بعد رصد أكثر من حالة وفاة.. حقنة "سيفترياكسون" للحساسية تثير الذعر مجددًا

أثارت حقنة "سيفترياكسون" المستخدمة في الحساسية، الذعر خلال الأيام الماضية، بعد أن رصد المركز المصري للحق في الدواء بلاغات تفيد بوفاة أكثر من حالة منذ شهر يناير الماضي، ممن قاموا باستخدامها.
مخاطر حقنة "سيفترياكسون"
مخاطر حقنة "سيفترياكسون"، ليست بالجديدة ، فقد أرسلت النقابة العامة للصيادلة في شهر سبتمبر 2018، خطابًا إلى رئيس مجلس الوزراء المهندس مصطفى مدبولي، يفيد برصد حالات وفاة نتيجة الإصابة بحساسية شديدة من حقن "ceftriaxone".
وأفادت النقابة بأنها أرسلت نسخة من الخطاب لوزيرة الصحة والسكان، ونائب وزير الصحة للصيدلة، ورئيس الإدارة المركزية للشؤون الصيدلية.
وقد أصدرت وزارة الصحة بيان في ف ٢٠١٨، أكدت خلاله أن هذه الحقن لا يجب استخدامها للمواليد أصغر من ٤٠ أسبوعا من تاريخ الولادة.
اعتماد الصيدليات نقاط إسعاف
وفي هذا الصدد تساءل الدكتور محمود فؤاد، رئيس المركز المصري للحق في الدواء، هل من الممكن أن تعتمد الحكومة رسميًا الصيدليات نقاط إسعاف أولي للمواطنين بعد تجهيزها وتأهيلها بشرط التحاق الصيدلي بدورة أشرفت عليها هيئة الجودة والاعتماد!، وتابع: "هل الصيادلة تستطيع تنفيذ هذا الأمر أم أنه مرهق ومستحيل؟".
الحق في الدواء يحذر من استخدام الحقنة
وحذر المركز المصري للحق في الدواء من استخدام حقنة "سيفاكسون" بدون إجراء اختبار حساسية مؤكدًا عن تلقيه بلاغًا بوجود حالة وفاة طفل يبلغ من العمر عام ونصف العام وصل مستشفى وادي النطرون بعد تناوله حقنة (سيفاكسون1/2جم) وهو من المادة الفعالة "سيفترياكسون" داخل صيدلية وتوفي في الحال.
وأشار المركز في بيان له، إلى أن مادة "ceftriaxone" يتم إنتاجها بأسماء تجارية في 9 مستحضرات دوائية تشمل "سفترياكسون، المخصصة للأطفال في حالات البرد أو السخونة، وأيضا حقن “سيفاكسون، وينترياكسفون، إيبسفين، وروسيفين، وسيفوتركس، وترياكسديل، وزوراكسون، وزوكسديل". وأوضح المركز أنه تلقى عددًا من البلاغات آخرها من أربعة أيام بنفس المشكلة لنفس المادة الفعالة "سيفاتركسيون" في مركز شبين القناطر بمحافظة القليوبية، وكذلك حالة في قرية أولاد إلياس في أسيوط.
وأكد المركز أن هناك بحسب الرصد الذي جاء عن طريق شكاوى وصلت الحالات إلى ٧ حالات منذ شهر يناير، بسبب نفس الاستغاثات من خطورة تناول هذه الحقن داخل الصيدليات بدون عمل اختبار حساسية.
وأشار إلى ضرورة إصدار التفتيش الصيدلي تعليمات لجميع الصيدليات بعدم صرف حقنة "سيفاتركسيون" لأنها تؤدي إلى الوفاة مباشرة عقب أخذها بدون اختبار حساسية.
وأوضح المركز أن هناك بعض الصيادلة أكدوا أن المستشفيات تمنع صرف هذه الحقن بسبب أنه يجب على المريض أولا إجراء اختبار حساسية وهو ما لم يتم، ويلجأ المريض إلى الصيدليات الخاصة لصرف الحقنة.
وأضاف المركز أن حقن "سيفاترايكسون" مضاد حيوي مخصص للمرضى الذين لديهم حساسية ضد البنسلين.
وطالب وزارة الصحة بالتأكد من صحة وجود مشكلات في المادة الفعالة المستوردة من الهند، أو أن الأطباء يتعاملون مع المضادات الحيوية بدون معرفة مشاكلها والصيادلة أيضا يجهلون اختبار الحساسية ويتجهون للمحافظة على المريض كزبون، إلا أنه يفقد حياته بسبب 5 جنيهات.
جدل حول أعطاء الصيدلي للحقن
ويؤكد ربيع الدندراوي، عضو لجنة التفتيش الصيدلي بالنقابة العامة للصيادلة، أن النقابة أرسلت خطاب 2018 لوزيرة الصحة الدكتورة هالة زايد، يضم مقترح اعتماد دورة إسعافات أولية من الوزارة بتمويل من النقابة وحصول الصيدلية على شهادة تتيح لها أعطاء الحقن وتم مقابلة الوزيرة وتم إخبار الوزيرة أن القانون يمنع الصيدليات من إعطاء الحقن.
وتساءل عضو اللجنة، بعد وفاه مواطنين بسبب ضرب الحقن (خصوصا المضادات)، في الصيدليات لماذا لا يقوم الطبيب بضرب الحقنه في عيادته بعد أن يقوم المواطن بشرائها.
عيادات إعطاء الحقن بالمستشفيات غير مفعلة
ويضيف عماد الدين سمير، صيدلي، أنه يعمل بمجال الصيدلة منذ 20 عاما وأخذ قرار بعدم إعطاء حقن خوفا من حدوث مضاعفات للمرضي مشيرًا إلى أنه بالمستشفيات يوجد عيادة إعطاء حقن نظير تذكرة ولكنها تعمل لمدة معينة.
وطالب بضرورة، تعميم التجربة بحيث أن تعمل العيادة لمدة ٢٤ ساعة بتذكرة، مع توافر هيئة تمريض لكل مستشفى متخصصة في إعطاء الحقن، كما يتم تفعيل دور الوحدات الصحية بالقرى بحيث أن تقوم بدورها.
التأكد من اختبار الحساسية قبل الحقن
وترى الدكتور هبة رمضان "صيدلانية" أن اختبار الحساسية الوحيد المعتمد هو الخاص بالبنسلين، لكن أي اختبار للسيفترياكسون، غير مؤكد، حيث أنه ممكن بنسبة كبيرة يتعمل الاختبار ومفيش مشكلة وتتعطى الحقنة بعدها تحصل الحساسية.