بلدنا اليوم
رئيس مجلس الادارة
د/إلهام صلاح
رئيس التحرير
وليد الغمرى

بين العفو عن نتنياهو والمرحلة الثانية بغزة.. الخطة الأمريكية على المحك (خاص)

نتنياهو - ترامب
نتنياهو - ترامب

في ظل تصاعد الجدل السياسي في إسرائيل بين مؤيد ومعارض حول طلب العفو الرئاسي عن رئيس الوزراء الإسرائيلي «بنيامين نتنياهو» والذي سيحدد قبوله أو رفضه سياسة إسرائيل القادمة داخليا وخارجيا.

ومع اقتراب تسلمها جثمان آخر أسير لها في قطاع غزة، تبرز تساؤلات عديدة حول قدرة الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب» على إلزام نتنياهو بالانتقال للمرحلة الثانية وفقا لقرار مجلس الأمن بشأن الخطة الأمريكية للسلام في غزة، ومصير مقاتلي حماس العالقين بأنفاق رفح، وما هي المرحلة المقبلة؟

حسن: الدول الضامنة في اختبار حقيقي لفرض الانتقال للمرحلة الثانية

قال السفير «رخا أحمد حسن»، مساعد وزير الخارجية الأسبق: “جاء تدخل الرئيس ترامب بدعوة نظيره الإسرائيلي للعفو عن نتنياهو لخشيته من اقتراب صدور حكم بسجنه بعد محاكمة امتدت لأسابيع، ومع رفض المعارضة الإسرائيلية للتدخل الأمريكي وما تبعه من تقديم نتيناهو طلب عفو رسمي لرئيس إسرائيل، يظل قبول هذا العفو أمرا معقدا من الناحية القانونية في إسرائيل”.

السفير رخا أحمد حسن - مساعد وزير الخارجية الأسبق
السفير رخا أحمد حسن - مساعد وزير الخارجية الأسبق

وأوضح أنه طبقا لإجراءات طلب العفو المتبعة لابد أن يعترف نتنياهو بجرائمه ما سيؤدي لخروجه نهائيا من العمل السياسي ومن ثم استقالة حكومته، مشيرا إلى احتمال أن يتم اتخاذ إجراء استثنائي كسابقة أولى لتخطي تلك المسألة “تذرعا بظروف الحرب الاستثنائية التي تمر بها إسرائيل”.

وأضاف حسن في تصريح خاص لـ «بلدنا اليوم»: "يسعى نتنياهو حاليا لإفشال الخطة الأمريكية للسلام بجانب سعيه لنيل عفو رئاسي وإنهاء محاكمته، مشيرا إلى مسؤوليته عن انتهاكات الجيش الإسرائيلي المتواصلة لاتفاق وقف إطلاق النار, حيث يهدم منازل ويضم مناطق جديدة شرق الخط الأصفر، كما أن حكومته لم تلتزم بإدخال 600 شاحنة مساعدات يومية لغزة واكتفت بأقل من 200، إلى جانب رفضها الانتقال للمرحلة الثانية".

تغطية سياسية 

وتابع: يتوقف التزام إسرائيل بالانتقال للمرحلة الثانية بعد تسلمها آخر جثمان أسير لها على دور الدول الضامنة في الضغط واتخاذ إجراءات فعالة، لافتا إلى أن الدول الضامنة “لم تتخذ موقف قوي ضد انتهاكات إسرائيل لاتفاق وقف إطلاق النار رغم التزام حماس به”، مؤكدا أن واشنطن تمارس نوعا من “التغطية السياسية على تل أبيب ولا تحاسبها على أى انتهاكات”.

وأكد مساعد وزير الخارجية الأسبق أنه بمجرد استلام إسرائيل لجثة آخر أسراها بغزة لن يبقى لها حجة في تأجيلها الانتقال للمرحلة الثانية، ما سيُضعف موقف ترامب أمام الدول الضامنة ومجلس الأمن إذا استمر التلكؤ الإسرائيلي، ولعل ذلك - حسب تقديره - هو ما دفع ترامب لدعوة نتنياهو لزيارة واشنطن الأيام القادمة.

ويرى حسن أن المرحلة القادمة في قطاع غزة تعتمد على قدرة ترامب على دفع نتنياهو للانتقال للمرحلة الثانية، لافتا إلى أن الأخير قد يرفض ويصر على أن الأولوية ستكون لنزع سلاح حماس، وذلك بالمخالفة لبنود قرار مجلس الأمن الدولي وفقا للخطة الأمريكية والذي يقضي بتسليم سلاح حماس بعد تشكيل قوة الاستقرار الدولية وممارسة مهامها.

الأعور: خروج مقاتلي رفح مرهون بانسحاب الجيش من الخط الأصفر

من جهته، قال الدكتور «على الأعور»، خبير الشؤون الإسرائيلية: “إن خروج بعض مقاتلي حماس العاقين بأنفاق رفح مؤخرا ما أدى لاستهدافهم من جيش الاحتـ ـلال لم يكن إلا بسبب الجوع والظروف المميتة، مشيرا إلى أن مسألة إنقاذهم لم تعد بيد نتنياهو وحده فهو لا يملك القرار حاليا في إسرائيل”.

الدكتور على الأعور - خبير الشؤون الإسرائيلية
الدكتور على الأعور - خبير الشؤون الإسرائيلية

وأوضح أن من يملك القرار الآن ويدير المشهد بإسرائيل هما الوزيران بن غفير وسموتريتش، وقد أكدا مرارا عزمهما تصفية هؤلاء المقاتلين، مشيرا إلى أن المفاوضات لإخراج هؤلاء المقاتلين مستمرة لكن في النهاية لن يستطيع نتنياهو أن يمنحهم ممر آمن.

وأضاف خبير الشؤون لإسرائيلية في تصريح خاص لـ «بلدنا اليوم» أن هناك فرصة لخروج هؤلاء المقاتلين إذا تم الانتقال للمرحلة الثانية وما يتبع ذلك من انسحاب للجيش الإسرائيلي خلف الخط الأصفر وبذلك يمكنهم الخروج، ولعل ذلك السيناريو - حسب تقديره - هو ما دفع حماس لتكثيف البحث عن جثتي آخر رهينتين لإسرائيل في الأيام الماضية للضغط على نتنياهو حتى ينتقل للمرحلة الثانية.

أوضاع معقدة

ويرى الأعور أن الأوضاع لا زالت معقدة جدا في قطاع غزة ولا أحد يتوقع حلولا سريعة، لافتا إلى أن حماس لديها أجندة خاصة إذ تريد الحفاظ على وجودها السياسي في فلسطين وأن تصبح جزءا من السلطة الفلسطينية القادمة، كما أن نتنياهو يصارع للبقاء في الحكومة حتى انتخابات اكتوبر ٢٠٢٦ القادمة، مشيرا إلى وجود قبول أمريكي إسرائيلي لاستمرار وجود حركة حماس سياسيا على الأقل في قطاع غزة.

تم نسخ الرابط