ما بين ليلة وضحاها.. «الإمام » يُشطب من قائمة المؤمنين

"آخرة خدمة الغز علقة".. ذلك هو المبدأ الذي يسير عليه البيت الأبيض خطوة تلو الأخرى لتحطيم رموزه؛ فتلك الكلمات التي أثبت صحتها رئيس نادي الزمالك، المستشار مرتضي منصور، بعدما أصدر قرارًا بشطب عضوية "الزملكاوي" حازم إمام، ولعلك وقفت حائرًا وراء المغزى المقصود من العنوان فمَن هو الإمام ومَن هم المؤمنون؟.

 وحتى لا تحتار أكثر من ذلك دعني أوضح لك ما أقصده؛ فالإمام هو حازم إمام صاحب لقب "إمام الموهوبين" الذي أطلقه عليه مشجعو "التالتة يمين" ذات أُمسية كروية؛ أما عن قائمة المؤمنين؛ فهم المنتمون للقلعة البيضاء رغم كل ما يحدث ضدهم ومتخذين "آه يا تيشيرت العمر يا أبيض" شعارًا مصدّقًا في حياتهم فهم رواد الزمالك الذين كتبوا لهم تاريخًا على جدرانه.

إمام الموهوبين هو تاريخ يخجل القلم ألا يسجل فيه اسمه بحروف من الماس بين الكبار وصانعي السعادة في التالتة يمين؛ فأصبح غنوة يتغنى بها الجميع ويشهدون بأخلاقه وموهبته كل محبي الكرة، باختلاف لون الانتماء تحت شعار "أبيض أو أحمر بنحبك يا فنان"، ولم يكن ذلك الحب من فراغ ولكن فضلًا عن احترامه الشديد داخل وخارج الملعب شارك بالفعل في كتابة تاريخ نادي الزمالك.

أخلاق الإمام المتحكم الأول في حياته

"في سعة الأخلاق كنوز الأرزاق".. تلك هي العبارة التي وجدها حازم إمام محفورة على جبين الصخر ذات يوم قبل أن تصبح شعارًا يسير عليه "فنان الشعب" نجم نادي الزمالك ومنتخب مصر الأسبق، ويعد حازم إمام من القلائل الذى أجمعت عليه الجماهير الأهلاوية قبل الزملكاوية.

ودائمًا في الشدائد يظهر معدن الأصدقاء وبذلك تحولت مواقع التواصل الاجتماعي لأشبه ما يقال عنها مظاهرة انقلابية على قرار رئيس نادي الزمالك بشطب عضوية حازم إمام من نادي الزمالك، على خلفية توقيعه على قرار اللجنة الأولمبية بإيقاف رئيس الزمالك لحين التحقيق معه.

اللي رباني زملكاوي وتاريخي محفور

جملة قالها الثعلب الصغير كناية عن نشأته في بيت زملكاوي عريق ينتمون إلى القلعاء البيضاء؛ فتربى على حب الانتماء والكيان وعلى الدفاع عن جدرانه التي تحمل تاريخ عائلة بأكملها، وكان كفيلاً بتحقيق المزيد من الإنجازات التي تكتب له؛ فبين لاعب وعضو مجلس إدارة ومدير للكرة وإعلامي ومهما تعددت المناصب يبقى حب الزمالك محفورًا داخل وجدان القلب.

يحيي الحرية

هو حامي عرين نادي الزمالك، الذي حقق إنجازات عديدة مع الأبيض ومنتخب مصر، وكتب في تاريخه أنه شارك في مباراة فوز فريقه على الأهلي في المباراة الشهيرة بالـ6 بنهائي كأس الأمير فاروق (كأس مصر حاليًا) عام 1944.

ترك وراءه ابنه النجيب الذي تعلم منه حبه الزمالك ليستكمل مشوارًا جديدًا.

كرة شراب تكتب تاريخ حمادة إمام

 "رب صدفة خير من ألف معاد".. تلك هي المقولة التي تنطبق عما حدث قبل دخول حمادة إمام نادي الزمالك.

وحتى تكتمل تلك الصدفة كان يجب اكتمال المشهد بالكامل في أحد شوارع السيدة زينب حيث صنعت مجموعة من الأطفال كرة "شراب"، ومن ثم بدأوا باللعب ليمر من هناك علي أشرف، مدرب الناشئين بالزمالك حينها ويراه فيقرر ضمه.

وفاز حمادة إمام بالدوري في عام 1960 و1964 و1965، وأطلق عليه نجيب المستكاوي لقب "الثعلب" بعد تألقه وقيادته الزمالك للفوز بالدوري موسم 1964-1965.

الثعلب الصغير "ابن الوز عوام"

الإمبراطور الذي تمكّن من إثبات أحقيته بالتواجد داخل كيان الزمالك، ولم يكتفِ من ذلك ولكن اقتنص اللقب من والده وتم اختياره أفضل صانع ألعاب في إفريقيا عام 1996.

واحترف إمام الموهوبين في نادي أودينيزي الإيطالي، قبل أن تؤثر الإصابة على مسيرته الاحترافية التي كانت مهددة بالفشل.

وأسهم حازم في حصول الأبيض على عدة ألقاب، أهمها 3 دوري، ولقبا كأس مصر، ولقبا كأس سوبر مصري، ولقب بطولة دوري أبطال إفريقيا عام 2002، ولقب سوبر إفريقي، بالإضافة للبطولة العربية والسوبر المصري السعودي.

بطولة غالية وهتاف لا ينسى

هتاف أصاب قلبه العاشق لقميص الزمالك؛ فهناك أصوات تعلو قادمة من المكان الذي تغنى به كثيرًا "كفاية يا حازم".

تلك الكلمات كانت كفيلة لجعل الثعلب الصغير أن يكتب نهايته ويعلن الرحيل.

ولكن لأن في المحن والصعب يظهر معدن الأصدقاء، تحدث معه بعض المقربين عن ضرورة الحصول علي بطولة مع الزمالك قبل قرار الاعتزال وختم مشواره في الملاعب بإهداء الزملكاوية بطولة كأس مصر عام 2008.

شعبية كاسحة والنهاية حزينة

 من لاعب أعطى الملاعب كثيرًا جاء الدور على أعضاء الجمعية العمومية للتعبير عن امتنانهم لجهود الثعلب، وكانت المفاجأة غير المتوقعة بعدما أصبح حازم إمام أول عضو مجلس إدارة فى تاريخ الكرة المصرية يحصل على أعلى عدد أصوات فى انتخابات مجالس إدارات الأندية؛ حيث حصل على 17 ألفًا و270 صوتًا من أصل 24 ألف صوت عام 2009.

الزمالك يبكي على مائة عام من عمره

بعد أزمة مرتضى منصور وحازم إمام، يبقى الخاسر الوحيد هو جدران نادي الزمالك تقف باكية وتنظر إلى الماضي؛ فمرتضى منصور لم يشطب حازم إمام ولكن شطب 100 سنة من عمر جدران القلعة البيضاء فهي حكاوي وأهداف وبطولات لا يمكن للزمن أن يمحيها.

موضوعات ذات صلة..

تعرّف على مواعيد مباريات اليوم والقنوات الناقلة

بالصور.. استقبال حافل لبعثة الزمالك في السعودية