بلدنا اليوم
رئيس مجلس الادارة
د/إلهام صلاح
رئيس التحرير
وليد الغمرى

دراسة تثبت وجود حياة سابقة"بكهف سنور"..وبني سويف تخصص21ألف فدان للسياحة

بلدنا اليوم
كتب : جمال عبد المنعم

تعد محافظة بني سويف من المحافظات التي تمتلك مقومات سياحية وأثرية، حيث كانت مدينة إهناسيا غربي المحافظة، عاصمة الإقليم العشرين قبل توحيد القرنين، كما كانت عاصمة لمصر في عصر الأسرتين التاسعة والعاشرة الفرعونتين، وعثر بها على مجموعة من المقابر من عصر الأسرة 22، وبالرغم من كل هذا إلا أن المحافظة باتت خارج الخريطة السياحية، مع وجود كم كبير من المناطق الأثرية الغير مستغلة.

"بلدنا اليوم" في تقريرها التالي تستعرض عدد من المناطق الأثرية في محافظة بني سويف منها: هرم "ميدوم"، جانب ممفيس على الضفة الغربية لنهر النيل في شمال مدينة بني سويف على بعد حوالى 100 كم جنوب القاهرة، فيضم الموقع "معبد جنازي و مصاطب و طريق مائل يؤدى إلى معبد آخر بني قرب وادى نهر النيل.

هرم ميدوم، يمتاز بأنه الهرم الوحيد الذي له شكل شبه مكعبـ، وهذه كانت مرحلة انتقالية بين الهرم المدرج "مثل هرم زوسر" والهرم الكامل، مثل "هرم خوفو" وهرم ميدوم"، كان يتكون من سبع درجات وأضيفت له درجة ثامنة، والثمان درجات تساووا في النهاية، ليكتسوا من الخارج بطبقة رقيقة من الحجر الجيرى "التورا"، وبهذا أصبح يشبه الهرم الحقيقى.

يذكر أن أول هرم بني فى التاريخ، معظم الباحثين اتفقوا على أنه من بدأ بناء الهرم كان الملك "هونى"آخر ملوك الأسرة الثالثة، والذي أكمل بناءه كان الملك سنفرو "أول ملوك الأسرة الرابعة"، في عهد سنفرو وأثناء عمل العمال فى عملية التكسية حدث انهيار فى الطبقة الخارجية للهرم وقتها أوقفوا العمل وهجروا الهرم من دون أن يسكملوه تاركين حوائط المعبد الجنازي فارغة بدون أي كتابة عليها، والانهيار الذي وقع هو المسئول عن الشكل الحالي المميز لهرم ميدوم.

وفي وقت سابق، استأنفت البعثة الأثرية المصرية برئاسة عمر ذكي مدير عام آثار بني سويف أعمال الحفائر في منطقة آثار هرم ميديوم شرق المصطبة رقم 17.

وقال الدكتور، مصطفي وزيري الأمين العام للمجلس الأعلي للآثار، أن الغرض من أعمال الحفائر هو الكشف عن امتداد الجبانة الرئيسية لنهاية عصر الأسرة الثالثة من الدولة القديمة، حيث أسفرت أعمال الحفائر بالمنطقة في الكشف عن قرابين جنائزية في جهة الشرق من المصطبة رقم 17، وهي عبارة عن اثنين من الرؤوس الحيوانية، يرجح أنهما ثيران، بجوارهما ثلاثة أواني رمزية صغيرة مصنوعة من الفخار ومحكمة الغلق بورق البردي، مشيرا إلي أن البعثة تقوم الآن بدراستها.

وأضاف الدكتور، أيمن عشماوي رئيس قطاع الآثار المصرية، أنه تم الكشف أيضا عن جدران من الطوب اللبن تمثل السور الخارجي المحيط بالمصطبة، بالإضافة إلي الكشف عن دفنه آدمية لفتاة تبلغ من العمر 13 عاما في وضع القرفصاء، وتقوم البعثة الآن بأعمال ترميم وتقوية الجدران اللبنية المكتشفة لحمايتها.

جدير بالذكر، أن أعمال الحفائر في المنطقة خلال الأعوام السابقة، ساهمت في الكشف عن مقبرة الأمير "نفر ماعت"، ابن الملك سنفرو وحفيد الملك خوفو، وقد قامت البعثة بأعمال تنظيف الجزء الجنوبي لها، وتتطرق إلى مكان أثري آخر وهو من الأماكن الفريدة والتي يرجع تاريخها إلى 65 مليون سنه "عصر الأيوسين الأوسط"، ألا وهو كهف "سنور"، يعتبر الكهف ظاهرة فريدة من نوعها في مصر بل في العالم، وتظهر في الكهف نتوءات كلسيه تمثل صواعد وهوابط مختلفة الأشكال، ويقع في قرية سنور شرقي بني سويف.

وقال الدكتور منصور حسن رئيس جامعة بني سويف، في تصريحات خاصة لـ"بلدنا اليوم"، أنه جاري العمل بدراسة بحثية للجامعة لمسح 40 كيلو بمنطقة كهف سنور، لافتًا الى أن الدراسة توصلت للعديد من الإكتشافات التي تثبت وجود حياة سابقة بالكهف.

