بلدنا اليوم
رئيس مجلس الادارة
د/إلهام صلاح
رئيس التحرير
وليد الغمرى

من النيل إلى الفرات.. إسرائيل تنخر فى قلب القارة السمراء

كتب : محمود صلاح

«من النيل إلى الفرات».. هكذا عاش الإسرائيليون منذ أن وطأت أقدامهم الأراضى الفلسطينية عام 1948، على تطبيق هذه العباراة التى تعد بمثابة حلم يسعون لتحقيقه ويربون أجيالهم على أن تكون الدولة الصهيونية من نهر النيل إلى نهر الفرات، ولكن هذه الأحلام الباطلة التى يحلم بها اليهود لم تلق قبولا من الدول العربية والإفريقية، ولذلك لجأوا إلى أساليب أخرى.

 

عقب عام 1948 وتمكن إسرائيل من احتلال فلسطين، سعوا مرة ثانية لإيجاد تواجد لهم فى القارة الإفريقية وذلك ليس بالأمر الجديد، فقبل قيام الكيان ومع انعقاد أول مؤتمر لهم فى سويسرا عام 1897 برزت فى صدارة جدول أعماله خيار أوغندا إلى جانب الأرجنتين وفلسطين، ولذلك سعى لكسب تأييد الدول الإفريقية ليضمن أصواتهم فى مجلس الأمن للاعتراف بالدولة الإسرائيلية، ومنذ ذلك الحين بدأت تظهر المطامع والتوغلات التى تسعى إلى تحقيقها إسرائيل والتى نستعرض بعضها فى السطور القليلة التالية.

 

اقتصاديا

الدول الإفريقية تمتلك ثروات معدنية ومناجم كبيرة، الأمر الذى يميزها فى الشرق الأوسط عن العديد من الدول الأخرى، بينما يمتلك الكيان الصهيونى تطورًا تكنولوجيًا فى الزراعة والمناجم، وبالتالى فإن الدول الإفريقية تكون بمثابة مصدر غنى وسوق رائج يحرك الاقتصاد الإسرائيلى.

 

ولعبت إسرائيل على هذه الخطوة خلال التوغلات التى تعمل على تحقيقها فى الدول الإفريقية، حيث أن لها نشاطًا اقتصاديًا مشتركًا فى القارة السمراء من خلال الأسمدة الكيماوية التى تصنعها وتصدرها إلى دول إفريقيا بشكل كبير.

 

وفى الأيام القليلة الماضية ظهر استغلال الكيان الصهيونى للحالة الاقتصادية التى تمر بها الدول الإفريقية فى التوغلات التى تتبعها حيث حاولت تجميل مكانتها فى المنطقة وإبعاد الوجه القبيح عن الفكر العربى، اخترقت القارة السمراء وبالتحديد دولة نيجيريا بشراء وتوزيع 70 تابلت على الأطفال النازحين بالقرب من العاصمة أبوجا ممن تتراوح أعمارهم بين 6-9 سنوات لتعلم اللغات والرياضيات.

 

 ووضعت السفارة علم إسرائيل كخلفية للتابلت بهدف الدعايا لتل أبيب، وذلك لتتناسى دول أفريقيا المجازر التى ارتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلى فى الخان الأحمر بالقدس وفى مسيرات العودة التى يشنها الفلسطينيون كل جمعة فى قطاع غزة.

 

هريدى: سياسة لديها منذ الخمسينيات.. وتستغل الدعم لفرض السيطرة

وفى هذا الصدد قال السفير حسن هريدى، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن سياسة التوغل هى سياسة إسرائيلية تعود إلى الخمسينيات من القرن الماضى، وكانت هناك منافسة شديدة بين مصر والكيان الصهيونى أثناء ولاية الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، وإسرائيل تحاول إنشاء نفوذ لها فى القارة السمراء.

 

وأشار إلى أن الخمسينيات فى القرن الماضى كانت تشهد وجودا مصريا كبيرا جدًا فى الدول الإفريقية، ولكن فى الآونة الأخيرة بدأت إسرائيل فى سياسة التوغل بغرض إنشاء مشاريع فى الدول الإفريقية وصرف مساعدات فى المجالات التعليمية وغيرها، وعلى الجانب الآخر العمل على منع التوسع المصرى فى القارة السمراء.

