بلدنا اليوم
رئيس مجلس الادارة
د/إلهام صلاح
رئيس التحرير
وليد الغمرى

روسيا تؤكد: علاقتنا مع إيران ثابتة ولن تتأثر بتطورات التقارب مع واشنطن

وزير الخارجية الروسي
وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف

أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن العلاقات الروسية الإيرانية تمثل إحدى الركائز الأساسية في السياسة الخارجية لموسكو، مشددًا على التزام بلاده بدعم إيران وحقوقها المشروعة، بغضّ النظر عن أي تطورات قد تطرأ على العلاقات بين روسيا والولايات المتحدة، ومؤكدًا أهمية الحوار كسبيل رئيسي لتسوية الأزمات الإقليمية والدولية.

وقال لافروف، في مقابلة مع هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية، إن العلاقات الثنائية بين موسكو وطهران تحظى بأولوية خاصة، وتعكس مستوى متقدمًا من الشراكة الاستراتيجية بين البلدين.

شراكة استراتيجية شاملة

وأشار لافروف إلى دخول معاهدة الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين روسيا وإيران حيّز التنفيذ في أكتوبر الماضي، عقب توقيعها من قبل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الإيراني مسعود بزشكيان، خلال زيارة الرئيس الإيراني إلى موسكو مطلع العام الجاري.

وأوضح أن المعاهدة ترسّخ مبادئ التضامن والدعم المتبادل في القضايا الدولية الأساسية، كما تضع إطارًا عمليًا لتطوير التعاون الثنائي، لا سيما في مجالات الاقتصاد والاستثمار والتجارة، إلى جانب تنفيذ مشروعات كبرى في قطاع البنية التحتية.

أوروبا بؤرة توتر جديدة

وفي معرض رده على تساؤلات بشأن مستقبل النظام الدولي، اعتبر لافروف أن أخطر التحديات الراهنة تتمثل في سياسات الاتحاد الأوروبي، أو ما وصفه بالنخبة الحاكمة في بروكسل، التي تسعى – بحسب قوله – إلى فرض قراراتها على الحكومات الوطنية وتجاهل نتائج الانتخابات والاستفتاءات، ما يعكس افتقار البيروقراطية الأوروبية للشرعية الشعبية.

وأضاف أن أوروبا كانت تاريخيًا مصدرًا لأزمات كبرى، بدءًا من العبودية والحملات الصليبية والاستعمار، وصولًا إلى الحربين العالميتين، معتبرًا أن القارة تعود اليوم لمحاولة فرض إرادتها على الآخرين تحت ذريعة الأزمة الأوكرانية.

غزة والقضية الفلسطينية

وفيما يخص القضية الفلسطينية، شدد لافروف على أن إسرائيل انتهكت عددًا كبيرًا من قرارات مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة، التي تؤكد ضرورة إقامة دولة فلسطينية باعتبارها الأساس لتسوية شاملة في الشرق الأوسط، وتمهيدًا لتطبيع العلاقات بين الدول العربية والإسلامية وإسرائيل.

وأشار إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وحكومته يرفضون بشكل قاطع فكرة إقامة دولة فلسطينية، لافتًا إلى أن خطة السلام التي طرحها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب تواجه اتهامات بانتهاك بنودها من الجانبين، إسرائيل وحركة حماس، ما يثير الشكوك حول إمكانية تنفيذها.

الأزمة الأوكرانية

وبشأن الأزمة الأوكرانية، أكد لافروف أن موسكو تركز على معالجة الأسباب الجذرية للصراع، محذرًا من المخاطر المترتبة على توسع حلف شمال الأطلسي (الناتو) باتجاه الحدود الروسية وضم أراضٍ ذات جذور تاريخية روسية.

كما شدد على دعم روسيا القانوني لإيران في مواجهة أي تهديدات خارجية، موضحًا أن بلاده ترحب بتفهم الولايات المتحدة لموقفها، وأن أي حلول مؤقتة أو استمرار الدعم العسكري لأوكرانيا دون معالجة جذور الأزمة لن يحقق نتائج فعالة أو دائمة.

 

تم نسخ الرابط