من رحم الثورة.. سر استبعاد المرأة المصرية من الكيانات السياسية

"المرأة المصرية كانت ولاتزال حالة فريدة تحمل طباعًا خاص، وتحمل بين طياتها البسيطة تفاصيل عظيمة، فذلك الحنان المتدفق الذى يحمل الدفء والأمان، تخالطه قوة إرادة وإصرار، جعلت منها أيقونة متفردة في مسيرة العمل الوطنى والإنسانـى" بهذه الكلمات البسيطة الذي يبدأ بها الرئيس عبد الفتاح السيسي احتفالاته الدائمة بالمراة المصرية، مشيده بعملها وتصرفها الحكيم الذي يصب فى النهائية إلي مصلحة الوطن.
"2017 عام" المرأة المصرية هكذا قال السيسي وطبق بالفعل على الساحة السياسية من خلال تقليدها لبعض المناصب الهامة والممثلة فى المحافظات والوزارت، وذلك لصوت ضمير الأمة والحارس على وجدان الوطن، والعلامات المضيئة فى شتى المجالات والقطاعات، مما يجعل الجميع يدرك بأننا أمه بالفعل ولدت من رحم الإصرار والتحدي والفخر بهذه العزيمة التي لا تلين أبدًَا، والتى نراها دائمًا فى عيون المرأة الثابتة ونفسها المطمئنة.
وبالرغم من ذلك إلا أن نشأة الأحزاب السياسية في مصر من أعرق الحياة الحزبية، ولكن تقلد المرأة لمنصب رئاسة حزب سياسي كبير، أو منصب الرجل الثاني أو حتى في الأمانة العامة يظل لغزا كبيرًا يحتاج إلي تفسير من قبل مجلس النواب، او من بعض السياسين.
فحزب مستقبل وطن، برئاسة المهندس أشرف رشاد، حديث النشأة الذي يعد من الأحزاب التي جاءت من رحم ثورة الثلاثين من يونيو، ترأسه في بدايته القيادى السابق ومؤسسه محمد بدران الذي يلقب بالفتاة المدلل، وفى الانتخابات الأولى التي فاز فيها خليفته المهندس أشرف رشاد، وحتى الآن لم نرَ امرأة تترشح على كرسى الرئاسة وأيضا الأمين العام للحزب دائما ما يكون رجلًا.
وكذلك حزب المصريين الأحرار الذي ولد من رحم ثورة 25 يناير، فأثبت جدارته منذ اللحظة الآولى الذي أتي من خلالها بين مختلف القوى السياسية، ونال استحسان الجميع فتأسس غنيًا وكبيرًا وزعيمًا لأشقائه ومنافسيه من الأحزاب الأخرى.
كما أنه منذ أن جاء الدكتور عصام خليل، رئيس الحزب بعد الثورة، اتسم بقوة تماسكه وصلابته، والانتشار الواسع بين محافظات الجمهورية حتى حصل على أعلى كتلة برلمانية بين كافة الأحزاب السياسية داخل مجلس النواب، فأصبح حزب الأكثرية بداخله إنه "المصريين الأحرار".
أما عن أعرق الأحزاب السياسية، والممتد لقرابة 100 عامًا، والذي أسسه الزعيم الراحل سعد زغلول، رغم عراقته وقدمه، إلا أن كان تواجده رجال فقط، ولم نجد امرأة تترشح على رئاسته، ففى كل المرات تكون المنافسة بين الرجال على كرسى الرئاسة، وأيضا منصب السكرتير العام الرجل الثانى في الحزب يترشح عليه الرجل ليتم اختياره من قبل الهيئة العليا للحزب.
وأوضح الدكتور جهاد عودة، فى تصريح خاص لـ"بلدنا اليوم" إن عام 2018 يشهد تغيب لتقليد المرأة فى المؤسسات السياسية عامة والأحزاب السياسية ومجلس النواب خاصة، لافتًا إلى أن ذلك بالرغم من أن الرئيس عبد الفتاح السيسي يساند ويشيد دائمًا بعمل المرأة المصرية ومشاركتها فى الحياة السياسية وعلى أرض الواقع.
وأوضح "عودة"، فى تصريح خاص لـ"بلدنا اليوم"، أنه منذ أن تقلد المستشار بهاء أبو شقة رئيس حزب الوفد، وأصبحت مشاركة المرأة واضحة داخل الحزب، والدليل على ذلك منح أكثر من امرأة الثقة فى مناصبها فى اللجان الخاصة.
وأشار أستاذ العلوم السياسية بجامعة حلوان، إلى أنه من الممكن أن العام القادم يشهد تغييرًا، وإجراءات فى تقليد المرأة رئاسة الأحزاب، لافتًا إلى أنه من المستحيل أن تصبح رئيسة مجلس النواب، وذلك يرجع إلى أن المنصب يحتاج إلى خلفية قانونية وخبرة وكفاءة، كما أنه لابد أن تكون ذات خبرة قانونية، وتتسم بالصبر.
وأضاف أن مجلس النواب له دور تشريعي ورقابي على الساحات السياسية ولذلك لابد أن تتوافر تلك المواصفات في الرئيس القادم.