 

وأضاف هريدى أن الأمور تغيرت تمامًا بعد عملية السلام، بين مصر وإسرائيل، وبدأ التوسع المصرى فى المنطقة الإفريقية يقل تمامًا، وفى المقابل ظهر التوغل الإسرائيلى، من خلال المساعدات والمنح التدريبية التى تقدمها فى الناحية العسكرية، فهى تحاول الظهور بأنها تقدم المساعدات وتهتم بالدول الإفريقية أكثر من مصر، وعلى الجانب الآخر تحاول إجراء صداقة مع الدول الإفريقية حتى لا تدين عملياتها الدنئية التى ترتكبها كل يوم فى حق المواطنين الفلسطينيين فى قطاع غزة والقدس المحتلة.

 

وأكد مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن إسرائيل تتحرك فى الدول الإفريقية من خلال خطة مدروسة لا تدفع بكل ما لديها، وتسعى لتحقيق هدفها فى الشرق الأوسط، وهو توسيع النفوذ الصهيونى فى القارة السمراء، والـ75 دولة إفريقية تكون صديقتها فى كل المجالات، وتعمل بغذائها، فى مواجهة الدول العربية التى تعارض الكيان الصهيونى، وأيضًا تحاول أن لا تقف الدول الإفريقية بجانب مصر والدول العربية فى منظمة الأمم المتحدة الأمريكية، مضيفًا: "إسرائيل لا يشغلها النفط الموجود فى دول الشرق الأوسط، ولكن تسعى للسيطرة أولًا من أجل تحقيق رغبتها ورغبة الدول الأوروبية وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية".

 

سياسيا

أما من الناحية السياسية؛ فلعبت إسرائيل دورها بكل دقة فى توغلاتها داخل القارة السمراء، حيث سعت إلى تضليل الدول الإفريقية، ليجدوا بذلك نوعًا من التجاوب مع مبادراتاه وأنشطتها فى القارة الإفريقية، لأن اسرائيل تعلم الأهمية الاسترتيجية التى تمتاز بها الدول الإفريقية وخاصة من الناحية التجارية، وأنها تطل على المحيط الهندى والبحر الأحمر، فالعديد من رحلات التجارة الخارجية الإسرائيلية تتم من أمام القرن الإفريقى ومضيق باب المندب حيث يريد الكيان الإسرائيلى كسر الطوق العربى المضروب عليه.

 

أيضًا لعبت إسرائيل على إقامة علاقات من الجهات المعارضة واستغلال مواضع الخلاف بين الدول ودعم بعضها سياسيًا فى المنظمات الدولية والعمل على التمثيل الدبلوماسى، حيث حرص الكيان الإسرائيلى على إنشاء أوسع شبكة من العلاقات الدبلوماسية وكسب النفوذ السياسى داخل البلدان الإفريقية، وكل ذلك كان بدعم من الحكومات الغربية كفرنسا وبريطانيا وأمريكا.

 

اللاوندى: تعزيز الخلافات دربها.. وتساند إثيوبيا من أجل تعطيشنا

وعلق الدكتور سعيد اللاوندى، خبير العلاقات السياسية الدولية، والباحث بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، على حرص الكيان الصهيونى الإسرائيلى فى التوغل داخل القارة السمراء، بأنها تستغل الخلافات التى تحدث بين الدول الإفريقية للدخول فى بلادها، فعلى سبيل المثال الصراعات التى شهدها العالم فى الخلافات السودانية التى انتهت بتقسيم السودان إلى دولتين، ولكنها تستغل هذه الخلافات فى افتعال مشكلة بين السودان ومصر، وليس بين السودان وحدها، فهى أيضًا تستغل الخلافات القائمة بين مصر وإثيوبيا بسبب مشروع سد النهضة، وبالفعل دخلت مصر فى مفاوضات كثيرة بسبب ذلك المشروع، وهذا يوضح زيادة النفوذ الإسرائيلى فى الدول الإفريقية، وذلك من خلال المنح والتدريبات العسكرية التى تقدمها للجيش الإثيوبى.

