بلدنا اليوم
رئيس مجلس الادارة
د/إلهام صلاح
رئيس التحرير
وليد الغمرى

من البداية للنهاية.. الأحلام تؤجل مؤقتًا.. وحسونة تنتصر على السرطان

كتب : سارة محمود

مرض لعين ينهش جسدها تقاوم كل يوم كما لو أنها تحارب جيشًا بأكمله وهي مكبلة اليدين، "السرطان" المرض الخبيث الذي أصاب  النائبة أنيسة حسونة، وهزمته بالعزيمة والصبر والصمود على الإبتلاء، فظنت أنها انتصرت عليه وأصدرت كتابًا "بدون سبق أنذار" يدعو لمقاومة الخبيث وتحكي فيه عن المسأه، ولكنها لم تعلم أنه من الممكن أن يعود إلي جسدها مرة آخري لينال منها أكثر وأكثر.

 

لحظات لم تكن متوقعة للكثيريين ليتوقف العالم باكلمله، خاصة وأنها تذهب إلي الدكتور لإجراء بعض من الفحوصات البسيطة، ليخبرها بأنها صادفت الذئب الخبيث الذي يتملك منها، وأن عليها ترتيب أمورها، فعلى الرغم من تمتع "حسونة" بالقوة كسيدة مشاركة بقوة فى العمل العام، إلا أن واقع الخبر لم يكن مختلفا عن الآخرين، فكان أول ما بدر إلى ذهنها أن هناك خطأ ما فى التحاليل والأشعة أو أن يكون تم استبدالها مع مريض آخر، لتردد "لابد أن هذه الأشعة وتقريرها يخصان مريضة أخرى".

 

ولازالت على أمل أن يفتح شخصًا باب الغرفة فجأة ليعتذر عن الخطأ الوارد من الجميع، ويخبرها بأن نتيجة الأشعة الخاصة بالمرض له هو، وأنه تم استبدال فقط، وأننى على ما يرام، وبالتالى نتنفس الصعداء ونغادر جميعا المركز الطبى سعداء ونعود لحياتنا الطبيعية.

 

وبالرغم من تلك التجربة التي لم تكن هينة على الكثيريون، فبدأت فى رسم خطط لإسعاد الأحفاد هذا الشتاء والصيف القادم،  لتترك لهم ذكري جميلة فى حياتهم، ولكن لانها سريعة التحمس وعاشقة للحياة وفتخطت تلك المرحلة سريعًا وباستحوذت على درجات عالية من النجاح، وسظلت كما هي فى أعين من يحبونها، فأصابتها بالمرض اللعين لن تغير فيما ترغب فيه من هذه الحياة بل ربما ستعيد ترتيب أولوياتها بشكل أفضل وأكثر واقعية،  لتجعلها تفتح آفاق جديدة للاستمتاع بنعم الحياة الكثيرة فى فترة أقصر بينما تدق ساعة العمر.

 

ولكن بعد الأنتهاء من تلك المرض تخيلت أنه لم يأتي إليها مرة آخري، ولكنها تفاجئت به لتعلن على صفحتها الشخصية على مواقع التواصل الإجتماعى "الفيسبوك"، لتوجه رسالة إلي الكبار فقط، وكأنها تريد من يساندها فى أزمتها من جديد، خاصة وأنها كانت تعتقد أنها قد أنتصرت عليه، وبدأت لتصديق الأحلام المشرقة لتجعلها تطوي الصفحة البائسة وتفتح بدأية جديدة للحياة.

 

 

" أن تكون واحدا من الذين انتصروا على المرض اللعين فهو مِنةٌ من الله وأن يعود إليك مرة أخرى فهو اختبارٌ أشد قسوة من سابقه".. كلمات رددتها النائبة أنيسة حسونة، فور أخبارها بأن المرض قد تمكن منها من جديد، خاصة وأن التجربة الماضية قد استهلكت منها الكثير من القوة والإرادة.

 

وتحكي «أنيسة»، خلال صفحتها، عن لحظات الفرح التي عاشتها بعد شفائها خاصة تلك الأوقات التي قضتها مع أحفادها: «استغليت كل لحظة لاحتضان وتقبيل أحفادي والاستمتاع بوجودي مع ابنتاي الغاليتين في معظم الأوقات التي تسمح بها انشغالاتهم اليومية فذهبت إلى تدريبات الرياضة الخاصة بالأحفاد وقعدت جنب البيسين لأشاهد حفيدي الصغير يعوم مثل السمكة "البساريا" مستعرضا مهارته أمامي قائلا: شفتيني يا تيتا وأنا أرد بمنتهى الفخر وضحكة كبيرة على وجهي: شايفاك طبعا يا روح قلب تيتا».

 

وأنهت أنيسة حسونة المقاتلة الشجاعة تدوينتها قائلة: «أنا في طريقي للمستشفى لأُجري جراحة خطيرة بعد عدة ساعات قليلة، راضية بقضاء الله وقدره، آملة أن يستجيب الله سبحانه وتعالى لدعواتكم المخلصة هذه المرة أيضا فأنا لم أرفع رايتي البيضاء بعد».

واليوم وبعد أجراء العملية، تعود إلينا النائبة أنيسة حسونة، فى ثوبها الجديد، وبعد الانتهاء من تلك الفترة الصعبة.

تم نسخ الرابط