مهنة تواجه الزمن.. حكاية الثمانيني بدري جاد آخر مكربلاتي في قرى الغنايم

تُعد مهنة المقرقراتي او المكربلاتي الذي يعمل في مهنة تنظيف الحبوب يدويًا من الشوائب من المهن القديمة في محافظة أسيوط، والتي أصبحت تواجه شبح الاندثار بعدما أصبح الذين يعملون فيها من كبار السن  واعدادهم محدودة.

بدري جاد موسي من قرية المشايعة التابعة لمركز الغنايم في محافظة أسيوط، واحدًا من ضمن كبار السن الذي مازال يحافظ علي تلك المهنة بادواته اليدوية البسيطة والتي يتجول بها بين المنازل والقري للعمل في نظافة الحبوب والغلال وخصوصا بعد مواسم الحصاد.

"بلدنا اليوم" ألتقت بالعم بدري جاد الذي يعمل في تلك المهنة في التقرير التالي:

يقول بدري جاد، إنه يبلغ من العمر 80 عامًا وورث تلك المهنة من والده وتعلمها منذ كان طفل صغير يبلغ من العمر 10 سنوات ومازال يعمل بها علي مدار 70 عامًا حتي أصبح رجل مسن يتحرك بصعوبة في الوقت الذي أصبح شبح الاندثار يهدد تلك المهنة لأن قريتي بالكامل لا يوجد احد غيري يعمل في تلك المهنة الشاقة التي تحتاج إلي صبر كبير وفي الفترة الأخيرة علمتها لاحد ابنائي لكي يفيد المزارعين من بعدي لأن بدونه المهنة قد تكون اندثرت.

وتابع: أنه لديه 9 من الأبناء 6 اولاد و3 بنات جميعهم تعليم عالي ومعظمهم موظفين ومن هذه المهنة الشاقة نجحت في تلبية متطلباتهم وتعليمهم وتوفير احتياجاتهم حتي تجوزوا وكل واحد فيهم له أسرة خاصة وكل الناس بالقرية تعلم كم التعب والكفاح الذي تحملته في هذه المهنة لكي اربي ابنائي من الفلوس الحلال لان تلك المهنة شاقة وتحتاج إلي صبر كبير.

وأوضح بدري أن مهنتي تتركز علي استخدام كرابيل مختلفة الاحجام والاشكال واقوم بتنظيف الغلال من جميع الحصي والتراب من خلال الهز في اتجاه عكسي للرياح وهذه  المهنة تحتاج شقي وتركيز كبير لان بفصل الغلال عن التراب والحصي وحتي مع وجود ماكينات الدراسة الحديثة مازال المزارع يحتاج إلي تنظيف الغلال حتي تكون جودتها عالية.

وأشار جاد أن قديما كان النورد والدراس يدوي وكانت العمل في هذه المهنة شاق لان كل المحصول يتم تنظيفه يدويا وكل حنطة لها غربال معين يستخدم في النظافة وكانت معظمها لحبوب  العدس والحمص والفول والاجرة كانت في الماضي ليس أموال بل كنت احصل علي الحبوب مقابل العمل في القري المختلفة .