 

تعليميا

وأكد اللاوندى، أن التوغل الإسرائيلى فى القارة السمراء، لم يتوقف على المجالات العسكرية والسياسية فقط، بل كان له دور من الناحية التعليمية، مثل تقديم التابلت وكل ما يشمل التقنيات الحديثة للطلاب فى نيجيريا منذ عدة أسابيع، وغيرها من الدول الإفريقية، وإسرائيل سباقة جدًا فى هذا المجال حيث تسعى إلى تقديم المساعدات فى دول الشرق الأوسط، لكى تضع قدمًا لنفوذها بين هذه الدول، فهذا ما يريده الكيان الصهيونى بالفعل، أن تُبنى جميع التقنيات الحديثة والتطورات التكنولوجية على أساس نفاذ إسرائيل فى الدول الإفريقية.

 

عسكريا

وأضاف خبير العلاقات الدولية، أن إسرائيل تسعى للسيطرة على بعض الدول فى حوض النيل لتتسبب فى حدوث مشكلة تعانى منها مصر، فتحاول التقرب من إثيوبيا للسيطرة على مياه النهر والتدخل فى شئون السد الذى تقيمه إثيوبيا لإثارة الجدل مع الدولة المصرية، لأن مصر هى شوكة إسرائيل، والمهم فى تخطيطهم أن تسيطر على العديد من دول القارة السمراء، فتوغل إسرائيل فى إثيوبيا وتعاونها بشكل عام فى المجال العسكرى، يوضح أنها تسعى جاهدة لتعطيش مصر عبر نهر النيل الذى باتت مياهه مهددة بالنضب، لأنها لم تنس حتى الآن أن مصر عدوتها الوحيدة فى المنطقة التى انتصرت عليها فى عام 1973، خلال الحرب الحاسمة التى أخرجت الكيان الصهيونى ذليلا من أرض الفيروز.

 

وأشار اللاوندى، إلى أن إسرائيل ما زالت تسعى نحو شعارها الذى أطلقته منذ سنوات طويلة وهو  "إسرائيل من النيل إلى الفرات" وبالفعل تربى أجيالها على هذا الموضوع الذى يعتقدون أنه سيتحقق فى يوم ما، وأيضًا يربونهم على عداوة مصر والدول العربية التى تدين عملياتها القذرة التى يرتكبوها فى حق القدس وبحق المواطنين الفلسطينيين كل يوم، وأما الدول الأوروبية، فلها علاقات متميزة مع الكيان الصهيونى الموجود فى فرنسا وأمريكا وغيرها من الدول، كل هذه الأشياء جعلتها سباقة فى تنفيذ مطالب الدول الأوروبية فى بلاد القارة السمراء.

 

ومن الناحية العسكرية التى تتوغل إسرائيل عن طريقها فى القارة السمراء، فهى تظهر من خلال التعاون العسكرى المشترك الذى تقدمه فى إثيوبيا وإريتريا والتدريبات المجانية التى تقدمها لهذه الدول ووجود مستشارين يتولون التدريبات، فكل هذه الأشياء قد تكون مكلفة للغاية على الكيان الصهيونى، ولكنها مستعدة لدفع كل ما تملك فى سيبل الاستقرار داخل القارة السمراء، وكل هذه الأشياء تؤثر على الأمن القومى المصرى والعلاقات الخارجية مع الدول الإفريقية.

 

وفى النهاية أوضح اللاوندى أن إسرائيل تستهدف دول حوض النيل فى توغلاتها بشكل خاص، لإحداث مشكلات على النهر وتتسبب فى حدوث جفاف فى البلاد المشتركة وبالأخص مصر، فهى تعتقد أن سقوط مصر يعنى سقوط الدول العربية والسيطرة على حوض النيل، ولكن كل هذه التوغلات التى تسعى لإتمامها دولة الاحتلال الإسرائيلى تحاول إسقاط مصر، ولكن السياسات الخارجية المصرية تتعامل مع التطورات الإسرائيلية فى هذا الموضوع، ولن تسمح بإتمام مخططها فى يوم من الأيام.

