير، معتبرة أن هذا الافتتاح يمثل حدثًا ثقافيًا استثنائيًا طال انتظاره، ويجسد عودة مصر إلى صدارة المشهد الحضاري العالمي.
وتناولت كبريات الصحف ووسائل الإعلام الدولية الافتتاح بوصفه إنجازًا فريدًا يربط بين الماضي العريق والطموح المعاصر، بعد عقدين من العمل المتواصل على المشروع الأضخم في تاريخ المتاحف الحديثة.
من جانبها، قالت صحيفة “ذا غارديان” البريطانية إن افتتاح المتحف المصري الكبير يمثل تتويجًا لمسيرة بناء استمرت أكثر من عشرين عامًا وتكلفت نحو مليار دولار، مشيرةً إلى أن المشروع يُعد الأضخم في العالم المخصص لحضارة واحدة.
وأضافت الصحيفة أن موقع المتحف المطل على أهرامات الجيزة يجعله جزءًا من المشهد التاريخي لمصر القديمة، حيث يمتد محور بصري يربط واجهته بقمم الأهرامات.
وذكرت الصحيفة أن المتحف يضم تمثال رمسيس الثاني الضخم الذي يستقبل الزوار منذ دخولهم للمتحف، إلى جانب أكثر من خمسين ألف قطعة أثرية تُعرض بطريقة تتيح “تجربة متحفية حديثة توازن بين العلم والإبهار البصري”، بتعبير الصحيفة.
أما صحيفة “ذا إندبندنت” البريطانية فقد ركزت على البعد السياحي والثقافي للمتحف، ووصفت افتتاحه بأنه لحظة انتظرها المصريون والعالم بأسره.
وأشارت الصحيفة إلى أن المتحف سيعيد رسم خريطة السياحة في القاهرة بفضل موقعه القريب من أهرامات الجيزة وتجربته المتكاملة التي تبدأ من قاعات العرض العملاقة وتنتهي في المساحات المفتوحة والمطاعم والمحال الثقافية.
واعتبرت الصحيفة أن مصر تستعيد بهذا الافتتاح ثقتها في تقديم ماضيها للعالم بلغة المستقبل، مؤكدة أن التصميم المعماري للمتحف المصري الكبير يروي قصة الحضارة المصرية بطريقة تفاعلية غير مسبوقة.
وقالت وكالة “أسوشييتد برس” الأمريكية (AP) إن المتحف يمثل إنجازًا وطنيًا ضخمًا طال انتظاره، مشيرة إلى أنه أكبر متحف في العالم مخصص لحضارة واحدة.
وأوضحت الوكالة، أن حفل الافتتاح شهد حضورًا واسعًا من مسؤولين أجانب وشخصيات ثقافية، معتبرة أن المشروع يُجسد طموح مصر في تحويل التراث الفرعوني إلى مصدر دائم للجذب والاعتزاز.
وأضاف التقرير أن المتحف يضم مجموعة توت عنخ آمون كاملة لأول مرة، ما يمنح الزائرين فرصة نادرة لرؤية كنوز الملك الفتى مجتمعة في مكان واحد.
المتحف المصري الكبير وإحياء علاقة المصريين بحضارتهم
وعلى ذات المنوال، قالت شبكة “ABC News” الأمريكية، إن الافتتاح لا يرمز فقط إلى عرض الآثار، بل إلى إحياء علاقة المصريين بحضارتهم.
وذكرت الشبكة الأمريكية في تقرير لها أن المتحف صُمم ليكون جسرًا بين التاريخ والحداثة، مشيرة إلى أن المشروع يعكس رؤية مصر لتقديم تراثها بوصفه جزءًا من هويتها الوطنية المعاصرة.
ونقلت شبكة “ABC” اقتباسات لمسؤولين مصريين حول المتحف تقول: “إن المتحف المصري الكبير رسالة من مصر إلى العالم مفادها: ماضينا لا يزال حيًّا، ومستقبلنا ينبع منه”.
أما شبكة “PBS NewsHour” فتطرقت إلى خلفية المشروع وتحدياته، مشيرة إلى أن المتحف مر بمحطات تأجيل متكررة منذ بداياته في أوائل الألفية، قبل أن يصبح اليوم حقيقة متجسدة على أرض الواقع.
