غادة أبو طالب تكتب: يوسف لم يغرق.. مأساة صادمة تهز الضمير الرياضي والمجتمعي
في واقعة مأساوية تدمي القلب وتُشعل الغضب، فقدت مصر طفلًا بريئًا يُدعى "يوسف" أثناء مشاركته في بطولة رياضية داخل حمام سباحة، ليس بسبب سوء الحظ أو قضاء الله وحده، بل نتيجة إهمال فج، واستهتار بالمسؤولية، وغياب للضمير.
ما الذي حدث؟
يوسف، طفل صغير يشارك في بطولة رياضية كغيره من آلاف الأطفال، يحمل طموحًا بريئًا بالحصول على ميدالية، يرغب في أن يفرح ويُفرح، لكن ما لم يكن في الحسبان، أن هذه البطولة ستتحول إلى مشهد وداع.
تم منع والدته من الدخول، تنفيذًا لـ"تعليمات أمنية" أو تنظيمية لا سند لها من العقل أو الإنسانية، ولم يكن معها من يرعى يوسف أو يراقبه أثناء تواجده في مسبح البطولة.
غاب المنقذ... غاب الضمير
يوسف ظل تحت الماء دقائق طويلة دون أن يلحظه أحد لا منقذ لاحظه، لا حكم تنبه، لا مدرب افتقده، ولا مسؤول تحرك. لم يدرك أحد أن هناك طفلًا يلفظ أنفاسه الأخيرة إلا حين وجده طفل آخر، بعد فوات الأوان.
- هل كانت البطولة تستحق روحًا بشرية؟
- هل التنظيم أهم من الأم التي تُمنع من مرافقة ابنها؟
- أين كانت التعليمات التي تضمن سلامة الأطفال؟
- وأين كان المنقذ الذي يُفترض أن تكون عيناه لا تنام؟
لم يمت يوسف فقط… الذي مات فعليًا هو الضمير!
يوسف صرخ تحت الماء، لكن صرخته لم تصل، لأنه لم يكن هناك من يستمع، لم يكن هناك من يشعر، لم يكن هناك من يهتم. لقد مات يوسف، لكن الحقيقة أن من مات أولًا هو "الضمير المؤسسي"، و"الرقابة"، و"الشرف المهني" في حماية الأطفال.
المسؤولية لا تسقط بالتعاطف
هذه الحادثة ليست "قضاء وقدر" فقط، بل سلسلة من القرارات الفاشلة:
- قرار منع الأمهات من الدخول.
- غياب المنقذين أو وجودهم دون تأهيل.
- غياب نظم الإنذار والاستجابة السريعة.
- ضعف الرقابة على حمامات السباحة في البطولات.
- المطلوب الآن ليس الرثاء بل التحقيق والمحاسبة والعقاب.
المطلوب هو إعادة النظر في كل منظومة التنظيم الرياضي للناشئين، والتأكيد على أن الطفل ليس مجرد "رقم" في كشوف المشاركين، بل هو "روح أمانة" يجب أن تُصان بكل الوسائل.
نداء إلى الدولة… إلى وزارة الشباب والرياضة… إلى الاتحادات الرياضية كافة
- احموا أولادنا، لا تجعلوا الرياضة طريقًا للموت.
- وفروا بيئة آمنة حقيقية، لا شعارات جوفاء.
- وافتحوا أبواب المسؤولية، لا تغلقوها خلف مكاتب وهمية.
ختامًا
رحم الله يوسف، وجبر قلب أمه، وألهمها الصبر.
ولن نصمت… حتى لا يكون يوسف الأخير.

