وزير الخارجية يعقد سلسلة لقاءات دبلوماسية على هامش منتدى صير بني ياس

عقد الدكتور بدر عبد العاطي، وزير الخارجية والهجرة وشئون المصريين بالخارج، سلسلة من اللقاءات الدبلوماسية المهمة على هامش مشاركته في منتدى صير بني ياس، تناولت تطورات القضايا الإقليمية، وفي مقدمتها الأوضاع في فلسطين والسودان ولبنان، إلى جانب سبل تعزيز العلاقات الثنائية مع عدد من الدول.

وفي هذا الإطار، التقى وزير الخارجية بالسيدة كلير لوجندر، مستشارة الرئيس الفرنسي لشئون الشرق الأوسط، حيث أكد عمق العلاقات الاستراتيجية التي تجمع مصر وفرنسا، معربًا عن تطلع القاهرة إلى توسيع مجالات التعاون الاقتصادي والتجاري وزيادة الاستثمارات الفرنسية، خاصة في قطاعات الصناعة والنقل والسياحة والثقافة والتعليم. كما رحب بقرب انعقاد الجولة الأولى من الحوار الاستراتيجي بين وزارتي خارجية البلدين.

وتناول اللقاء تطورات القضية الفلسطينية، حيث ثمّن الوزير الموقف الفرنسي الداعم للحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، مستعرضًا الجهود المصرية الرامية إلى تثبيت وقف إطلاق النار في قطاع غزة، ومؤكدًا أهمية تنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 2803، وتسريع تشكيل قوة الاستقرار الدولية، إلى جانب المضي قدمًا في تشكيل لجنة التكنوقراط الفلسطينية لإدارة القطاع، وضمان وصول المساعدات الإنسانية بشكل آمن ومنتظم.

كما ناقش الجانبان الأوضاع في السودان، حيث استعرض الوزير عبد العاطي التحركات المصرية في إطار الآلية الرباعية الهادفة إلى التوصل لوقف إطلاق النار وإطلاق عملية سياسية سودانية شاملة، مجددًا التأكيد على ثوابت الموقف المصري الداعم لوحدة السودان وسلامة أراضيه ومؤسساته الوطنية.

وفي سياق متصل، أطلع وزير الخارجية المسئولة الفرنسية على نتائج زيارته الأخيرة إلى لبنان، مشددًا على موقف مصر الرافض لأي انتهاك لسيادة لبنان، ودعمها الكامل للمؤسسات الوطنية، وضرورة احتواء التصعيد ومنع اتساع دائرة التوتر.

وعلى هامش المنتدى أيضًا، التقى الوزير عبد العاطي بالسيد نيكولاي ملادينوف، المدير العام لأكاديمية أنور قرقاش الدبلوماسية والمنسق الأممي الخاص السابق لعملية السلام في الشرق الأوسط، حيث تبادلا الرؤى بشأن تطورات الأوضاع الإقليمية والجهود الدولية لإنهاء الحرب في غزة واستعادة المسار السياسي. وأكد وزير الخارجية أهمية التنفيذ الكامل لخطة الرئيس الأمريكي للسلام، والانتقال إلى مرحلتها الثانية، مع رفض مصر التام لأي محاولات لتهجير الفلسطينيين من أراضيهم، مشددًا على ضرورة الحفاظ على وحدة الأراضي الفلسطينية ودور وكالة الأونروا.

كما التقى وزير الخارجية بنائب رئيس الوزراء ووزير خارجية باكستان، إسحاق دار، حيث أعرب عن تقدير مصر للعلاقات الوثيقة بين البلدين، وبحثا سبل متابعة مخرجات زيارة الوزير الأخيرة إلى إسلام آباد، لا سيما إعداد خارطة طريق لتعزيز التعاون الثنائي، ودعم الشراكة الاقتصادية، وتكثيف التشاور السياسي.

واختتم الوزير لقاءاته بالاجتماع مع توم فليتشر، وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشئون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ، حيث أكد أن تثبيت وقف إطلاق النار يمثل أولوية أساسية لضمان تدفق المساعدات الإنسانية وبدء جهود التعافي وإعادة الإعمار، مشددًا على الدور المحوري للأمم المتحدة في حماية المدنيين وضمان النفاذ الإنساني، مع التأكيد مجددًا على رفض مصر القاطع لأي مخططات للتهجير.