وذكرت الشبكة أن رحلة البناء الطويلة كانت انعكاسًا للإصرار المصري على تحقيق الحلم، مؤكدة أن الافتتاح يشير إلى مرحلة جديدة في إدارة التراث العالمي.
وأضافت “PBS” أن تصميم عرض الآثار المصرية في المتحف المصري الكبير يتيح رؤية تطور الحضارة المصرية من خلال تسلسل زمني متكامل، ما يمنح الزائرين إحساسًا بالرحلة عبر الزمن.
مصر تجمع بين التراث القديم والحضور الحالي كقوة ثقافية
وبدورها، قالت صحيفة “ذا ناشيونال” الإماراتية الناطقة بالإنجليزية إن افتتاح المتحف المصري الكبير يُظهر كيف تسعى القاهرة إلى الجمع بين تراثها القديم ودورها كقوة ثقافية معاصرة في الشرق الأوسط.
وأشارت الصحيفة إلى أن المشروع يُمثل ركيزة أساسية في استراتيجية مصر لجعل الثقافة محورًا من محاور قوتها الناعمة، مضيفة أن تصميمه يرمز إلى تلاقي التاريخ مع المعاصرة في فضاء واحد.
واعتبرت “ذا ناشيونال” أن المتحف المصري الكبير ليس مجرد مبنى للعرض، بل مؤسسة للحوار الحضاري.
أما شبكة “CBS News” الأمريكية فقد وصفت المتحف بأنه أشبه بمدينة متحفية مستقلة تضم مسارح ومكتبات وقاعات تعليمية، مشيرة إلى أن هدفه يتجاوز جمع الآثار إلى خلق بيئة تفاعلية تربط بين الزائر والقطعة الأثرية.
وأضافت “CBS News” أن مصر تعيد من خلاله تقديم نفسها للعالم في صورة جديدة تجمع بين الإرث الفرعوني والرؤية الحديثة لإدارة الثقافة. وأشارت إلى أن قاعات العرض تستفيد من تقنيات الإضاءة والوسائط الرقمية لتجسيد الحياة اليومية في مصر القديمة.
المتحف المصري الكبير رمز لاستقرار مصر الثقافي
ووصفت لشبكة “CTV News” الكندية، جاء أن المتحف المصري الكبير أصبح بعد سنوات الانتظار واقعًا ملموسًا يغيّر ملامح القاهرة، معتبرةً أن المشروع يتوقع أن يجذب ملايين الزوار سنويًا، وأنه يُعد رمزًا لاستقرار مصر الثقافي وقدرتها على الحفاظ على تراثها رغم كل التحديات.
ولفت تقرير “CTV News” إلى أن المتحف يمثل استثمارًا استراتيجيًا في الاقتصاد الثقافي، مؤكدة أنه سيسهم في تعزيز صورة مصر كمقصد عالمي للسياحة الثقافية.
أكثر من مجرد متحف
وقالت قناة “RTE” الإيرلندية في تغطيتها إن الافتتاح الذي طال انتظاره يعيد تعريف العلاقة بين المصريين وتاريخهم، مضيفة أن المتحف يقف كصرح من الضوء والرؤية، يجمع الماضي والحاضر في لحظة واحدة.
وأشارت “RTE” إلى أن الهيكل المعماري الفخم يعكس فلسفة الانفتاح، فواجهاته الزجاجية تسمح بدخول الضوء الطبيعي ليغمر الآثار في مشهد مهيب.
أخيرًا وليس آخر، وصفت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية المتحف المصري الكبير بأنه ليس مجرد متحف آخر، بل تجربة إنسانية تعيد تعريف معنى الذاكرة.
وأضافت “واشنطن بوست” أن المشروع يضع مصر في صدارة الجهود العالمية لحماية التراث، مشيرة إلى أن افتتاحه يمثل لحظة نادرة يتلاقى فيها الجمال بالسياسة والهوية الوطنية.
واعتبرت صحيفة “واشنطن بوست” أن المتحف سيغدو علامة فاصلة في علاقة العالم بالحضارة المصرية، مؤكدة أن “القاهرة نجحت أخيرًا في تقديم أعظم قصة عرفها التاريخ... بلغتها الخاصة”.



