بلدنا اليوم
رئيس مجلس الادارة
د/إلهام صلاح
رئيس التحرير
وليد الغمرى

بالفيديو| طفل الشهامة يبيع الشرابات من أجل أسرته.. ويؤكد: "عايز أكون عالم آثار"

بلدنا اليوم
كتب : دينا سليمان

"تشتري شربات يأستاذ.. تشتري يأستاذة" بهذه الكلمات البسيطة التي تخرج من "علي" الطفل الذي لا يتعدى الإثنى عشرعام، وسط المواطنين في الكافيهات وفي الشوارع في منطقة التوحيد والنور بحدائق حلوان يمشي "علي الدين" واثق من نفسه للعمل في بيع الجوارب "الشربات" لـ مساعدة اسرته الفقيرة المكونة من 4 افراد.

صورة على السوشيال ميديا تظهر رجولة طفل

انتشرت صورة على موقع التواصل الإجتماعي"فيس بوك" لـ طفل يحمل حقيبه على ظهره بها شربات يقوم ببيعها، وصنع ذلك حالة من الجدل والتعاطف بشكل كبير بين متابعين "السوشيال ميديا"، مما جعلنا نقرر النزول في رحلة بحث عنه لـ نتحدث معه من قريب ونستمع لأسباب عمله في سنه الصغير لـ نقدمه قدوة للمجتمع.

طفل الشهامة

رحلة البحث عن الطفل بائع الشرابات

بمنطقة حدائق حلوان- عزبة النخل - في شارع جمال عبد الناصر، بداخل شقة صغيرة مأجره يبدو على جدرانها أثار قدم السنين، مكونه من غرفتين صغرتين وصالة ضيقة، يقيم علي الدين محمد علي محمود صبره، 12 سنه، طالب بالصف الخامس الإبتدائي، الشقيق الأصغر لـ بنتين وأخ أكبر منه، مقيم مع والدته، بعد إنفصال والده عنها وتركهم لها لـ تشقى وتتعب على رعايتهم وتربيتهم.

طفل الشهامة

أب جاحد وأم موجوعة

ومن هنا إستشعر بطل قصتنا المسئوليه تجاه والدته المكلوبه على أمرها، وقرر أن يخوض تجربة العمل وتذوق مرارة الأيام وقسوة الزمن الذي قسى على أمه، ومنذ 3 سنوات وقتها كان لا يتجاوز عمره الـ 9 سنوات إتخذ قرار الخروج في الشارع لا للعب والتمتع بسن الطفوله كباقي الأطفال مثله، ولكن للعمل ويجعل أمه تترك عملها وقال "إحنا رجاله وصحتنا كويسه مينفعش أمي تشتغل وأنا موجود".

"اخترت حاجة سهلة أعرف اشتغل فيها"

وقام "علي" بشراء كمية من الشربات وكل يوم عقب عودته من المدرسه التي تبعد عن منزلهم مسافة كبيرة بسبب تواجدها في منطقة إقامة والده، وبسبب الإنفصال لم تسطيع الأم نقلهم لـ مكان إقامتها وكذا لـ ضعف خبراتها في الإجراءات، وذلك يكلف الطفل مصاريف أكثر من طاقته للذهاب والعودة كل يوم، وإتخذ من العمل سبيل لتقضية حاجاته وطلبات أمه وإخواته.

عالم آثار حلم "طفل الشهامة والرجولة"

رغم مكافحته وخروجه للعمل في هذا سنه الصغير والعمل لم يأثر عليه فى مدرسته بسبب الحلم الذي يسعى لتحقيقة، والذ يستغربه الكثيرون عند سماعه وهو أن يكون عالم آثار، وقال أنه يحب رؤية الآثارالفرعونية ويستمتع بمشاهدتها، والتعمق في صناعتها وأنه يتمنى الذهاب للمتاحف لـ مشاهدتها على الحقيقه ولكنه لايستطيع بسبب ظروفه المادية، لذا يريد في الكبر أن يكون عالم في هذا المجال.

وكأن القدر يلعب دوره أثناء حديثنا مع "علي" تلقت والدته إتصالا هاتفيا من مكتب وزير الأثار الدكتور خالد عناني، بأن الوزير يريد لقاء الطفل "علي" العالم القادم للآثار، وفي حالة من السعادة ولمعه من الفرحه في عيون الطفل ووالدته، نطق علي بقول "أنا بقيت مشهور ومن وقت ما بقيت على الفيس بوك" مش بنام من الإتصالات، وسماع الكلمات الجميلة وأن الأهالي يريد أن أكون إبنهم.

ثم إنتاب طفل الشهامة حالة من الشجن وهو يستكمل أمنياته وقال عاوز "ربنا يقدرني وأجهز إختي" وأساعد أخويا يكمل تعليمه ومش أخلي أمي محتاجة لـ حاجة"، وتركنا وذهب لـ يقوم بتغير ملابسه وإستعدادة لإنتظار سيارة مكتب وزير الأثار ليذهب لمقابلته وعرض عليه أحلامه الخاصة بهذا المجال.

طفل الشهامة

أم تشعر بالفخر بفلذة كبدها

ومن جانبها قالت هند شعبان والدة "طفل الشهامه" التي وصفته بأنه "راجلها وراجل البيت الذي يقوم بالإنفاق عليه"، الجدع الذي تحبه كثير وتستشعره سند وقوة لها، والتي تشعر بالفخرعندما يحدثها أحد عنه ويقول لها كنا نتمنى أن يكون إبنك إبننا، ذلك يجعل قلبها يرقص سعادة بفلذة كبدها الذي أصبح حديث الجميع عن شهامته ورجولته.

وبدموع تتساقط قطرة تلو الآخرى تتحدث الأم عن "الطفل" أنه السند لها يمتلك قلب ملئ بالرحمة على الرغم من صغر سنه، ويشعر بمعاناة أمه، الذي قرر جلوسها في المنزل وترك الشغل، قائلا لها: "احنا رجاله كفاية عليكي تعب"، وبعد حالة من الصمت تمنت راحته وأنه يكمل تعليمه لتحقيق أحلامه.

مناشدة والدة طفل الشهامة للمسئولين

وأنهت حديثها بمناشدة المسئولين تريد نقل "علي" من مدرسته في حلوان إلي مقر سكنهم الحالي بحدائق حلوان لأن المسافة بعيده وتكلفهم الكثير من الأموال وهم غير قادرين، ثم مشروع صغير تديره وتسطيع الإنفاق على أبنائها لـ تترك أبنها يركز في دراسته لأنها تعبر أن التعليم هو السبيل الوحيد لـ تكميل مسيراتهم في الحياة.

تم نسخ الرابط