ومن الكهف ننتقل إلى الجبانة الرئيسية لمنطقة آثار أهناسيا المدينة وبها العديد من المقابر التى ترجع لعصر الملك "دن"من الأسرة الأولى ومقبرة "مرى - رع - حاتشف"، وتعود للأسرة الخامسة. وبها أيضاً مقبرة الأمير "رع - حتب"، وزوجته "حلى"، حيث تقع على بعد 15 كم جنوب غرب اهناسيا المدينة والمقابر بها ترجع إلى الدولة القديمة، تضم جبانة من عصر الأسرة الخامسة أهمها مقبرتان إحداهما مقبرة "شدو"، والثانية مقبرة "أنتي".

ونصل من خلال تقرير "بلدنا اليوم"، إلى أن منطقة أثار الحيبة، يوجد بها بقايا أسوار المدينة منذ عصر الأسرة 21، كما يوجد بقايا معبد الملك "شاشنق" من الأسرة 22 الذي بناه للإله "آمون" وأهم ما خرج منها مجموعة البردي التي تحوي القصة الشهيرة لمغامرات البحار "ون أمون"، وهي تقع جنوب بني سويف، شرقي مركز الفشن.

وفي منطقة "أبو صير الملق"، عثر عام 1973 على تابوت من الجرانيت الرمادي ويزن بالغطاء 12 طن وهو للمدعو "با. خا. دي . أس "ويعود إلى العصر الروماني ولا يوجد مثيل له في أنحاء مصر كلها من حيث الأهمية التاريخية والدينية، وتقع المنطقة شمالي بني سويف، بدائرة مركز الواسطى.

بينما منطقة آثار أبو صير "2"، هي جبانة كبيرة تضم مقابر منذ عصر الدولة الوسطى إلى العصر الإسلامي، وجاء اسم "أبو صير الملق"،من كلمة "بر - أوزير" أى بيت أوزوريس تيمناً بالإله أوزوريس "إله الموتى".

أما عن الآثار الرومانية في بني سويف، يبدأ هذا العصر بفتح الإسكندر المقدونى لمصر عام 332 م، وانتهاء العصور الفرعونية وبداية عصر جديد وأسس الأسكندرية لتكون عاصمة لمصر ومركزاً لنشر الحضارة الإغريقية فى العام القديم.

من جانبه أكد محافظ بني سويف، المستشار هانى عبدالجابر، على أهمية وضع تصور متكامل للنهوض بالقطاع السياحي بالمحافظة، مطالبا بخطوات عملية عاجلة لوضع المقومات السياحية التي تمتلكها بني سويف على خريطة مصر السياحية المحلية والعالمية، مشيرا إلى أن المحافظة تمتلك ثروة تاريخية وأثرية كبيرة، تشمل كافة العصور الفرعونية والقبطية والإسلامية، بالإضافة إلى كهف سنور إحدى المحميات الطبيعية الفريدة من نوعها عالميا ، لافتا إلى بعض الفرص الواعدة في المجال مثل تخصيص أكثر من 21 ألف فدان للإستمثار السياحي بالقرب من منطقة واحة وهرم مديوم.

وفي محاولة منها لتنشيط السياحة الداخلية، استقبلت محافظة بني سويف، الجمعة الماضية، وفدا سياحيًا ضم 50 فردا من الشخصيات العامة والهامة ، حيث تم التنسيق بين إدارة السياحة بالمحافظة وشركة مصر للسياحة لإرسال الفوج، ضمن الأجندة السياحية المتفق عليها بين الشركة والمحافظة ، والتي تأتي تتويجا لجهود المحافظة في الفترة الأخيرة للنهوض بالقطاع السياحي وتنشيط السياحة الداخلية للمحافظة "برنامج سياحة اليوم الواحد"، والتي يجري تنفيذها تحت إشراف ورعاية مباشرة من، المستشار هاني عبد الجابر محافظ بني سويف.

وتضمن البرنامج السياحي (برنامج اليوم الواحد) للفوج العديد من الأماكن والأنشطة السياحية والترفيهية والتاريخية، والذي بدأ بمنطقة هرم وواحة ميدوم ، وعقب ذلك، زيارة لدير الأنبا أنطونيوس مركز ناصر، والذي يعتبر قيمة دينية وتاريخية كبيرة ومن أروع الأماكن التي يمكن أن يتضمنها برنامج السياحة الدينية والتاريخية والثقافية، حيث يستقبل الفوج عدد من الآباء والقساوسة، لإطلاع الفوج على القيمة التاريخية والدينية للدير.

واستكمل الفوج برنامجه السياحي بجولة نيلية للاستمتاع بالنيل والمناظر الطبيعية التي يمتاز بها الكورنيش، خاصة وأن بني سويف تمتلك مقومات وميزات تنافسية على مجرى النيل وكورنيش يمتد لمسافات طويلة ومجرى مائي يعد هو الأوسع وتظهر جزر نيلية بالمجرى تعد تحفة فنية ومنظر طبيعي خلاب.

واحتوى أيضًا البرنامج السياحي زيارة قرية الأسيوطي السياحية بالواسطى، والتي استقبلت الفوج في بداية الرحلة لينطلق منها الفوج للاستمتاع بالمقومات السياحية السويفية التي تعد تنافسية ومتميزة.

تم نسخ الرابط