بلدنا اليوم
رئيس مجلس الادارة
د/إلهام صلاح
رئيس التحرير
وليد الغمرى

«فى يومها العالمي».. لغة الضاد تغيب عن ألسنة الدول العربية

كتب : مصطفى كرم

يحتفل العالم في مثل هذا اليوم  18 ديسمبر من كل عام، باليوم العالمى للغة العربية، وذلك بمناسبة الثامن عشر من ديسمبر عام 1973 حيث شهد ذلك اليوم إدخال اللغة العربية ضمن اللغات الرسمية ولغات العمل فى الأمم المتحدة، وذلك بعد اقتراح قدمته المغرب والمملكة العربية السعودية، خلال انعقاد الدورة 190 للمجلس التنفيذى لمنظمة اليونسكو، وذلك في الوقت الذي لا تولى اهتمام بالغ، فضلًا عن السخرية التي يتعرض لها البعض من جراء تحدثه بلغة عربية فصحى ورصينة.

الأمر الأخر يتمثل في أن هناك العديد من الدول العربية التي لا تتحدث اللغة العربية على الإطلاق، والذي يشبه حالة الفصام اللغوي تعيشه الكثير من الدول العربية، سواء من ناحية التضارب بين الفصحي والعامية واللغات التي تمزج بين العربية والمفردات الأجنبية، ومن أمثال هذه الدول دولة الجزائر حيث علي الرغم من كونها دولة عربية ألا أنها تتحدث اللغة الفرنسية.

وفي نفس السياق نجد دولة الصومال العربية، التي تتحدث اللغة الصومالية، حيث تعد اللغة الصومالية اللغة الرسمية هناك، وعلي نفس الصعيد نجد دول شمال إفريقيا، وبعض من سكان ليبيا وتونس،  يتحدثون اللغة البربرية أو الأمازيغية، وهي من بين اللغات الرسمية في دولة الجزائر مع اللغة العربية والفرنسية.

أما في إقليم كردستان العراقي، فاللغة الكردية هي اللغة الرسمية هناك، بالرغم من كون العراق دولة عربية، وأصبحت اللغة الكردية منذ عام 2004، من اللغات الرسمية في العراق، وهذا أدي إلي تشجيع المتحدثين بها بالمطالبة بالأنفصال عن بقية أجزاء العراق والانفراد بالحكم الذاتي هناك.

وفي سياق متصل يتحدث نحو 50 ألف سعودي، لغة غير العربية وهي اللغة "الحميرية"، وهي لغة يمنية قديمة استعملت في جنوب الجزيرة العربية، في القرن السابع قبل الميلاد.

وتوجد دول عربية أخري قد لا يعلمها البعض منا، لا تتحدث اللغة العربية، حيث نجد دولة جيبوتي، التي تسيطر عليها الثقافة الفرنسية في التعليم، وذلك منذ الاستقلال، وفي نفس السياق نجد جزر القمر، التي تتحدث اللغة القمرية وهي لغة قريبة من اللغة السواحلية متأثرة باللغة العربية.

 

كلمات نظن أنها عربية

وعلى عكس الحقيقة في الحياة العملية، نجد الكثير يتحدثون بعبارات وكلمات، يعتقدون أنها عربية، ولكنها في الحقيقية غير عربية، والبعض الأخر يتحدث بكلمات يعلم أنها غير عربية، بالرغم من إعطاء اللغة له عبارات بنفس ذات المعني، مثل ستاد "ملعب كرة القدم"، وكومبيوتر "حاسب آلي"، وجنتل "لطيف"، وبارفيم "عطر" ، وأوريفور "إلي اللقاء"، وباردون "عفوًا"، وهاي "أهلًا"، وبرافو "أحسنت"، وباي "مع السلامة".

لماذا اللغة العربية في هذا التراجع؟

تختلف وتتعدد الأسباب من دولة إلي أخري، ولكن يمكن تلخيصها في تفشي العامية في المجتع العربي، وهي راجعة لثنائية اللغة بين المدرسة والبيت والشارع، هبوط المشهد الثقافي بشكل عام كعدم الثقة بمصادر التثقيف كالمواد المقروءة، قلة أهتمام الطلبة في تعلم المهارات الأساسية للغة العربية، وعدم أبداء الرغبة في ذلك.

الشئ المثير للجدل، هو سخرية البعض عند رؤية شخص ما يتحث العربية بشكل سليم، بالرغم من كون ذلك هو الشئ الصحيح، ولكن مع أهمال اللغة تحول الأمر، بأن المتحدث بالعامية هو علي صواب، وينال الشخص الأخر المقدر للغة العربية، الذي يتحدثها بشكل سليم "السخرية".

تم نسخ الرابط