 

وتشهد الآونة الأخيرة على التعاون الإسرائيلى الإثيوبى عسكريا، والدورات التدريبية التى تنفذها إسرائيل لتعليم الجنود الإثيوبيين، وأيضًا نشر قواتها، إلى جانب بعض الجزر التى يستأجرونها للتواجد على منافذ البحر الأحمر، ومن جهة أخرى ينشر الإسرائيليون الدعايات المعادية للدين الإسلامى فى هذه المنطقة؛ لإشعال الصراعات بين الدول الإسلامية والإفريقية، وقد ادعى نتنياهو فى بعض جولاته أن تل أبيب تتعاون مع الدول الإفريقية ضد الإرهاب!.  

 

رخا: تعاونها الأمنى مع أديس أبابا يرجع إلى تقصير عربى.. والوجود المصرى أقوى

وعلى الجانب الآخر قال مساعد وزير الخارجية الأسبق، السفير رخا أحمد حسن، إن بداية التوغل الإسرائيلى فى الدول الإفريقية كانت فى الستينيات، وبالتالى ليس جديدا على القارة السمراء، التى تتعاون بعض دولها مع إسرائيل؛ لتدريب الأجهزة الأمنية لديها، والمخابرات والمباحث، والبعض الآخر يشترى من إسرائيل الرشاشات التى قد أعلنت عنها أنها من الجهاز الأمريكى، والمسماه بـ"هوزى"، ومصر أنشأت فى عام 1964 المعهد المصرى للزراعة، والذى يتولى عملية التدريب فى الدول الإفريقية والآسيوية، وهم موجودون فى إفريقيا وبالتحديد مع إثيوبيا، لأنهم يعتقدون أن المسيحية موجودة فى عمق اليهودية فى إثيوبيا وأيضًا لإريتريا، وأنهم موجودون فى جزيرة "بعلبك" التى تعتبر بمثابة استراحة للدولة الصهيونية فى إريتريا وهذه الأمور قد يكون لها دور فى التوغل الإسرائيلى بالدولتين منذ سنوات طويلة.

 

وأكد مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن هناك بعض الدول فى غرب إفريقيا تعمل مع إسرائيل فى استخراج الألماظ وأيضًا فى العديد من المجالات مثل "التمريض والزراعة" وغيرها، وعلى كل حال فإن الوجود المصرى فى الدول الإفريقية هو أقوى من وجود الدولة الإسرائيلية، ولكن إسرائيل تعمل على خلق أى تعاون مع تلك الدول، فهى تقدم المنح التى يتم خلالها تدريب الوافدين من الدول الإفريقية، وتفتح لهم كشف حساب بجميع المصروفات التى تكلفهم، فى تلك المنح التى ينفذونها ويتفاخرون بها أمام الدول العربية التى تضع استثماراتها فى الدول الإفريقية، فهذا يقوى دورها أمام الدول الأخرى.

 

وأضاف رخا، أن الكيان الصهيونى مكمل للاستراتيجية الغربية، فالهدف الوحيد الذى يريدون تنفيذه هو التوسع فى النفوذ بالدول الإفريقية، وفى الغالب الولايات المتحدة الأمريكية تدفع العديد من المساعدات لتمكن النفوذ الإسرائيلى داخل القارة السمراء، ولكن الوجود المصرى فى هذه الدول أكثر انتشارًا واحترامًا للقوانين المسنونة فى التعاون والتعامل القانونى بين الدول، وذلك بفضل التدريبات والأطباء الذين يخرجون فى بعثات لها، وفى النهاية التعامل الذى يقدمه الرئيس فى هذه الفترة.

 

وقال: ولكن يبقى التنظيم فى الدور المصرى، بين وزارتى الخارجية والدفاع، والمركز المصرى للزراعة وغيرها من المنظمات والسفارات التى لا بد أن تحسن العلاقات الاقتصادية أكثر من ذلك بين مصر والدول الإفريقية، ومتابعة البعثات المصرية فى الدول الخارجية والتعاون مع أفرادها.

