الوجه الآخر لـ”غاندي”: زعيم الإنسانية «عنصري» كاره للنساء
«يجب ألا تفقدوا الأمل في الإنسانية، إن الإنسانية محيط، وإذا ما كانت بضع قطرات من المحيط قذرة فلا يصبح المحيط بأكمله قذراً»، إنه مهاتما غاندي، اشتهر بين الجميع بأنّه زعيم الإنسانية، ذلك الرجل الهزيل التقي ذو الروح النقية، عُرف بملابسه ناصعة البياض وعصا يده التي اتصفت بالحكمه، فكان هذا الرجل رمزًا لكل ما هو خير، وأقواله يقينّا لا يشكك بها أحد.
«الأسطورة» كما كان يلقّبه أتباعه، هؤلاء الذين جعلوا من صورة غاندي، أشبه بملابسه ناصحة البياض لا يشوبها ولو نقطة سوداء، لكن من الممكن أن تكون الحقيقة صادمة للبعض، فلم يكن غاندي البطل الهمام الذي تحدّثت كتب التاريخ عن إنجازاته ومناداته للحرية، بل كان له وجّها آخر خفيّا بعيدّا فوبيا الخوف من الظلام التي كانت تؤرق نومه إلّا أنّ غاندي أيّضًا كان يمارس العنصرية ضد الأفارقة السود، وضد النساء، ومن بينهم زوجته.
غاندي وممارسته العنصرية ضد السود
عمل غاندي ما يقرب من 20 عامًا في المحاماة، ودافع باستماته عن حقوق الهنود دون البحث عن غيرهم ممن يقطنون معهم في الدولة، بل أنّه لم يكتفِ فقط بعدم البحث عن حق هؤلاء الغير وتحديدًا من أصحاب البشرة السوداء، إلّا أنّه كان يرى أنّهم بالكاد يرتقون إلى مكانة البشر، كما كان يرثَى لحال الهنود ويتألم لمعاناتهم لأن الاحتلال يساوي بينهم وبين أولئك «الهمج» من الأفارقة، حسب تعبيره.
ولم يكتفِ بانتقادهم فقط، بل طالب أيضًا بطردهم من جوهانسبرغ في جنوب إفريقيا، وكان دائمًا ما يستخدم كلمة «كافر» لوصف هؤلاء السود، وهي كلمة يُقصد بها الحَطُّ من قدر ذوي البشرة السمراء وإهانتهم، وليس الإشارة إلى معتقداتهم الدينية المختلفة كما يستخدمها العرب، وعلى لسانه ذكر في حقهم «الكُفار البدائيون الذين لا يعرفون وظيفة سوى الصيد، ويقتصر طموحهم على جمع أكبر عدد من الماشية لشراء زوجة، ثم يُمضون ما بقى من حياتهم عراةً غارقين في الكسل».
وفي عام 1903، نادى غاندي بضرورة هيمنة العِرق الأبيض على السكان في جنوب إفريقيا، وبعدها بخمس سنوات، حين زُجَّ به في السجن، احتجَّ على إيداع المساجين الهنود في زنازين مع الأفارقة بدلًا من البيض.
غاندي يمارس العنصرية ضد النساء
لم يكتفِ غاندي فقط بكره السود من أبناء وطنه، بل كان دائمًا يعبر عن كراهية واحتقار المرأة، فقد حدث في هذه الفترة أن تحرش شاب بفتاتين من أتباعه، فلم يكتف المهاتما بتحميلهما كامل الإثم عمَّا حدث، وإنما عمد بنفسه إلى قص شعرهما حتى يضمن أنهما لن يثيرا شهوة أي رجل مستقبلًا، معتقدًا أن الرجل غير قادر على التحكم في غرائزه، وأن المرأة هي المسؤولة بالتالي عن تحفيز هذه الغرائز، وعليها تحمل النتائج.
كان غاندي يؤمن أن المرأة الحائض روحها مشوهة، وأن السيدة التي تستخدم موانع الحمل هي مجرد عاهرة، وأن الفتاة المُغتصَبة تنازلت عن آدميتها عندما تعرضت لاعتداء مُغتصِبها.
لا يبدو أن غاندي حمل أي احترام لزوجته بوجه عام، فقد كتب عنها لأحد أصدقائه حين كانت تعتني به خلال مرضه، قائلًا إنه لا يقوى على النظر إلى «وجهها الذي يُشبه الوجه الغبي لبقرة»، ربما تعتقد أن هذا التشبيه مقبول لأن البقرة مقدسة في الهندوسية، لكن سوء معامة غاندي لزوجته يتجاوز هذه الإهانة بكثير، فـعندما مرضت كاستوربا بالالتهاب الرئوي ونصحها الأطباء بتناول الأنسولين، رفض المهاتما إعطاءها الدواء لأنه مادة غريبة عن طبيعة جسمها في رأيه، فماتت زوجته بعد فترة تحت تأثير المرض.
غاندي يخاف من الظلام
على لسانه كتب أنّه كان جبانًا، وكان يلازمه الخوف من اللصوص والأشباح والأفاعي، و لم يكن يجرؤ على تخطِّي عتبة الدار ما أن يحل الظلام، فكانت الظلمة بمثابة مصدر رعب بالنسبة له، وكان يستحيل عليه النوم في الظلام، فكان يتخيّل أشباحًا قادمة صوبه من جهة، ولصوصًا من جهة أخرى وأفاعٍ من جهة ثالثة، لذا لم يكن بمقدوره النوم بلا نور في الغرفة.
موضوعات متعلقة
زي النهارده| ذكرى القبض على «غاندي» في مسيرة عمالية بجنوب أفريقيا
الرئيس الأمريكي يضع إكليلا من الزهور على النصب التذكاري لغاندي