تحذير صارم: الجيش الصيني يجري تدريبات عسكرية واسعة حول تايوان
أطلق الجيش الصيني تدريبات عسكرية واسعة النطاق بالذخيرة الحية حول تايوان، مؤكداً أنها تمثل "تحذيراً صارماً" ضد أي محاولات انفصالية أو تدخل خارجي.
حملت عملية الجيش الصيني الاسم الرمزي "مهمة العدالة 2025"، والتي جاءت بعد أقل من أسبوعين من إعلان الولايات المتحدة عن صفقة أسلحة ضخمة مع تايبيه بقيمة 11.1 مليار دولار، الأمر الذي دفع بكين إلى فرض عقوبات على شركات أمريكية كبرى مثل بوينج.
خلفية التصعيد العسكري
شارك في التدريبات، قوات الجيش الصيني والبحرية والقوات الجوية وقوات الصواريخ الصينية، في مشهد عسكري متكامل يهدف إلى إرسال رسالة واضحة بأن بكين لن تتهاون مع أي خطوات نحو استقلال تايوان.
جاءت هذه التحركات كرد مباشر على ما تعتبره الصين استفزازات أمريكية، خاصة بعد إعلان إدارة ترامب عن صفقة الأسلحة الأخيرة.
بدايات تداعيات الأزمة
بدأت الأزمة بين الصين وتايوان في التصاعد بشكل ملحوظ عقب إعلان الولايات المتحدة عن صفقة أسلحة ضخمة مع تايبيه تجاوزت قيمتها 11 مليار دولار، وهو ما اعتبرته بكين تدخلاً مباشراً في شؤونها الداخلية وتهديداً لوحدة أراضيها.
كان هذا الإعلان الشرارة الأولى التي دفعت الصين إلى اتخاذ خطوات تصعيدية، بدءاً من فرض عقوبات على شركات أمريكية كبرى مثل بوينج، وصولاً إلى إطلاق تدريبات عسكرية بالذخيرة الحية حول الجزيرة.
ومع مشاركة الجيش الصيني والبحرية والقوات الجوية وقوات الصواريخ الصينية في هذه المناورات، بدا واضحاً أن الأزمة لم تعد مجرد خلاف سياسي أو دبلوماسي، بل تحولت إلى مواجهة عسكرية رمزية تحمل رسائل قوية للداخل والخارج.
في المقابل، تحركت تايوان سريعاً عبر وزارة دفاعها التي أدانت هذه التدريبات ووصفتها بأنها استفزاز مباشر يهدد الأمن والاستقرار الإقليمي.
وأعلنت قواتها المسلحة حالة التأهب القصوى بعد رصد طائرات وسفن حربية صينية تعمل حول الجزيرة، مؤكدة أن هذه التحركات تمثل تحدياً صارخاً لسيادتها وديمقراطيتها.
ومع هذا التصعيد، دخلت المنطقة مرحلة جديدة من التوتر، حيث باتت الأزمة تحمل أبعاداً جيوسياسية أوسع، تربط بين الصراع الصيني التايواني المباشر وبين التنافس الاستراتيجي المتصاعد بين بكين وواشنطن.
الموقف التايواني ورد الفعل الدولي
من جانبها، أدانت وزارة الدفاع الوطني التايوانية تدريبات الجيش الصيني، ووصفتها بأنها استفزاز مباشر يهدد الأمن والاستقرار الإقليمي.
ونشرت الوزارة تغريدة عبر منصتها الرسمية تضمنت خريطة لتايوان مكتوب عليها “الدفاع الصارم” و“الحرية”، مع إبراز كلمات “السيادة” و“الديمقراطية”، في رسالة تؤكد تمسك الجزيرة بحقها في تقرير مصيرها.
الوضع الميداني حول الجزيرة
أعلنت وزارة الدفاع التايوانية أن قواتها المسلحة في حالة "تأهب قصوى" بعد رصد طائرتين عسكريتين صينيتين و11 سفينة حربية تعمل حول الجزيرة في ساعات الصباح الأولى. هذا الانتشار العسكري يعكس جدية العملية الصينية التي وصفتها قيادة المسرح الشرقي بأنها "إجراء مشروع وضروري لحماية سيادة الصين ووحدتها الوطنية".
أبعاد عملية الجيش الصيني العسكرية
عملية الجيش الصيني التي حملت اسم "مهمة العدالة 2025" ليست مجرد تدريب روتيني، بل تحمل رسائل سياسية وعسكرية متعددة:
- التأكيد على رفض بكين لأي تدخل خارجي في قضية تايوان.
- الرد على صفقات الأسلحة الأمريكية مع تايبيه.
- إظهار جاهزية القوات الصينية في مختلف الفروع العسكرية.
- الضغط على القيادة التايوانية داخلياً وخارجياً.
الخلاصة
تأتي هذه التدريبات العسكرية الصينية حول تايوان في وقت حساس يشهد تصاعداً في التوترات بين بكين وواشنطن، وبين الصين وتايوان.
ومع وصفها بأنها "تحذير صارم"، فإن العملية تحمل دلالات استراتيجية تتجاوز مجرد المناورات العسكرية، لتؤكد أن قضية تايوان ستظل محوراً أساسياً في الصراع الجيوسياسي الآسيوي خلال السنوات المقبلة.



