بلدنا اليوم
رئيس مجلس الادارة
د/إلهام صلاح
رئيس التحرير
وليد الغمرى

بعد العقوبات الأمريكية.. ما نتائج معاملة ”ترامب” القاسية مع إيران؟

بلدنا اليوم
كتب : محمود صلاح

لم تكون مجرد تهديدات أصدرها الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، لكي يخلق بها جدلاً على الساحة العالمية، مع إيران، بل كانت خطة وضعها، في الأيام الماضية، وحذر خلالها من القرارت التي تصدر بشأن إيران في هذه المحاولة، وقد تكون سببًا في توقف مصالح كثيرة في الاقتصاد الإيراني.

 

مساء اليوم الإثنين، أعلنت الولايات المتحدة، إعادة فرض حزمة أولى من العقوبات على إيران على أن تدخل حيز التنفيذ، فجر الثلاثاء، مستهدفة القطاعات المالية والتجارية والصناعية.

 

وسوف تكون الحزمة الثانية منها في نوفمبر المقبل، وتستهدف قطاع النفط، الذي يشكل عصب الاقتصاد الإيراني، على وجه التحديد، حيث أن الحزمة الأولى من العقوبات، التي تأتي في ظل تزايد الاحتجاجات الشعبية في إيران، بيع العملة الأمريكية إلى إيران وتجارة الذهب والمعادن الثمينة.

 

وتعد حزمة العقوبات الأولى استهدفت قطاع السيارات الإيراني والقطاع المصرفي، بما في ذلك التعامل مع الريال الإيراني والسندات الإيرانية، حيث تشمل العقوبات بيع وشراء الحديد والصلب والألمنيوم، وسحب تراخيص صفقات الطائرات التجارية، وكذلك معاقبة القطاع الصناعي الإيراني عموما، بما في ذلك قطاع السجاد الإيراني.

 

وكان مراقبين قالوا إن الحزمة الثانية من العقوبات، التي ستدخل حيز التنفيذ في نوفمبر المقبل، ستكون أشد وأقوى إذ إنها سوف تستهدف قطاع الطاقة على وجه التحديد، وبحسب خطة الإدارة الأمريكية، فإن العقوبات تستهدف الحد من صادرات النفط الإيرانية والوصول بها إلى المستوى "صفر".

كانت العلاقات بين الدولة الأمريكية والإيرانية، قريبة من الإستقرار والتحسن، وخاصة حينما أعلن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، عقد لقاء مع تظيره الإيراني حسن روحاني، للنظر في الخلافات التي بينهما والعمل على تحسينها، وحيث أعلن في البداية عن استعداده للقاء بدوتن شروط، فيما ظهر مايك بومبيو، وزير الخارجية الأمريكي، بعد تصريح الرئيس بساعات، أعلن أن اللقاء سوف يتطلب عدد من الشروط، ما أثار الجدل على الساحة وغضب الدولة الإيرانية، ورفضها تمامًا للمقابلة بوضع شروط عليها، وتغيرت الأحوال من السعي نحو المصالح إلى السعي نحو التهديدات بين الطرفين.

 

ومن الواضح في تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أن الحزمة الأولى من العقوبات سوف تطبق في فجر الثلاثاء غدًا، وإذا تم بالفعل سوف تكون النتائج المترتبة عليها، صعبة للغاية على الدولة الإيرانية، مايهدد اقتصادها تمامًا، وخاصة  في قطاع السيارات حيث ظهر رد فعل المجموعتين الفرنسيتين الكبيرتين لصناعة السيارات "بي.إس.إي" التي تنتج سيارات "بيجو" و"ستروين"، و"رينو" العاملتين في إيران، مختلفة إلى حد ما.

 

وعلى الجانب الأخر قطاع الطائرات الذي يثير جدلًا، في إيران وتعتبر العقود المتعلقة بشراء الطائرات من أكبر العقود التي وقعتها إيران بعد الاتفاق النووي عام 2015، والهدف تحديث أسطولها الجوي التجاري الذي بات قديما للغاية.

 

وتلقت شركة «إيرباص» طلبيات من شركات إيرانية لشراء 100 طائرة، ولم تسلم سوى ثلاث طائرات منها حتى الان، وهي مزودة بأذونات أمريكية لان الشركة تستخدم قطعا مصنعة في الولايات المتحدة في طائراتها، وهناك العديد من القطاعات الأخرى التي تكون من ضمن  المتضررين من القرار الأمريكي.

 

وبعد هذه القرارات الحازمة من الرئيس الأمريكي، اتجاه إيران، يظهر سؤال وهو كيف تتعامل إيران مع العقوبات الأمريكية؟ التعامل قد يكون واضح من الجهه الإيرانية، وهو بعيد المدي عن التعاملات العسكرية، لآن كلا الدولتين يتمتع بقوة هائلة في الجيش، ولكن المرجح أن تتعامل إيران مع أمريكا بفلسفة سياسية، وتهدأت الأمور والتواصل لحل هدأ، أو تعقد القمة التي طلبها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وبالشروط التي يحددها.

تم نسخ الرابط