بلدنا اليوم
رئيس مجلس الادارة
د/إلهام صلاح
رئيس التحرير
وليد الغمرى

بعد حادثة الدهس.. تاريخ من جرائم النظام الإيراني بحق الأكراد

بلدنا اليوم
كتب : محمد عطايا

في حادثة أظهرت وحشية النظام الإيراني، تسبب سائق شاحنة وقود تابعة للحرس الثوري الإيراني، وفق ما قال ناشطون، في حادث مروع، أسفر عن سقوط قتلى وجرحى في محافظة كردستان إيران التي أعلنت الحداد.

 

وذكر التلفزيون الإيراني أن 11 شخصًا على الأقل قتلوا إثر صدم شاحنة نفط، ليل الثلاثاء، حافلة ركاب في مدينة سنندج، عاصمة محافظة كردستان، التي تقع على بعد نحو 400 كيلومترا غربي طهران.

 

وذكرت السلطات أن الشاحنة كانت تسير بسرعة هائلة خلف الحافلة بعد أن غادرت محطة للحافلات بالمدينة، الأمر الذي تسبب في اشتعال النيران، وفق ما أظهرت لقطات مصورة نشرها ناشطون على مواقع التواصل.

 

تلك الحادثة ألقت الضوء على ما يعانيه الأكراد في إيران من اضطهاد وظلم وقمع في ظل حكم متطرف.

 

بدأت العداوة بين الأكراد وإيران، بعد انقلاب الخميني تعويلاً على أن الأخير سوف يحقق لهم تطلعاتهم في الحكم الذاتي مثلما أوهم كل القوميات الإيرانية غير الفارسية في حينه.

 

وبعد نجاح ما تسمى بالثورة الإسلامية، سادت أجواء الغضب المناطق الكردية في إيران بسبب عدم إتاحة الفرصة لممثلين عن الأكراد للمشاركة في كتابة الدستور الإيراني الجديد. فقد كان عبد الرحمن قاسملو (1930-1989) من أبرز الشخصيات الكردية في ذلك الوقت إلا أن نظام الخميني منع قاسملو من المشاركة في كتابة الدستور.

 

وما بين عامي 1979-1982 اندلعت اشتباكات مسلحة بين الحكومة الإيرانية والأكراد، وكان الحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني بزعامة عبد الرحمن قاسملو والحزب اليساري الكردي “كومه له” طرفين رئيسيين في الصراع. إذ تمركزت عناصر الحزبين الكرديين الإيرانيين في العراق أثناء حرب الخليج الأولى (1980-1988) وكانوا مدعومين من العراق. 

 

وفي عام 1983 تمكنت الحكومة الإيرانية من بسط سيطرتها على معاقل الحزبين، وقامت قوات الحرس الثوري الإيراني المعروفة بالباسدران باعتقال وإعدام الكثيرين من الأكراد في إيران من أعضاء الحزبين المذكورين أو المتعاطفين مع الحزبين.  كما تم أثناء الصراع المسلح بين أكراد إيران والحكومة الإيرانية تدمير ما يقارب 271 قرية كردية.

 

حديثا، كشفت إيران عن وجهها القبيح، بعدما أعدمت في 2016، ما يزيد عن 20 معتقلًا سياسيًا من الأقلية الكردية السنية، ووفق ما ذكر موقع "كوردستان24" أن عدد من نفذ فيهم حكم الإعدام يصل إلى 36 معتقلًا من بينهم الداعية الشهير شهرام أحمدي.

 

اختلفت الأعداد الواردة بحق الإعدامات التي تم تنفيذها، بسبب ممارسة السلطات الإيرانية تعتيم متعمد على هذه القضية، لكن قدّرت جمعيات حقوقية أن عدد الذين تم إعدامهم يتراوح بين 10 و20 شخصًا.

 

اتهمت إيران المعتقلين بالانتماء لجماعة "التوحيد والجهاد" في محافظة كردستان الإيرانية، وقد اتهم الادعاء العام الإيراني الذين أعدموا بارتكاب ما وصفها بـ "جرائم إرهاب ضد الشعب".

 

حادثة الإعدامات الجماعية الأخيرة لنشطاء من الأكراد السنة في إيران بينهم الداعية شهرام أحمدي الذي اعتقل في العام 2009 واتهم بالانتماء لجماعات تكفيرية ، وحكم عليه بالإعدام بسبب نشاطه الدعوي في المساجد السنية الكردية، تفتح ملف الإعدامات المسيسة للأقليات في إيران، فليست هذه الحادثة المنفردة التي تقوم فيها السلطات الإيرانية بسياسة الإعدامات الجماعية.

 

حيث شهد عام 2015 تنفيذ الإعدام بحق 6 نشطاء سنة من الأكراد الإيرانيين، وهم كل من حامد أحمدي وكمال ملائي وجمشید دهقاني وجهانغیر دهقاني وصديق محمدي وهادي حسيني، بتهم لا تختلف كثيرًا عن تهم الداعية شهرام أحمدي ومن أعدموا معه.

تم نسخ الرابط