بوتين موجها رسالة للغرب: الحل بشروط موسكو
عقد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مؤتمره الصحفي الموسّع، الذي استغرق أكثر من أربع ساعات، وتناول خلاله مسار الحرب في أوكرانيا، محددًا الإطار الذي ترى موسكو أنه يقود إلى تسوية سياسية، إلى جانب توضيح موقف بلاده من علاقتها بالدول الأوروبية.
وشدد خلال حديثه على أن بلاده لم تغلق باب الحل السلمي، مؤكدًا أن موسكو ما زالت مستعدة لإنهاء الصراع عبر تفاهمات قائمة على الأسس التي أعلنها سابقًا في يونيو الماضي بمقر وزارة الخارجية الروسية، مع التركيز على معالجة الأسباب العميقة التي قادت إلى اندلاع الأزمة.
وأوضح الرئيس الروسي أن رؤيته لإنهاء الحرب تتضمن جملة من المطالب، من بينها تخلي أوكرانيا عن مساعي الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي، وانسحاب قواتها من أربع مناطق تعتبرها روسيا ضمن نطاقها، إلى جانب تقليص حجم الجيش الأوكراني، ومنح اللغة الروسية صفة رسمية داخل أوكرانيا.
وجددت السلطات الأوكرانية رفضها القاطع لأي تنازل عن شبه جزيرة القرم ومناطق دونباس وخيرسون وزابوروجيا، التي تعدها موسكو أراضي روسية، كما أشار بوتين إلى ضرورة إجراء انتخابات رئاسية جديدة في أوكرانيا.
وتطرق بوتين إلى الدور الأمريكي، مشيدًا بما وصفه بالمساعي الجادة التي يبذلها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإنهاء الحرب، معتبرًا أن العقبات الأساسية أمام التوصل إلى اتفاق لا تأتي من الجانب الروسي، بل من العواصم الغربية، وعلى رأسها القيادة الأوكرانية والداعمون الأوروبيون لها، بحسب تعبيره.
وفي جزء آخر من المؤتمر، تلقى بوتين سؤالًا بشأن احتمالات اندلاع مواجهة عسكرية بين روسيا والدول الأوروبية، ليؤكد أن موسكو لا تسعى إلى صدام، بل تطالب بعلاقات تقوم على الاحترام المتبادل ومراعاة المصالح المشتركة.
وأضاف أن بلاده لا تعتزم تنفيذ عمليات عسكرية جديدة طالما التزمت الدول الأوروبية باحترام روسيا وتوقفت عن سياسات يعتبرها مهينة، مشيرًا إلى أن توسع حلف الناتو شرقًا كان أحد أبرز مصادر التوتر خلال السنوات الماضية.