 

وأشار مساعد وزير الخارجية الأسبق، إلى ضرورة أن تبنى العلاقات مع دول حوض النيل بشكل يتم التعامل معها كدول مستقرة، فى ظل أن وجود التعاون العسكرى بين إثيوبيا وإسرائيل هو تقصير من الدول العربية، لأن الأخيرة لم تعمل على تحقيق مثل هذا النوع من التعاون، ولكن مصر منذ ولاية "فايزة أبو النجا" لم تستطع تحقيق التعاون الحقيقى العسكرى والتجارى مع إثيوبيا، مؤكدًا أن التعاون العسكرى الإسرائيلى الإثيوبى لن يؤثر على مفاوضات سد النهضة.

 

مطامع

بعد هذه التوغلات التى دأبت على تنفيذها إسرائيل فى العديد من المجالات، تظهر المطامع التى تسعى إلى تحقيقها، والتى كان من أبرزها إقامة دولة كبرى مشتركة مع دول حوض النيل وبالتحديد فى إثيوبيا لوجود منبع النيل بها، وأيضًا يسعى الكيان المحتل إلى كسب الشرعية السياسية والقانونية، واعتراف دولى أكبر به، يطمع فى أن تكون القارة الإفريقية مكسبا له على هذا الصعيد.

 

جمال بيومى: تأثيرها بالقارة السمراء منعدم.. وتحاول الانسحاب منها لعدم جدوى ما تنفقه استثماريا

وكان لمساعد وزير الخارجية الأسبق، السفير جمال بيومى، رأى آخر فى ذلك الموضوع حيث قال إن موضع التوغلات الإسرائيلية داخل القارة السمراء، هو كلام غير حقيقى ولن يفكر فيه الكيان الصهيونى، وإسرائيل وأمريكا حاولا الانسحاب من إفريقيا؛ لأنها مكلفة عليهما ولن تسد ما ينفقانه بها من استثمارات.

 

وبحسب ما أكد بيومى أن سفير إسرائيل فى دولة إفريقية، قال له إنه يحاول الانسحاب من القارة السمراء والتعاون مع مصر فقط، وأن السفارات الأمريكية والإسرائيلية التى فى تلك الدول ليست أكثر كفاءة من السفارات العربية هناك، لأن مصر وغيرها من العرب هى الوجه المقبول لدى الدول الإفريقية.

 

وأضاف بيومى أن الإعلام يظهر للعالم أن إسرائيل تحاول أن تدهور الأحوال فى مفاوضات سد النهضة وتضغط على إثيوبيا لتشدد موقفها، وهذا يخالف السياسة الإسرائيلية الحقيقية، وأن إسرائيل تريد أن مصر تحصل على حصتها الكاملة فى المياه، لأن الرئيس الراحل السادات قال قبل ذلك إنه "لو كان فى مصر فائض من المياه لأعطيناه لإسرائيل؛ مقابل ترك المياه التى اغتصبتها فى لبنان".

 

واستطرد: "أنا غير مقتنع تمامًا بهذه السياسات التى يعلنها الإعلام عن الدولة الإسرائيلية، ولو حدث ذلك؛ فإن الدبلوماسية المصرية كافية جدًا لتوضيح الموقف والحصول على المتطلبات".

 

وأشار بيومي إلى أن توزيع إسرائيل لجهاز التابلت على الطلاب فى نيجيريا هو مجرد مساعدات وليس توغلا كما يقول البعض، ولو كانت توغلا؛ فلننظر إلى المبعوثين إلى الأزهر الشريف من آسيا وإفريقيا الذين وصل عددهم إلى 60 ألف طالب، فبذلك يكون توغلا، إذا قارنَّاه بالمساعدات الإسرائيلية، ولا بد من تقدير المواقف بشكلها السليم حتى ولو كانت إسرائيل من أكبر الدول التى تعادى الوطن العربى، ولكنها فى المقابل من أكبر الدول التى تقبل مساعدات فى العالم.

تم نسخ الرابط